عاجل
الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

توثيق شخصيات أسماء الشوارع..

إطلاق مشروع "حكاية شارع" بـ"التنسيق الحضارى".. الخليفة المأمون نموذجا

شارع الخليفة المأمون
شارع الخليفة المأمون

انطلاقًا من دور الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد ابوسعدة فى العمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصري، انطلقت فكرة مشروع "حكاية شارع"، الذي يهدف إلى التعريف بالشخصيات المهمة التي أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع، وذلك من خلال وضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسماؤهم على الشوارع، والذين يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية لمختلف فئات الشعب المصري، ولهذا نستعرض يوميًا شخصية من الشخصيات التي لهم شوارع تحمل أسماءهم، حسب ما جاء فى حكاية شارع للتنسيق الحضارى، واليوم نستعرض شخصية الخليفة المأمون.



 

ويذكر أن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد، ولد في 15 ربيع الأول 170هـ / 6 سبتمبر 786م، وهو الابن الأكبر للخليفة هارون الرشيد، وعلى الرغم من ذلك وما كان يتميز به المأمون من نجابة وذكاء وعلو همة، وما حظي به من ثقة أبيه فيه، فإن الرشيد آثر أن يجعل البيعة بولاية العهد لابنه الأمين، وقد كان الأمين ومكانتهم لدى زوجها الرشيد في حثه على إعلان ولاية العهد لابنها الأمين وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره، ولكن الرشيد عاد فأشرك المأمون مع أخيه في ولاية العهد سنة "183ه/ 799م".

 

وقد أراد الرشيد بذلك أن تستقر الأمور بين الأخوين من بعده، فلا يثور الخلاف بينهما ولا يحدث ما كان يحدث عادة من صراع حول الحكم بعد كل خليفة، فاستوثق لكل منهما من أخيه، وأشهد على ذلك كبار رجال دولته.

 

توفي الخليفة هارون الرشيد وتولى الأمين الخلافة من بعده، وبدأ الخلاف يدب بين الأخوين، خاصة بعد تراجع الأمين عما قطعه لأبيه من عهود ومواثيق، حيث جعل ابنه موسى وليًا للعهد بدلاً من أخويه المأمون و"المؤتمن"، وسرعان ما تطور الخلاف بين الأخوين إلى صراع وقتال، ودارت حرب عنيفة بين الجانبين، وقامت جيوش المأمون بمحاصرة بغداد وانتهى الأمر بمقتل الأمين عام "198هـ/ 813م".

 

كما تولى المأمون على إثر ذلك الخلافة من بعده في 25 محرم 198هـ الموافق 25 سبتمبر 813م، ليصبح بذلك سابع خلفاء الدولة العباسية.

 

وقد كان المأمون من أفاضل خلفاء العباسيين وعلمائهم وحكمائهم، وكان فطنًا، شديدًا، كريمًا، شهد عهده ازدهارًا بالنهضة العلمية والفكرية في العصر العباسي الأول؛ وذلك لأنه شارك فيها بنفسه.

كما اتسمت سياسة المأمون بأنها جمعت بين المواقف المتناقضة التي يصعب التوفيق بينها، فكان يميل إلى الفرس تارة، ثم إلى العلويين تارة أخرى، ثم يميل إلى أهل السنة والجماعة تارة ثالثة، فاستطاع بتلك السياسة المرنة أن يجمع بين المواقف المتناقضة وأن يرضي جميع الأحزاب ويتغلب على معظم الصعاب.

 

كما عمل المأمون على استقرار أمور الخلافة والقضاء على الفتن والثورات، فتصدى بحزم وقوة لثورات الشيعة، وواجه بحسم وعنف حركات التمرد ومحاولات الخروج على سلطة الخلافة، مثل حركة "ابن طباطبا العلوى" سنة 199هـ/814م، وغيرها.

كما شهد عصر المأمون نهضة حضارية كبيرة، فقد كان المأمون محبًا للعلم والأدب وكان شاعرًا وعالمًا وأديبًا، يحب الشعر ويجالس الشعراء ويشجعهم، وكان يعجب بالبلاغة والأدب، كما كان للفقه نصيب كبير من اهتمامه، وكان العلماء والأدباء والفقهاء لا يفارقونه في حضر أو سفر، وقد أدى تشجيعه للشعراء في أيامه إلى إعطاء الشعر دفعة قوية، وكان تشجيعه للعلوم والفنون والآداب والفلسفة ذا أثر عظيم في رقيها وتقدمها، وانبعاث حركة أدبية وعلمية زاهرة، ونهضة فكرية عظيمة امتدت أصداؤها من بغداد حاضرة العالم الإسلامي ومركز الخلافة العباسية إلى جميع أرجاء المعمورة، فقد استطاع المأمون أن يشيد صرحًا حضاريًا عظيمًا، وأن يعطي للعلم دفعة قوية ظلت آثارها واضحة لقرون عديدة.

 

وبينما كان المأمون في أراضي الدولة البيزنطية في آخر غزواته، حتى توفي في "البندون" قريبًا من طرسوس في 18 رجب 218هـ، الموافق 10 أغسطس 833م، عن عمر بلغ ثمانية وأربعين عامًا، قضى منها في الخلافة عشرين عامًا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز