طارق رضوان
انفصال الصعيد
بقلم : طارق رضوان
هناك سؤال يدق رأسى بعنف كالمطرقة الثقيلة ترى ماذا لو لم تكن هناك ثورة 30 يونية؟ فالإخوان بخيانتهم للدولة المصرية وصلوا إلى حد الكارثة وهم فى طريقهم المفتوح لتدمير الدولة لا يراعون تاريخا ولا كيانا للأمة أهم تلك الكوارث هو التفريط فى الأرض المصرية من أجل الخلافة الإسلامية كما يقولون للقواعد وهى فى حقيقة الأمر من أجل إرضاء الأمريكان فى رسم خريطة جديدة للعالم العربى أهم تلك الخطط هى حركة انفصال الصعيد فقد وقع بين يدى بيان كان يوزع على الأهالى فى كل مكان وعلى المقاهى فى الصعيد وهو صادر عن الجماعة بتاريخ 20 أغسطس 2013، حيث بدأ الإخوان فى محافظات الصعيد فى توزيعه بعنوان «بيان رقم 1 لحملة انفصال الصعيد.. الإقليم الجنوبى (جمهورية مصر العليا)» وأُرفق البيان استطلاع رأى تمت صياغته كاستمارة «تمرد» وقد تضمن البيان الموقع بإمضاء «شباب الصعيد الحر» النقاط التالية:
أن إقليم الصعيد -وأبناءه- قد تعرض لظلم فاحش على أيدى الحكام والحكومات عبر مئات السنين، واتخذت مظاهره صوراً متعددة (معاملة أبناء الصعيد باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية - عدم تمثيلهم فى مجلس الوزراء - تعرضهم لحوادث متكررة مثل احتراق القطارات وغرق العبارات - عدم وجود أى مقر للوزارات بالإقليم - تدنى مستوى الخدمات والبنية التحتية - انعدام فرص العمل وهبوط مستوى المعيشة - هجرة 75٪ من أبنائه سواء للداخل أو للخارج واستعرض البيان امتلاك الصعيد لمقومات الدولة العصرية الغنية (60٪ من مساحة مصر - 50٪ من سكانها - خصوبة تربة أراضيها وقابليتها للاستصلاح - انتشار زراعة القصب وصناعة السكر - صناعات الألومنيوم - السد العالى يكفى لتغطية جميع احتياجات الإقليم من الكهرباء - امتلاك ثلث آثار العالم - نهر النيل. اتهم البيان الدولة بعدم تطبيق القانون فى قضايا الثأر حتى تشغل أبناء الصعيد فى صراعات تشغلهم عن المطالبة حقوقهم الضائعة. حث البيان أبناء الصعيد على الانضمام للدعوة التى سيتم تقديمها للأمم المتحدة لعمل استفتاء لانفصال الإقليم الجنوبى (الصعيد) عن مصر تحت اسم جمهورية مصر العليا وفقاً لحدودها من أطراف محافظة الجيزة الجنوبية إلى محافظة أسوان، بالإضافة إلى محافظتى البحر الأحمر والوادى الجديد. الإخوان أطلقوا اسم جمهورية مصر العليا على الدولة المنفصلة المستهدفة وتجنبوا إضافة وصف «الإسلامية» لها حرصاً على عدم إعلان تورطهم فى هذه المؤامرة خلال هذه المرحلة المبكرة، رغم أن جميع من يوزعون البيان والاستمارة من الوجوه الإخوانية المعروفة للأهالى فى الصعيد انفصال الصعيد لم يكن المخطط الوحيد بل كانت هناك خطط أخرى وقد تحالفوا مع الشيطان لتدخل مصر فى مستنقع الانقسام وتبدأ الحرب الأهلية تشتعل بتأييد عالمى وتدخل مصر وشعبها سنوات الضياع، وهو بالضبط ما تريده أمريكا من مصر حتى تنتهى تماما من رسم المنطقة من جديد مما يتماشى مع المصالح الأمريكية فقط، تلك هى بعض من خطط الإخوان القذرة لو كانوا قد استمروا فى حكم مصر. الخطط جاهزة والدعم المخابراتى واللوجستى متوافر من الغرب، كما أن الدعم المالى المطلوب متوافر من القطريين، أما الدعم الدولى فقد كانت بدايته فى تركيا وقد تمتد إلى الاتحاد الأوروبى والمهم هو لعبة المصالح، لذلك فقد كانت ثورة 30 يونية ثورة من أجل الأمة ومن أجل تاريخها الطويل الجميل وحضارتها الممتدة إلى آلاف السنين.