عاجل
الثلاثاء 11 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
تجديد الفكر الدينى

تجديد الفكر الدينى

بقلم : د. عزة بدر

من أهم القضايا الفكرية المطروحة الآن هى  قضية تجديد الفكر الدينى  ويرتبط ذلك بضرورة فتح المجال للاجتهاد، وإعطاء الفرصة لإعمال العقل النقدى  فى  أمور الدين، ومن وجهات النظر المهمة فى  هذا المجال ما طرحه السيد ياسين فى  مقالته: «ورقة عمل مقترحة للسياسة الثقافية فى  مصر» فيؤكد على  أهمية الاجتهادات القادمة من خارج المؤسسة الدينية وضرورة فتح المجال لجميع المفكرين المؤهلين للدخول فى  عملية تجديد الفكر الإسلامى  بما يلائم حاجات العصر وخصوصا إذا كانوا قد درسوا بعمق أصول الفقه والتى  يمكن اعتبارها مناهج البحث الإسلامية.




وهو الأمر الذى  أتفق معه فيه، ثم يستطرد فيقول: «إن علم أصول الفقه يدرس فى  كل كليات الحقوق فى  مصر ووفق خطة مدروسة يمكنهم تجديد الفكر الديني، أما ترك المجال للمتخصصين فى  الدين للقيام بعملية التجديد فقد لاتكون مجدية بحكم تطبيقهم بالضرورة لقواعد معرفية موروثة فى  مجال التفسير والتأويل قد تعوقهم عن تخطى  الحدود الجامدة للمعرفة الدينية السائدة».


وأختلف مع السيد ياسين فى  هذا الطرح فدراسة خريجى  الحقوق لعلم أصول الفقه لايجعلهم بالضرورة قادرين على  تجديد الفكر الديني، وليس كل المتخصصين فى  الدين عاجزين عن تخطى  الحدود الجامدة للمعرفة الدينية السائدة أو عن إعمال العقل فى  تجديد الفكر الديني، والفيصل فى  ذلك فى  رأيى  هو الإنتاج الفكرى  والاجتهادات التى  لابد أن تكون لافتة فى  مجال تجديد الفكر الديني، وأن يكون هذا الإنتاج الفكرى  مطروحا للنقاش فى  الدوائر الثقافية والمؤسسات الدينية معا من خلال رؤى  ناقدة وحلقات حوار تحترم الاختلاف فى  الرأي، وتدرك جوهر الدين، ولشيخ الأزهر د.أحمد الطيب رأى  طيب فى  هذا إذ يقول فى  كتابه «التراث والتجديد»: «إن تجديد التراث الإسلامى  لايحسنه إلا عالم ثابت القدمين فى  دراسة المنقول والمعقول، فاهم لطبيعة التراث المعقد، مدرك لطبيعة المناهج وأدوات التحليل الفكرى  المستخدمة فى  البحث والتقصي»، ولكن الإشكالية الحقيقية هى  قول شيخ الأزهر إن طبيعة التراث الإسلامى  تعتمد على  أصول ثابتة موجهة للواقع وحاكمة عليه، وأرى  أن هذا الواقع يتغير باستمرار ويحتاج إلى  مرونة فى  تدبر الأصول الثابتة الحاكمة عليه، وهذا هو جوهر الاجتهاد كما أراه وهو التحدى  الذى  يواجهه المجتهدون سواء من داخل المؤسسة الدينية أو من خارجها.•

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز