طارق القاضي
الامين.. والعقيد.. والاصلاح الحقيقى
بقلم : طارق القاضي
على عكس كثيرين لم ارغب فى الكتابه عن مشكلة تعديات امناء الشرطه على المواطنيين بعد حادثه موت دربكه على يد امين شرطه قناعه منى ان كثيرون سيكتبون ثم سريعا ما ينصرف زخم القضيه اعلاميا وتصبح طيا منسيا كغيرها من المشاكل والظواهر الخطيره لنعود ونقترف نفس المشاكل ويتكرر سيناريو هزيمة المواطن وهزيمة الوطن ! .. ويبقى السؤال الى متى تتعامل الحكومه مع مشاكل المواطنيين بالقطاعى ؟!
ان وزارة الداخليه لا يخفى عليها تجاوزات ابناءها من الضباط الى الافراد ..هى تعلم علم اليقين كم هى كثيره خطاياهم ولواعلنت الوزاره على الملا حجم البلاغات المقدمه من مواطنيين غلابه ضد ابناءها لاضافت رقما قياسيا فى سجل قهر المصريين ..الغريب ان الحكومه كلها تقف عاجزه عن طرح اية حلول جوهريه لكثير من المشاكل وليس وزارة الداخليه فقط ..كل القيادات فى هذا البلد لا يتحركون الا باشاره من الرئيس هذا حالهم منذ قديم الازل .. لا يتحركون الا بغطاء وطلب من الحاكم هذا الارث العفن قصر مفهوم الحركه عند قيادات المحروسه الى الحركه فى المحل وليس الحركه للامام حتى اصبح كل المديرين وكل رؤساء مجالس الادرات وكل الوزراء لا يتحركون للامام كل حركتهم فى المحل (تسيير اعمال) فنحن لم نسمع يوما ان رئيس شركه عامه قد نجح فى تحويل شركته من خاسره الى رابحه اوحتى قلل الخسائر لياتى من بعده من يسعى لتحقيق الربح ..لم نسمع يوما ان رئيس هيئة اقتصاديه حقق طفره ووفره لهيئته ..لم نسمع ابدا ان محافظا نجح فى حل مشكلة قمامه ..لم يتحفنا رئيس مدينه او رئيس حى بفكره بسيطه تنقذ مصر من عشوائيه 80%من مبانيها ..لم يمنحنا رئيس مركز بحثى اوجامعه اختراعا بشريا او دواء هاما يعالج ابداننا التى اكلتها الفيروسات ..كل القيادات فى مصر موظفون لا يفكرون.. قيادات هرمه عاجزه جاهله انصاف متعلمين ..ان طريقة اختيار القيادات فى مصر مأساه ..ان من يفكرون ويخططون لهذا الوطن يحتاجون الى ضبط زاويا الا من رحم ربى ..ان جميع ما نحن فيه الان من بلاوى نحن من صنعناها بتعايشنا مع مفهوم الرجل غير المناسب فى المكان المناسب ان جهاز الداخليه لا يختلف عن باقى اجهزة الدوله.
لقد ان الاوان ان تقف وزارة الداخليه وقفه صادقه امام نفسها لتصلح ما افسده افرادها خاصة هذا الامين الذى اصبح اكبر ثقب فى البدله الميرى لاستهتاره الذى وصل الى حد الاستهانه بشرف اسر المحروسه ولعل قيام امين شرطه بالاعتداء على امراه فى محطة المترو يؤكد ان امناء الشرطه قد امنوا العقاب فاساؤا الادب متناسين ان مهمتهم الاساسيه حماية المواطنيين مما يؤكد ان انقلاب واختلال ميزان بعض افراد الداخليه وصل الى درجه خطيره من الممكن ان تفجر الدوله فى وقت نحن فيه اضعف مما يمكن اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ..نحن لم نتجاوز الى الان المرحله الانتقاميه التى بدات بعد ثورة 25 يناير حتى مع اكتمال بنيان الدوله ظاهريا بوجود رئيس يحظى بتأييد شعبى ودستور اراه مثاليا رغم انتقاده ومجلس نواب يصارع لاثبات وجوده ولعل دعوة وتحريض الاطباء للمرضى على عدم دفع رسوم العلاج فى المستشفيات العامه خير دليل على التعامل الانتقامى بين مؤسسات الدوله فلا يخفى على احد ان الدعوه لم تكن تخرج من الاطباء الا بعد اعتداء امناء الشرطه على الاطباء فى المستشفيات ! ..وحتى نضع المشكله فى حجمها الحقيقى لابد ان نشخصها تشخيصا صحيحا حتى نصل للعلاج الفعال لذا علينا ان نعترف ان جهازالشرطه ملىء بنماذج سيئه امثال مصطفى محمد قاتل دربكه ونماذج مشرفه مثل العقيد عاطف بدور وهو واحدا من الضباط الذين يتمتعون بحسن التعامل مع المواطنيين مما جعله يكسب شعبيه كبيره بين ابناء وعائلات مركز ملوى ليس لانه نائب مأمور المركزولكنه يحسن التعامل مع الكل الصغير قبل الكبير.. على الجانب الاخر هناك نماذج لا تصلح ان تنضم الى هذا الجهاز الحساس والخطير وليس من المنصف لدوله تسعى الى دروب ومسالك التنميه ان تترك هذا الجهازتحت رحمة العناصر المميزه التى تخلقها نسبة الصدفه لهذا الجهازمن الضباط والامناء .
لذا على الراغبين فى الاصلاح الحقيقى ان يجيبوا على سؤالى الجوهرى وهو من هو الشرطى ؟ ..هل الشرطى هوالشاب الذى يحصل على الثانويه العامه بمجموع 65%ومجموعه من القدرات الرياضيه والبدنيه ..هل هذا مقبول فى الالفيه الثالثه ؟! بالطبع هذا المجموع يظلم ضباط الشرطه ويظلم المجتمع ولا يليق بمكانة الشرطى الذى يتمتع بصلاحيات كبيره هى من ضمن مقتضيات وظيفته .. ان مجموع كلية الشرطه يكرس تبنى الحكومه للانحيازلسياسات الحقد الاجتماعى واهدار قيمة التفوق والكفاءات وقتل روح جيل الشباب الذى يرى الواساطه والمحسوبيه بعد ثورتين عاليه شامخه تخرج لسانها للجميع وتعبث بمقدرات وطن يعافر لبقائه ..وكيف يبقى هذا الوطن فى ظل الارتكان لسياسات واساليب صنعها جيل فاسد لم يقل ابدا كلمة حق فى وجه سلطان جائر !
















