عاجل
السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
زيارة إلى المسجد الكبير في الجزائر

زيارة إلى المسجد الكبير في الجزائر

لا شك أن المكون الإسلامي لعب دورًا حيويًّا في ملحمة حرب التحرير التي خاضها الشعب الجزائري ضد المحتل الفرنسي، كما أسهمت الروح الإسلامية في دعم صمود المقاومة الوطنية التي أجبرت المستعمر على الرحيل غير مأسوف عليه، بعد احتلال دام أكثر من مئة وثلاثين عامًا، وفاتورة باهظة من الشهداء تخطت المليون ونصف المليون شهيد.



من هنا تأتي أهمية مسجد الجزائر الكبير الذي تم افتتاحه للصلاة أول مرة في فبراير الماضي، بعد أن وضع حجر أساسه الرئيس الجزائري الراحل عبدالعزيز بوتفليقة واستغرق بناؤه أكثر من عشر سنوات، ونفذته شركات صينية ووطنية.

وبدعوة من أستاذة العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتورة نجوى عابر تجولنا على مدى عدة ساعات بين قاعات المسجد المختلفة وتعرفنا على مراحل إنشائه والمهام التي رسمتها السلطات الجزائرية لهذه المؤسسة الحيوية في المستقبل.

وقد جاء اختيار موقع المسجد العبقري في منطقة «المحمدية» على ساحل المتوسط مباشرة، ولهذه المنطقة دلالة خاصة لدى الجزائريين؛ فقد كان الحي يحمل في العهد الاستعماري اسم «لافيجري» وهو اسم الكاردينال شارل مارسيال الذي أسس جمعية المبشرين الفرنسيين في الموقع نفسه بهدف تجميع الأطفال وتحويلهم من الدين الإسلامي إلى المسيحية.

ورغم اعتراضات السلطات الفرنسية على المشروع وانتقاد الصحف الفرنسية الدائم له؛ لكن الحكومات الجزائرية المتعاقبة لم تلتفت إلى تلك الدعاية السوداء، ومضت منذ العام 2013 في بناء المسجد الذي تكلف ما يقرب من مليار دولار.

ويعتبر جامع الجزائر تحفة معمارية متميزة؛ ومن أضخم مساجد القارة السمراء.

ومن أعلى مئذنته التي تتكون من حوالي 40 طابقًا، يمكن أن تشاهد كل معالم العاصمة الجزائرية، خاصة أن موقعه يمثل إطلالة رائعة على مياه المتوسط وبالقرب من أهم وديان الجزائر الذي يغذي العاصمة بالمياه العذبة.

وتبلغ مساحة المسجد الكلية حوالي 300 ألف متر مربع، ويتسع لأكثر من 120 ألف مصلٍ، فيما يبلغ ارتفاع مئذنته نحو 265 مترًا.

وبما أن الزلازل سبق أن ضربت عديد المدن الجزائرية خلال العقود الأخيرة، فقد روعي ذلك في تصميم المسجد بحيث يمكن أن تمتص قاعة الصلاة الرئيسية، زلزالًا بقوة 5 درجات على مقياس ريختر دون أن يشعر المصلون بأي تأثير.

اختارت السلطات الجزائرية عددًا من خيرة الشباب الجزائري المتحمس للعمل في المسجد الكبير، ليكونوا واجهة مشرفة للمشروع الذي يعد منارة فكرية ومزارًا سياحيًا عالميًا يحرص ضيوف الجزائر على زيارته باعتباره أبرز معالم العاصمة، فهؤلاء الشباب، يعرفون كل كبيرة وصغيرة في المشروع بدءًا من التصاميم المعمارية، وانتهاء بوظائف كل أقسامه البالغ عددها 12 مبنى أبرزها مكتبة ضخمة تضم حوالي مليون كتاب من مختلف المعارف واللغات، إلى جانب مركز أبحاث مجهز بأحدث الوسائل الإلكترونية، وقاعة محاضرات ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي ومدرسة عليا للعلوم الإسلامية لطلاب الدكتوراه، بالإضافة إلى مركز لتحفيظ القرآن، وآخر للتسوق ودار للحضانة.

ويضم المبنى 3 طوابق تحت الأرض مساحتها 180 ألف متر مربع، وجراجًا يستوعب أكثر من 6 آلاف سيارة، وقاعتين للمحاضرات مساحتهما 16 ألفًا و100 متر مربع.

ويعرف المسجد بأسماء متعددة منها المسجد الكبير، أو جامع الجزائر الكبير، أو المسجد الأعظم، وتضم قاعة الصلاة الرئيسية عددًا من النجف إحداها على شكل «مسبحة»، تزن 9 أطنان ونصف بقطر 13 مترًا، بها 357 قطعة بلور لكسر خطوط النور.

أما عن زخارف الجدران، فقد تم نقشها بنفس زخارف قصر الحمراء الشهير في الأندلس، حيث تم اقتباسها بهذا الشكل لاستحضار التراث الزخرفي العربي الإسلامي، والمغاربي الأندلسي المميز.

أما أبواب المسجد فقد تم تصميمها على الطريقة الجزائرية، فقد حمل الباب الكبير للمسجد، اسم سيدي بومدين، تبركًا بهذا الولي الصالح الذي عاش بالأندلس.

وحملت الأبواب الفرعية الأربعة تسميات مختلفة منها باب النصر شمال المسجد، باب المحمدية جنوب المسجد، باب الفتح، وباب المصالحة.

أما السجاد، فيرمز إلى وحدة الجزائر، حيث نجد فيه 29 زربية، تمثل 23 ولاية، وكل زخرفة منها تمثل منطقة، كما تم تصميم المحراب بـ5 أنواع من الرخام، أما المنبر، فقد تم إنجازه بخشب البلوط والصدف الطبيعي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز