طارق و الدولار و المتخلف !

بقلم : ياسر صادق

بالتأكيد ليس طارق عامر محافظ البنك المركزي وحده المسئول عما يحدث في مسألة أزمة الدولار .. فالأمر اكبر منه بكثير فالسياحة التي كانت تجلب مليارات الدولارات سنويا اصبحت غير موجودة منذ 25 يناير 2011 سواء بسبب الحالة الأمنية للبلاد تارة و محاربة بعض الدول تارة اخري مثل اسقاط الطائرة الروسية .. و عدم اتخاذ الدولة القرارات التي تساعد علي عودة السياحة مرة ثانية .. كما أدي غلق الاف المصانع بسبب احداث يناير الي عدم التصدير للخارج و بالتالي خسرنا منفذ اخر لجلب الدولار .. كما أن الحالة الأمنية للبلاد ادت الي عدم وجود استثمارات .. و قد تفائلنا بتولي طارق عامر مسئولية البنك المركزي بعد مصائب هشام رامز و الذي كان يتوهم استطاعته تخفيض الفجوة بين سعر الدولار في البنك و مثيله في السوق السوداء مما ترتب عليه ارتفاع الاسعار في كل السلع و صفعة جديدة للمواطن .. ثم كانت الصدمة أن طارق عامر كان مثل أو ربما اسوأ من هشام رامز فالأخ طارق كان يريد تعويم الجنيه و اصدر تصريحات بهذا المعني مما ادي الي صعود سعر الدولار بشكل غير مسبوق في السوق السوداء 13.60 جنيه .. و مشكلة المسئوليين في البنك المركزي أو المسئوليين بصفة عامة هي اتخاذ قرارات من مكاتبهم المكيفة و ليس لذلك علاقة بما يحدث في السوق أو الشارع و هل يتفق معه أو لا .. و لا يكلف طارق عامر نفسه أن يجتمع برجال الأعمال أو التجار الذين لهم علاقة مباشرة بالشارع والمواطنين حتي يعرفوا كيف تسير الأمور .. و اذا اجتمعوا بهم فيكون ذلك من الناحية الشكلية ليس اكثر من ذلك اما القرارات فهي وفق قناعات مسئولي البنك المركزي بالرغم أنهم بعيدون تماما عما يحدث في الشارع .. لكن " الأفندية " مسئولي البنك المركزي لديهم قناعة أنهم الوحيدون الذين يفهمون ! و من ثم فشل لفشل .. كما أن الدولة تقوم باتخاذ مسكنات و ليس علاج جذري للأزمة حيث سارعت بالحصول علي قرض من صندوق النقد الدولي قيمته 12 مليار دولار علي ثلاث سنوات و هذا المبلغ مهما كبر حجمه فسوف يتم صرفه علي احتياجات الشعب و السلع الأساسية .. الحقيقة الواحد لا يعرف ما هو دور شريف اسماعيل رئيس الوزراء حتي الان .. و بعدين يطلع علينا واحد خبير اقتصادي في احدي البرامج الفضائية و يقول ان ارتفاع سعر الدولار ظاهرة طبيعية و في مصلحة البلد!! .. و حياة أمك ! .. بالتأكيد واحد " متخلف " لما يكون ارتفاع سعر الدولار في مصلحة البلد .. طيب يعني انخفاضه في مصلحة الدول الأخري! .. و ارتفاع اسعار السلع في مصلحة مين يا عم ال .... و لما ارتفاع سعر الدولار في مصلحة البلد ليه الدولة بتحارب علشان تخفضه طيب ما تسيبه يرتفع ! هو مين اللي طلعك في التليفزيون اصلا ! .. و لا أنت طالع تنافق و تطبل و خلاص .. المفروض يحترموا عقلية المشاهد .. و يمنعوا مثل هولاء من الظهور علي شاشته ..