

هناء عبد الفتاح
لهذا تتحفظ قطر هانم
بقلم : هناء عبد الفتاح
لا يوجد بند ملزم فى اللائحة ولكن جرى العرف أن يكون الجالس على مقعد أمين عام جامعة الدول العربية مصرى الجنسية ، الظاهر أمامنا أن الدول الأعضاء بالجامعة تعودوا على قبول المرشح المصرى كل مرة لأنهم يعلمون القيمة وراء ذلك ويقدرون لمصر كونها قلب العروبة ورمانة الميزان فى المنطقة والشقيقة الكبرى كما يحلو لهم التسمية ، إلا تلك الدولة المزعجة ، إنها قطر التى وصفها الراحل العظيم أحمد رجب فى نص كلمة بأنها " الزائدة الدودية فى الجسم العربى " ، إنها قطر " هانم " التى تحفظت على قبول المرشح المصرى أحمد أبو الغيط أميناً عامأ للجامعة ، رفضته ربما لتصريحه الأشهر الذى أكد فيه أنها تسعى لتقسيم المنطقة إلى دويلات أو لأسباب أخرى ربما قيلت فى الغرف المغلقة بأن منصب الأمين العام ليس حكراًعلى مصرى وأن هذا الكرسى لابد أن يتبادل بين الدول العربية فيما بعد فأعجبت قطر بوجهة النظر وتبنتها متطوعة وسوقتها أمس فى إطار كونها دولة تدمن الإزعاج لتثبت به وجودها على الخريطة ، هو التحفظ الذى تسبب فى إرتباك كبير وتأجل بسببه التصويت لليوم التالى ، أرى أن التأجيل والإنصياع للرغبة القطرية سيدعوها مستقبلاً لمزيد من الإزعاج وكان الأفضل أن تتم عملية التصويت فى وقتها خصوصا وأن ثلثى الدول الأعضاء موافقون على أبو الغيط وهو ما يجعل التصويت سليماً وشرعياً وفق ما تنص عليه اللائحة ، وأرى أن التأجيل جعل صوت المدعوة قطر " العالى دائما بلا مبرر" يحدث صدى وأظهر فى الكادر صورة صدام متبادل ! ، يالمسخرة ما يحدث ، قطر تتصادم مع مصر ؟ ، لن أواصل الكلام عن الفارق الشاسع جدا بين مصر وقطر فهو معروف للقاصى والدانى ولا يحتاج الباحث فيه أكتر من إلقاء نظرة على الخريطة ليرى أين وكيف ومتى وقعت قطر وأين وكيف ومتى كانت مصر ، لن أسترسل فى الكلام عن الفارق فى القيمة والتأثير والوضع فكل هذا معروف للكافة وجاء الكلام فيه الفترة الماضية بشكل جامع مانع على شبكات التواصل الإجتماعى وجميع وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية ، فقط أريد التأكيد على أن الوضع الإقتصادى وإن كان باليقين لا يمكن أن يشترى أصل وتاريخ وحضارة إلا أنه يمكن أن يشترى وجود ، ويمكن أن يمنح الاقزام طولاً وأن يصل الأحبال الصوتية لكشك الخليج الأخرس " قطر " فيصيح بالتطاول تارة وبالسخافات تارات أخرى ، أريد التأكيد على أن أنها ليست المرة الأولى لقطر ولن تكون الأخيرة ، وأن السخرية منها والتطاول عليها أمر لن يفيدنا كثيراً ، سنستفيد أكثر لو إستطعنا مداواة جروح الإقتصاد المصرى بالشكل الذى يجعل لنا عين حمراء تلتهب بالنظر لمن يجرؤ على التجاوز ، قطر تتجرأ علينا وما كانت لتفعلها من قبل ، تتجرأ علينا الآن لأن لديها معلومات عن حقيقة تدهور إقتصادنا ، تتجرأ علينا لأنها تستغل صعوبة مرحلة ما بعد ثورتين لتغذية طموحها فى أن يكون لها كلمة مؤثرة فى المنطقة وأن تسحب الوضع والكينونة منا ، تتحفظ لأنها تريد أن تقول " أنا قطر " ، شئ مؤسف ومحزن فعلأ أن تنظر مصر للأسفل فتجد قطر تضرب فى ساقيها بفأس إشترته بمال آتاها محض صدفة ، كلى إيمان بأنها مصر وستظل مصر رغم أى شئ وكل شئ ، ولكن اليقين أن الحاجة باتت ملحة جداً لتعافى الوضع الإقتصادى حتى لا يتطاول علينا الصغار ويعودوا لمقاعدهم الأصلية.