عاجل
السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
عين على الهرم

عين على الهرم

بقلم : حسام طلعت

يقف العالم عند بناء الهرم على انه اعقد مبنى فى التاريخ ..فكل حجر فيه معجز فى موضعه معجز فى وجهته معجز فى كل ابعاده!!



 

ما هي فلسفة بناء الهرم نفسه؟

 

يظن الملايين من البشر فى العالم عبر التاريخ ان هذا البناء العظيم ما هو الا مقبرة للملك رغم ان التابوت الموجود بالهرم تابوت فارغ بالاضافة انه يستحيل عمليا نقل اى من الاوزان العملاقة داخل الهرم الى خارجه رغم ما توصل اليه العلم من اختراعات قد تسهل ذلك الا انها لازالت عاجزة عن اداء هذه المهمة حتى يومنا هذا..!!!!

 

والأوقع ان هذا البناء العظيم والذي يشكل مع تمثال عظيم لرجل بجسد أسد - وليس أسدا برأس انسان – يمثل رمزا بالغ العمق والتفاصيل فهى مقبرة عملاقة يحرسها رجل أسد و كأنها تنطق بعبارة واحدة وهى ان (مصر مقبرة الغزاة)....!!!

 

واستغرق القدماء في بنائه نحو عشرين عاما من البناء (الغير متواصل) وهذا هو السر الاعظم فى بنائه بهذه الدقة وهذا الاتقان..!!

 

فقد كان العمل يستمر فيه اربعة اشهر من كل عام فقط  وهو ما يعنى انه كان بالامكان ان يتم انجازة فى ثلث هذه المدة وهو ما ينفي ايضا عن بناء هذا الصرح انه قد بنى بالسخرة.... !!

 

فلماذا هذا التراخى (ظاهريا)؟!!

 

لقد فطن حاكم مصر القديم الى طبيعة شعب مصر المبدع ..والمبدعون قاتلهم الرتابة والملل والعمل تحت ضغط لفترات طويلة ...

 

فكان الحل ان يحدد لهم اهدافا قصيرة الاجل كل عام ولفترات محدودة ففتح مجالا للابداع وللراحة وعدم الاجهاد الذهنى او البدنى بمقاييس عصرهم السحيق..!!

 

وايضا فقد اختار الحاكم الا يجور علي ارزاقهم.. فقد كان البناء يقتصر على اشهر الجفاف التى ليس فيها زراعة حتى يوحد الشعب على عمل واحد يجمع فيه العائلة المصرية على هدف موحد بما لا يؤثر على ما يملكون من اراضي ومزروعات وبما يفتح المجال لتوعية الشعب بمقاييس العصر ايضا...!!

 

وقد كان لذلك اثرا عظيما بكل تأكيد فى اخراج طاقات شباب قد تتحول طاقته المكبوتة الى غضب على احواله بما يفتح مجالا للفتن بين صفوف العائلة المصرية..

 

هل كان حاكم مصر القديم بكل هذه الحكمة والحنكة السياسية التى افتقر الكثيرون اليها؟!

 

ولم لا فقد انجز بالفعل ما لم يستطع احد ان يجاريه فيه رغم مرور آلاف السنين..!!!

 

هل تغيرت طبيعة الانسان المصرى عن ذلك الزمان؟

 

الاجابة القاطعة ليس كثيرا فلربما تكون قد تغيرت اخلاقه نتيجة سوء التربية و الانحلال الاخلاقى الموجود فى العالم من حوله و تأثره بذلك نتيجة الانفتاح المعلوماتى على العالم وسهولة الانتقال بين اطراف الارض الا ان جوهر الانسان المصرى لا يزال فى نفس صلابة احجار الهرم ...!!

 

نلاحظ جميعا اننا فى مصر فى مجال كرة القدم كمثال لشيء يحبه المصريون استطعنا ان نكون الاول على الاطلاق بين الافارقة واصبحنا اكثر البلدان حصولا على البطولة الافريقية التى تقام فى خمسة عشر يوما نهزم فيها كل من يقابلنا ايا كان و رغم ذلك لا نستطيع الوصول لكأس العالم والذي تستمر تصفياته الى نحو عامين رغم اننا نلاعب نفس الفرق التى اعتدنا هزيمتها فى البطولة الافريقية!!!!

 

نلاحظ اننا حتى عندما نقوم بثورات نكون افضل شعوب العالم فى الفترات القصيرة التى تقوم فيها نكون ملائكة تمشي على الارض حتى اذا انفضت عاد كل شىء الى ما كان عليه..!!

 

بل الاعمق من ذلك ان المصريين اكثر المسلمين التزاما فى موسم الحج –اجمالا- رغم ان الشخص نفسه الذى يكون نموذجا للمسلم الملتزم فى الحج قد يفوته الكثير من اوقات الصلاة فى الايام العادية..!!

 

فاذا اردت ان تبنى اليوم ما يضاهى الهرم فعليك الالتزام بما التزم به جدك الاكبر.... حينما اراد أن يبنى هرم معجز وان يخرج افضل ما فى المصريين فى وقت لم يكن لديه من الادوات حينها سوى القدر اليسير واعتمد فقط على المصرى (خير أجناد الأرض).

 

فمعجزة بناء الهرم ليست فقط هندسية او معمارية بل هل هي معجزة سياسية واجتماعية واقتصادية وروحانية الى الحد الذي جعله هدفا لكل (عين) الى يومنا هذا فالعالم يعلم علم اليقين اننا نحن المصريون...البناؤون الاصليون!!!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز