عاجل
الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
أردوغان .. مفجر تحرير القسطنطينية

أردوغان .. مفجر تحرير القسطنطينية

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

عفوا فلم اعتاد التورط في الحديث عن أحداث في حينها ، ولكني لم استطع السكوت عن أكبر وأخطر جريمة إنسانية أخلاقية حقيرة يرتكبها حاكم دولة بوطنه وشعبه ، فالجريمة حقيرة ودنيئة وغبية بكل معان الكلمات ، وليست الجريمة التي أعنيها هو قيام هذا الأردوغان بتخطيط وتنفيذ أكبر مسرحيات محاولة السيطرة الدموية الحمقاء في القرن الواحد والعشرين ، فقد قام أردوغان بتكرار أحمق لما فعله مرسي العياط بقتل جنود رفح في رمضان 2012م للتخلص من المشير طنطاوي وقياداته ، ولكن أردوغان خليفة الإخوان نفذ مسرحيته بكم لا مثيل له من الغباء والحمق ليتخلص من كل أعداءه والمعارضين له دفعة واحدة ، وكأن التاريخ يعيد نفسه فالخيانة في الدم واحدة والأساليب متطابقة ، ولكن الجريمة الأحقر والأخطر والتي أعنيها هي في حماقة الأسلوب بتعمد إذلال جنوده وضباطه وإهدار كرامة وسمعة الجيش التركي ، وهو أسلوب ليس بجديد على خراف الماسونية خوراج الزمان من تجار الدين الإخوان والدواعش ، فهم بالفطرة لا يتوافقون مع معان الولاء والانتماء والعسكرية والفروسية والانضباط النفسي والتاريخي ، ولا يعنيهم شيئا فيما سوف يتسببون به لبلادهم وشعوبهم لقرون طويلة قادمة من خراب وتفكك وهوان وتقسيم ، فمن المؤكد أن أمثالهم من الفاقدين لقيم الشرف والنخوة والرجولة والكرامة لا يدركون فداحة ما فعلوه وكوارث عواقبه القادمة على بلادهم وشعوبهم .



وبلا أدنى ضمير وبمنتهى الحمق والسفاهة الإخوانية يأمر أردوغان أو من يسوقونه كالنعجة المخبولة بتعرية جنود جيشه وضباطه في الطرقات وإذلالهم أمام العالم ، ليسقط ذئاب البلقان ويتحولون إلى أخس وأحقر من حريم النخاسة للسلطان ، لتتشفى فيهم كلاب الإخوان والدواعش وتجار الدين وفئران الماسونية وخنازيرها في كل مكان وزمان ، ويصبحون محل سخرية واستهزاء شعوب وقيادات الماسونية في الغرب وهم من خططوا لهم ودفعوهم لهذا ، لتحرير واستعادة القسطنطينية من أيدي المسلمين بعد سبعة قرون طويلة وتلك هي الحقيقة المسكوت عنها والغائبة عن الأتراك ، وربما ألتمس لهذا الأردوغان عذرين ، الأول عذر الجهل بمعنى الشرف والكرامة العسكرية والتي لم يتعلمها في حياته ولعله لم يسمع قول القائل .. (لا تقتلوا أسودكم .. فتأكلكم الذئاب أحياء)  ، والثاني أنه إخوانيا وكادرا ماسونيا خنوعا لا يملك الخيار من نفسه وهو ما أعلنه صراحة وبتعليمات من قيادات الماسونية برفعه علامة الخضوع للماسونية والتي يسمونها بالجهل أو التغابي علامة رابعة إعلانا لانتصاره على جيشه .

