روحي فتوح: حرب غزة محاولة لتكرار النكبة ويجب تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير

أكد روحي فتوح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني أن حرب إسرائيل على غزة تستهدف تكرار النكبة، مشدداً على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية للعمل على مواجهة هذا المخطط.

جاء ذلك في كلمة لروحي فتوح بالمؤتمر السادس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، الذي انطلق اليوم السبت بمقر الجامعة العربية تحت عنوان "رؤية برلمانية عربية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي".

وقال إن الشعب الفلسطيني شهد خلال حرب غزة الاستخدام غير الآمن للذكاء الاصطناعي من قبل الاحتلال.

ودعا كل الأطراف الفلسطينية بما فيها حركة حماس لتوحيد الصف الفلسطيني وإفشال المحاولات لشقه، مشددا على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وبمثابة خيمته وعنوان هويته، التي يمكن الاختلاف تحت مظلتها ولكن لا يمكن الاختلاف حولها أو على ثوابت الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن الحرب على الشعب الفلسطيني متواصلة منذ 76 عاماً، وهي لا تستهدف غزة فقط بل الشعب الفلسطيني برمته، وخاصة في القدس زهرة المدائن، التي تتعرض منذ احتلالها 1967 لعملية تهويد ممنهجة على أيدي حكومات إسرائيل، خاصة حكومة اليمين المتطرف الحالية.

وقال إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تتوقف عن طرد السكان الأصليين، واعتمادها على الاستيطان لتحقيق هدف التهويد، وزرعت المستوطنين في القدس والضفة، ضمن السياسة الإسرائيلية التي تعمل بصورة منهجية لتغيير وضع القدس التاريخي والحضاري والقانوني عبر ممارسات مثل الترحيل القسري للفلسطينيين، وسحب حق المواطنة، إضافة لعملية هدم المنازل وصعوبة الحصول على تراخيص البناء وفرض الضرائب غير القانونية على المواطنين المقدسيين، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، كل ذلك يتم بتحريض من أقطاب اليمين الذي يعلنون نيتهم لهدم المسجد الأقصى.

وأردف قائلاً "إنه إضافة لذلك هناك ما يتعرض له إخواننا المسيحيون من اضطهاد في القدس المدينة التي عاش فيها المسيح، حيث وثقت اللجنة الرئاسية العليا عشرات الاعتداءات على الكنائس في القدس ومصادرة أراضي مملوكة للكنائس".

وأشار إلى أن الحرب التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة تعد من أبشع الحروب في التاريخ الحديث، فهي حرب لاحقت حتى الأطفال الخدج في المشافي، ومسحت عائلات بأكمها من السجلات بعدما سوت منازلهم، إضافة إلى المقابر الجماعية التي تكتشف يومياً وقتل الصحفيين وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها بهدف ترحيل الفلسطينيين لصناعة نكبة ثانية.

وقال إن حرب الإبادة هذه ما هي إلا نتيجة طبيعية لسياسة دولة مارقة، ومحصنة من العقاب الدولي، مشيرا إلى أننا ندخل اليوم الـ204 للحرب أي الشهر السابع والمحرقة مستمرة عبر عشرات المجازر اليومية وبلغ عدد الضحايا أكثر من مائة ألف بين جريح ومفقود.

وأضاف أنه رغم كل التحذيرات تواصل حكومة الاحتلال عرقلة توصيل المساعدات الإنسانية، والجميع شاهد كيف قصفت أعضاء منظمة المطبخ المركزي العالمي والمواطنين الفلسطينيين الذين ينتظرون مواد الإغاثة.

ووصف ما يجري في غزة بأنه "وصمة عار" تمس ضمير الإنسانية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يوقف فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ويحرم أطفال فلسطين، من أبسط مقومات الحياة، يمول الحرب الإسرائيلية، كما أفشلت الولايات المتحدة قرار مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوي الدائمة بالأمم المتحدة، وتحدت الأغلبية الدولية التي وافقت على مشروع القرار بعدد 12 دولة، في تناقض مع ادعاء دعمها حل الدولتين.

وحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية التطهير العرقي للشعب الفلسطيني، وكذلك شركاء الاحتلال الذين يحمونه من المساءلة، ودعا إلى تجاوز المجتمع الدولي حالة الإدانة للعمل على وقف الحرب والعدوان وتوفير الحماية للفلسطينيين، والعمل على الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس، وتنفيذ القرارات الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 1967.

ووجه الشكر لجنوب إفريقيا على موقفها برفع دعوى في محكمة العل الدولية تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة، كما وجه الشكر لدولة نيكارجوا التي رفعت دعوى ضد ألمانيا بمحكمة العدل الدولية لمساندتها الاحتلال.

ونوه بالمظاهرات الطلابية الداعمة للشعب الفسطيني، معرباً عن تطلعه لأن تثمر هذه المظاهرات عن وقف العدوان على الشعب الفلسطيني.