عاجل
الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عادل القليعي يكتب: دور الأسرة في بناء المجتمع

عادل القليعي
عادل القليعي

ليس ثمة شك أن للأسرة الصغيرة دور فاعل في بناء المجتمع.



بمعنى إذا أردنا بناء مجتمع سليم متوافق فكريا ونفسيا وثقافيا واقتصاديا فعلينا أولا وقبل كل شيئ الاهتمام بالأسرة ومكوناتها ،بالضرورة مكونات الأسرة الزوجين عمودان رئيسان في تأسيس هذا البيت وهذا المجتمع الأولى، وعليه فلابد من اختيار موفق بين الطرفين بين الزوج وزوجه ، فلابد أن تجمع بينهما علاقة حب حقيقية بعيدة عن المغريات المادية، فبالحب نحيا وبالحب نبني بيتا متوافقا نفسيا مع ذاته ، فالحب كما يقال يصنع المعجزات ، أما الأمور المادية وأنه يمتلك كذا وتمتلك كذا فإن مثل هذه الأمور ستحول الحياة إلى جحيم وقوده الصراعات المادية ، أو يرتبطان لأنهما يعملان وسيساعدان بعضهما البعض ، هذه مشاركة ومساعدة على المعيشة ولا نرفض ذلك لأنه بالحب لن يحدث خلافا على من يساعد من أو من ينفق ، لكن في الأصل الرجل هو المفترض عليه الإنفاق على بيته.

لكن كما ذكرت كل هذه المناحي المادية ستذلل والذي يذللها الحب ، فلابد من تحكيم القلب في مسألة الإختيار ثم يأتي العقل ضابطا للإيقاع لايقاع هذه الحياة ، فإذا ما حدثت مشكلة ما على الفور يأتي حديث العقلى المنطقي اخترتها بقلبك فهدأ يا رجل ولا تضيع هذا الحب هدرا.

صدقوني أيتها للسيدات والسادة الحب معه يزول كل صعب.

ليس هذا وحسب بل وسينعكس ذلك على أفراد الأسرة بدءًا من الأجداد إلى الأحفاد فالزوجة المحبة لزوجها ستحب أبويه وستعاملهما معاملة حسنة وتنصح زوجها بمعاملة والديه بالحسنى.

فإذا ما رأى الأبناء هذا الأمر وهذه المعاملة الحسنة سينعكس عليهم ذلك في معاملتهم لاجدادهم ولآبائهم وأمهاتهم وستحدث المعادلة التكافئية وسيحدث السلام والوئام والوفاق الداخلي.

الذي سينعكس على المجتمع الخارجي ، المدرسة سيكون تلميذات نضر الوجه فليست نضارة الوجه بطيب الطعام فقط وإنما بالحالة النفسية التي تنعكس بدورها على مزاج هذا التلميذ فيستجيب لمدرسيه ويقوى وتصح ذاكرته على التحصيل.

كذلك سينعكس ذلك على معاملاته مع بني جنسه من زملائه ويسود الحب والوئام بينه وبين زملائه دوننا تنمر أحد بأحد.

وكذلك الأمر بالنسبة للمجتمع المفتوحة مجتمع الجامعة ستكون المدارك تفتحت ، فكيف بطالب جامعي لم ينشأ في أسرة سوية متوافق نفسيا كيف به في معاملاته مع زملائه ، أما إنه سيصاب بالتوحد وينطوي على نفسها وتلك مصيبة عظمى لأنه سيصاب بالمرض النفسي ، أو سيتخذ سلوكا عدوانيا مع اقرنائه ومن الممكن أن يرتكب بذلك جرم خطير ، أو يتجه إلى تعاطى المخدرات ويقع في أما في الترويج المخدرات وبيعها ، أو تعاطيها وفي كلا الأمرين خطورة بالغة عليه وعلى مجتمعه الذي يعيش فيه فبدلا من تنشئة شاب صالح يسهم في بناء وطنه وبلده ومجتمعه يكون عبئا على هذا المجتمع ، وبدلا أن يكون طبيبا أو مهندسا أو أديبا أو معلما ، يصبح مجرما يحتاج إلى إعادة تأهيله من جديد ، فبدلا أن يكون عضوا منتجا فاعلا ، يصبح عضوا مستهلكا الجهد والوقت والمال لإعادة تقويمه من جديد.

فلماذا كل هذه ، لماذا لا نختار الإختيار الصحيح الذي يضمن لنا حياة خالية مما يعكر صفوها ويزعزع استقرارها.

إذن ثم حلول نقدمها.

أولها حسن الإختيار والتريس فى الإختيار ، والإختيار يكون صوابا ، فاظفر بذات الدين لأنها إذا غبت عنها حفظت في دينك ومالك وولدك وعرضك.د، وذات الدين ستكون ودودة صبورة حمولة تعينك على مشاق الحياة وصعابها.

ثانيها الإحسان ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، فكيف تحسن إليك ولا تحسن إليها ، كيف ترعاك ولا ترعاها ، هذا سيزيد المحبة في القلب بين الطرفين وسينعكس ذلك على الأبناء.

ثالث الحلول المكاشفة والمصارحة من الطرفين وعدم الزيف والخدمات فالمشاعر لا تزيف ولا يمكن أن تخدع فإذا ما كانت هناك مشكلة ما فى على الطرفين الجلوس مع بعضهما بعيدا عن الأبناء حتى إذا ما علت الأصوات لا يحدث هرج ومرج.

رابع هذه الحلول المصادقة والمصاحبة للأبناء فلابد أن تجعل من إبنك أو ابنتك صديقة لك تحكى لها وتحكى لهما ولا تصعر خدك لهما بل تسمعا همومها ومشاكلهما وتحاول أن تدخل معهما في حوار بناء وتوضح لهما أمور حياتية معيشة وهذا خطأ وهذا صواب وتستمع لهما بكل ود وحب.

أما خامس هذه الحلول تنمية الوعي الديني أي دين عند الأبناء وتحفزهما على فعل الخيرات وتقيم لهم الصلاة وتأمهم وتشرح لهم مقاصد الدين ولو بجلسة أسبوعية من الممكن أن نطلق عليها استراحة روحانية ، تشرح حديث للرسول صل الله عليه وسلم ، ورد قرآن ، سيرة صحابي أو صحابية.

المهم تنمية الوزاع الديني الذي يحدث يقظة ضمير عند الأسرة جميعا ، تشرح لهم وسطية واعتدال الأديان والبعد عن العنف والتطرف والإرهاب حتى لا يقعوا فريسة لشياطين الإنس ويقعوا في شراك الجماعات التكفيرية والارهابية.

السيدات والسادة إذا أردنا حقا بناء جيل صاعد واعد فاحذروا ثم احذروا ثم احذروا أسركم وابناؤكم أمانة في اعناقكم وستسألون عنهم أمام الله تعالى يوم القيامة.

واختم حديثي بمقولة عمر بن الخطاب ، لقد عققت إبنك قبل أن يعقك

اخترت له أما ليست ذات دين ، وسميته أسما عير به بين أقرانه.

فلا تعقوا أولادكم ولا تضربوا بأسركم عرض الحائط.

 

أستاذ الفلسفة الإسلامية

آداب حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز