إبتسامة المخلوع والقفص

بقلم : إسلام عبد الوهاب

والان بعد أن قررت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيل الرئيس "المخلوع "حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين بعد انقضاء فترة الحبس الاحتياطي ،  وسواء تم تنفيذ الحكم ام لا لكونه محبوساً على ذمة 3 قضايا أخرى فإن ردود الافعال السعيدة بإحتمالية خروجه من القفص امر يستحق التوقف والتحليل !

 
يجب ان نعترف ان مبارك هو السبب الرئيسي في ما نعيشه الان من فساد وجهل وزاد الطين بله فشل مرسي في النهضة المزعومة  الأمر الذي جعل الفلول والثوار " ايد واحدة "  ضد جماعته التي تحكم مصر ، مبارك الذي قال اما انا او الفوضي  ارتمست علي وجهه ابتسامة كاذبة اما فرحا بنجاح الثورة المضادة واما محاولة بائسة لمحو القهر النفسي والنهاية غير السعيدة التي وصل اليها من كان في سدة حكم مصر لأكثر من 30 عاما .

لابد ان نعترف ان الثورة الان تعيش أسوء مراحلها ،  فالإحباط الذي يأتي بعد النصر أشد خطرا من الإحباط بعد الهزيمة  وربما يفسر ذلك عدم الاهتمام الثوري والشعبي بإعادة محاكمة مبارك من الاساس  _ والتي لم تبدأ بعد _ حتي ميدان التحرير لم يعد قبلة المتظاهرين وراحوا يبحثون عن اماكن اخري ربما للفت الانظار والانصار ايضا في محاولة اخيرة منهم  للتأكيد علي  أنهم أحياء عند ربهم يرزقون ..  اما مواقع التواصل الإجتماعي التي كانت مؤشرا علي إتجاهات وتوجهات  الشباب تتلقي أخبار محاكمة القرن بشيء من السخرية والامبالاه في ظل نشاط اللجان الإلكترونية لأنصار الرئيس السابق لتلبيس الحق بالباطل .

ها نحن نقترب من عام علي حكم مرسي الذي تطالبه قطاعات عريضة بالرحيل والبعض يتمني نزول الجيش مرة اخري بمن فيهم من رفعوا شعار " يسقط حكم العسكر " وأصبحت رموز النظام السابق تنعم بالحرية لعدم ادانتهم نظرا لعدم وجود دلائل مادية !!

اما المعارضة المصرية والنخبه فحدث ولاحرج يكفي انها غير قادرة علي المنافسة الحقيقية علي كرسي البرلمان وانهم غير مؤثرين في الشارع المصري الذي مازال همه الاول منذ عقود في البحث عن لقمة العيش الكريمة .

ووسط الجهل الشعبي وغياب الثقافة والتعليم الجيد فلا دهشة  اذن من تجار الدين الذين هم حقا أشد خطرا من تجار الهروين !

اما جيل الثورة فبعضهم قد كفر بها والبعض الاخر مازال يؤمن بأن الثورة مستمرة ، لكن شهداء الثورة وموجاتها المتتابعة فلا وجود لهم بيننا في بلد لا تعترف بهم من الاساس  " وهما اي اللي وداهم هناك " .. الامل كله في التعليم والثقافة ..  فالعلم نورن !

وسلامات يا مبارك .