ومن الممكن أن يطوي النسيان يوما كل هذا برحيل هذا الخائن العميل وأهله وعشيرته عن الحكم ، ولكن ما لن ينساه التاريخ البشري مطلقا هو إهانة وإذلال العسكرية التركية ورموزها وتصويرهم عرايا ومذبوحين بيد ميليشيات الإخوان الماسونية العميلة ، وسوف يدفع الشعب التركي ثمن ما سمحوا بفعله في جنود جيشهم وبالا وخسرانا لا مثيل له في تاريخهم ، فالجندي عندما تهدر كرامته ويستباح عرضه وشرفه ودمه بيد شعبه ، يتحول لمسخ مسلح لا يملك خيرا لهذا الشعب سوى أن يسترد شرفه من دماء من أهدروه وبلا رحمة أو تراجع ، وهو ما سوف يبقى أنينا وصراعا في قلب الأتراك ربما لقرون قادمة لو لم تتحول دولتهم لأشلاء جزاء ما فعلوه ، لأن أخطر ما ينتظرهم أن تركيا قد أعلنت بإهدار كرامة جيشها اليوم أنها دخلت رسميا وبإرادة الخونة الذين يحكمونها إلى مثلث الخراب والتقسيم الذي زجت فيه سوريا والعراق بيديها من قبل ، ولتتجرع تركيا كأس الهوان والتقسيم والتشريد الذي أذاقته لسوريا كاملا وفيما يبدو أنه قادم لا محالة وفي خلال حكم وحياة بشار الأسد الذي تآمرت عليه وحاربته وحاولت إزاحته وتقسيم بلاده علنا لإرضاء قيادات الماسونية والصهيونية العالمية ، وهو هدف أوروبي ماسوني وحلم عزيز باستعادة القسطنطينية بعد قرون سبعة مريرة.

حقا .. ساذج أحمق وربما عميل خائن من يظن أن أسياده من قيادات الماسونية في (لانجلي أو تل أبيب) وهم من استخدموه لهدم سوريا والعراق ودعم الدواعش والإرهاب لهدم دول المنطقة وتدمير جيوشها حوله سوف يكونون أمناء معه أو لديهم ذرة ولاء أو امتنان له ولبلده ، بل إن ما فعله اليوم هذا الأردوغان ليس أكثر من خطوة هامة وضرورية من مخطط هدم جيشه وتقسيم بلاده وتشريد شعبه ، بل هي استكمال منطقي محسوب و مخطط بدقة وكانت بدايته يوم أن تآمر على جيرانه لحساب الماسونية ، نعم هو أحمق هذا الأردوغان ومن يناصرونه لو ظنوا أنهم في أمان أو سيخرجون من المؤامرة بمكاسب كما يدعون ويخدعون مناصريهم بأحلام الخلافة المزعومة ، فالغاصب والمحتل لا يكره الشعوب التي يحتلها ويحاربها بقدر ما يكره الخونة منهم والذين يساعدونهم ويبيعون دينهم وبلادهم وولائهم وكرامتهم مثل هذا الخائن الذي ما اكتفى ببيع جيرانه وبني دينه ، ولكنه باع أشرف وأكرم ما في وطنه وهو جيش بلاده ، بل وأذلهم لحساب من يتربصون ببلاده لهدمها وتقسيمها مثل جيرانها ، وهو لا يدري أنهم نفذوا أكبر خطوات ضمان الهدم والتقسيم لتركيا بلا مقاومة وبلا رجعة ، بإهدار كرامة الجيش التركي (ذئاب البلقان) وأخطر جيوشها وصاحب الترتيب التاسع على جيوش العالم ليسقط هذا الجيش في التصنيف الدولي في ليلة واحدة للمرتبة الأخيرة كعنصر بشري ، ويخرج في العنصر المخابراتي له من التصنيف كاملا بعد هذه المهزلة ، وهكذا نجح أسياده من قيادات الماسونية في القضاء على جيش مسلم آخر وبلا قتال بل وبيد قائده الأعلى ورئيسه صاحب الشرعية وذئب الماسونية الإخواني المسعور.

ولن تتوقف النتائج الكارثية على تركيا وشعبها عند حدود فقدانها لوحدة وقوة جيشها وسمعته ، فقد حيكت المؤامرة بإحكام وسقط فيها متعمدا أو نفذها بحقارة وتدني خونة الأهل والعشيرة بنفس حمقهم وغباءهم الملعون ، فتفككت أواصر الترابط بين فئات وعرقيات الأتراك بلا رجعة ، فالأكراد يحتفلون بكسر الشوكة الوحيدة في حلوقهم والمانع الأكبر لاستقلالهم عن تركيا وهو الجيش التركي ، والمعارضون لحكم أردوغان وعشيرته سوف يزدادون يوما بعد يوم كلما تدبروا وفهموا واستوعبوا كارثية ما فعلوه بجيشهم ، وكلاب داعش سوف يجدون الفرصة الذهبية لإعلان دولتهم على أرض بديلة للعراق وسوريا العصية ، ولكن هذه المرة على حساب من دعمهم وساعدهم وساند إفسادهم ، خاصة وأن تركيا فقدت جيشها حيا بإهدار كرامته بأيدي الأتراك أنفسهم ، وعلى الحدود أيضا هناك ثأرا أرمينيا تناصره قوى الدب الروسي المتعطش للأراضي والدماء التركية ، وأوروبا لن تقف مكتوفي الأيدي ولديها فرصة استعادة القسطنطينية من أيدي المسلمين فهم لم ولن ينسوا كيف سقطت أعظم وأعز عواصمهم التاريخية وتحولت لدولة مسلمة وهو سر عدائهم المستمر ورفضهم للأتراك ، ولا شك أن الاقتصاد التركي سوف يعاني لعقود طويلة خاصة وأنه يعتمد على التسول الأوربي أولا ثم السياحة كمصدر رئيسي ، وكذلك الصناعة التي سوف تهتز حتما ، وربما تسقط في مستنقعات الديون الخارجية والداخلية الثقيلة من جراء عدم الاستقرار والحروب الأهلية المنتظرة والحتمية وعمليات التخريب المتعمد والتي بدأت رحاها مع الأكراد وخلافات مع داعش وبعض ميليشياتها وهو ما أشرنا له من قبل خاصة بعد تفجيرات مطار اسطنبول منذ أيام ، فتركيا قد انزلقت في هاوية التقسيم بلا رجعة لو كانوا يفقهون .

وأخيرا .. لابد وأن لا نتغافل أو ننسى أن ما حدث في تركيا يوجه رسالة مؤلمة وشديدة اللهجة لمن ينزلقون دون علم خلف دعاوى التخلص من حكم العسكر ، فأخطاء الحكام المدنيين خاصة في الدول المهددة في بؤرة الصراع ، هي أخطاء غير قابلة للإصلاح وتكلف الأمم استقلالها ووحدتها ومستقبلها لقرون طويلة ، وليتنا نقرأ التاريخ ونستفيد من أخطائنا وأخطاء غيرنا ، بل ليتنا نتعلم الدرس الأهم ، وهو أن الماسونية لا ولاء لها لأحد أو دولة ، ولا مانع لدي قادة الماسونية من هدم أية دولة حتى ولو كانت من أذنابها وخدامها حتى ولو كانت دولة عظمى مثل أمريكا والتي تنزلق سريعا لخراب التقسيم وهي لا تدري ، فالقادم سوف يحمل تغييرا جذريا في خريطة العالم بلا جدال وسوف تختفي دولا وكيانات كبيرة ويحل محلها كيانات ودول أخرى ، ولن يبقى مستقرا آمنا إلا الشعوب التي تعي الدروس جيدا ولديها دولة قوية بنواتها الصلبة ، وهو ما سوف تفرزه الأيام وأحداثها القادمة بوضوح ، ولعلنا نتعلم الدرس ونعيه جيدا دون مقارنات أو معايرات وعدائيات لا داع لها ، فالكل بشر والإنسانية تهدر وتطمس معالمها وأخلاقياتها بأيدي الخونة والعملاء وخوارج الزمان وتجار الدين وخدام إبليس من كلاب الماسونية ، والخاسر دوما ليس شعبا ولا دولة بعينها ، ولكن الخاسر هي البشرية التي تثبت بحمقها أنها فاشلة في التعايش بسلام لإعمار الأرض ، فالخطر المحدق بكل شعوب الأرض والمنطقة على وجه الخصوص ما زال قائما ومتربصا ،  وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ، فاعتبروا يا أولي الأبصار ..

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز