"ومن الحب ما قتل".. القصة الكاملة لواقعة مقتل فتاة على يد زميلها بالشرقية

"ومن الحب ما قتل"، مقولة شهيرة تطلق على العاشقين، اللذين تكون نهاية قصصهما العاطفية في الغالب فقد أحدهما أو كليهما؛ بسبب الحب من طرف واحد الذي يقابل بالرفض فيثير غضب الطرف الآخر وتختمر في ذهنه فكرة الانتقام التي تختلف من شخص لآخر وتؤدي إلى دمار الأشخاص وذويهم، لتصبح النهاية مأساوية.

 

 

شهدت محافظة الشرقية، أمس، واقعة مأساوية، حيث لقيت طالبة إعلام بإحدى الجامعات الخاصة، تدعى "سلمى" مصرعها على يد زميلها الذي قام بملاحقتها وتسديد عدة طعنات لها وصلت لنحو 18 طعنة بأنحاء متفرقة بالجسد، مستخدمًا سلاحًا أبيض "سكين" أثناء دخولها مدخل عقار محل عمل إحدى صديقاتها بالقرب من محكمة الزقازيق، وسط ذهول المارة الذين تحفظوا على المتهم، لحين حضور الشرطة؛ وذلك بسبب رفضها الارتباط به.

 

وأدلى المتهم باعترافاته أمام جهات، بأنه كانت تربطه علاقة عاطفية بالمجني عليها استمرت لفترة، إلا أنها تراجعت عن فكرة الارتباط به بعد حدوث عدة خلافات بينهما، وبعد عدة محاولات لعودة علاقتهما مجددًا باءت جميعها بالفشل، ما أثار غضبه وبيت النية وعقد العزم على قتلها عقب تهديدات واضحة نشرها عبر تطبيق "الواتس آب" قبل ساعات قليلة من ارتكاب جريمته.

 

كان القاتل قد نشر عبر تطبيق "الواتس آب" صورة تجمعه بالمجني عليها، قبل تنفيذ جريمته بساعات قليلة، تتضمن تهديداته بالانتقام منها، مدون عليها "اضحكي دلوقتي وافرحي إنك طلعتي التانية على الدفعة وامتياز مع مرتبة الشرف وبالرغم من إني كنت مسؤول عن كل درجات العملي على مدار سنة تالتة ورابعة بس تمام، أتى أمر الله فلا تستعجلوه، أقسم بالسبع سموات هزلزل عرش الله نفسه من بشاعة نهايتك ويومها وبكل قوة هقول للعالم الآن فلتقوموا بالإعدام".

 

وكان المستشار النائب العام، أمر بتشكيل فريق للتحقيق العاجل في واقعة قتل المجني عليها "سلمى" الطالبة بأكاديمية الشروق بالقرب من محكمة الزقازيق، حيث اتخذ فريق التحقيق إجراءاته، وأُلقِي القبض على المتهم وجارٍ استجوابه.

 

وكانت النيابة العامة، قد تلقت أمس الثلاثاء إخطارًا من الشرطة بارتكاب المتهم "إسلام.م.ف" 22 عامًا، جريمة قتل المجني عليها "سلمى.م.م.ب" عمدًا، حيث طعنها عدة طعنات بسكين كان بحوزته، بالقرب من محكمة الزقازيق، أثناء دخولها مدخل عقار محل عمل إحدى صديقاتها، وأنه قد أُلقي القبض على المتهم حال دخوله العقار محل الواقعة.

 

وانتقلت النيابة العامة إلى مسرح الجريمة وبرفقتها الطبيب الشرعي وخبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية؛ لمعاينته، ورفع ما به من آثار، ومناظرة جثمان المجني عليها، وتحفظت النيابة العامة على أجهزة تسجيل آلات المراقبة بمحيط المكان، وتحفظت أيضًا على السلاح المستخدم في الجريمة، وهاتفي المجني عليها والمتهم، وجارٍ عرضه على النيابة العامة لاستجوابه.

 

وانتدبت النيابة العامة الطبيب الشرعي لتوقيع الصفة التشريحية على جثمان المجني عليها، لبيان ما به من إصابات، وتحديد سبب الوفاة وكيفية حدوثها، وكذا فحص السكين المستخدم في الواقعة، وما علق به من آثار، كما أمرت بفحص كافة الآثار المادية المرفوعة بمسرح الحادث، وحددت عددًا من الشهود الذين شاهدوا الواقعة خلال ارتكابها لسماع شهادتهم، وجارٍ استكمال التحقيقات.

 

وشيع أهالي مركز أبو حماد، جثمان المجني عليها "سلمى"، التي لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بعدة طعنات بأنحاء متفرقة بالجسد على يد زميلها، عقب الانتهاء من الصفحة التشريحية، وبيان سبب الوفاة، والتصريح بالدفن بمقابر أسرتها بمسقط رأسها.

 

وظهر القاتل في عدد من الصور التي نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، توضح عدة رسومات "لوشم" بأنحاء متفرقة من جسده، مدون على أحدها "سلمى حبيبتي"، وأخرى على خلفية كف يده مكتوب عليها "سلمى" باللون الأحمر في إشارة منه أن حبه لها كالنار التي لا تنطفئ.

 

ونعت أكاديمية الشروق، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقتل الطالبة "سلمى" على يد زميلها، وتضمن البيان "بمزيد من الحزن والأسى الابنة الغالية سلمى محمد محمد بهجت خريجة المعهد الدولي العالي للإعلام بالشروق للعام الدراسي الحالي 2021-2022م، والتي قتلت بيد آثمة وطعنات غادرة.. ويشهد أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بالمعهد أنها كانت مثالاً للطالبة المجتهدة والمتميزة، على المستوى الخلقي والعلمي، طوال الفرق الدراسية الأربع. أسرة أكاديمية الشروق، وأمام هذا الحدث الجلل، تسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيدة الغالية بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها وزملاءها وكل محبيها خالص الصبر والعزاء والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".