لمناقشة الطبيب الشرعي.. نظر محاكمة نجار لاتهامه بقتل زوجته في جنايات الزقازيق
الشرقية_ مي الإزمازي
تنظر اليوم الأحد محكمة جنايات الزقازيق بمحافظة الشرقية، برئاسة المستشار محمد عبد الرحمن عبد السلام رئيس المحكمة، ثاني جلسات محاكمة نجار لاتهامه بقتل زوجته وإلقاء جثتها بترعة بمركز ديرب نجم؛ بسبب اكتشافها وجود علاقة غير شرعية بينه وبين سيدة أخرى. وكانت المحكمة قد أجلت محاكمة المتهم لجلسة الثامن من مايو الجاري لحين مناقشة الطبيب الشرعي، بناءً على طلب محامي المتهم.
كانت قرية قرموط صهبرة التابعة لمركز ديرب نجم، قد اتشحت بالسواد، بعد العثور على جثة "عزة. ح" ربة منزل في العقد الثاني، مقتولة وملقاة بترعة تبعد عن منزلها ما يقرب بنحو 15 كيلومترا، بكامل ملابسها، وبها آثار إصابات بالأنف وجرح بالأذن، ومجردة من جميع مصوغاتها الذهبية، وكانت قد تغيبت رابع أيام عيد الأضحى المبارك من العام الماضي، عن منزلها قبل ساعات من العثور عليها قتيلة عصر اليوم الثاني، ولم يتقدم أحد من ذويها ببلاغ لمركز الشرطة عن اختفائها.
روى محمد جابر عبد العظيم، عم المجني عليها، لـ"بوابة روزاليوسف": في ليلة الواقعة تلقيت اتصالاً هاتفيًا من شقيقي والد المجني عليها منذ حوالي الساعة الثانية عشرة منتصف الليل يسألني فيه عما إذا كان لدي علم بمكان نجلته، فأخبرته بعدم معرفتي، وفي عصر اليوم الثاني جاءنا نبأ أن المجني عليها مقتولة وملقاة بترعة على بعد 15 كيلو من القرية.
واستكمل: على الفور توجهنا إلى المكان المشار إليه وجدناها جثة هامدة وبها آثار ضرب بالأنف وجرح بالأذن ومجردة من جميع مصوغاتها الذهبية، وتم إبلاغ مركز الشرطة، الذي أمر بنقل الجثة إلى مستشفى ديرب نجم ومن ثم نقلها إلى الطب الشرعي بالزقازيق لتشريحها، لبيان سبب الوفاة.
ومن خلال رصد ومتابعة كاميرات المراقبة، أظهرت الزوج القاتل يسير بالطريق ليلاً منذ حوالي الساعة الثامنة مساءً في ليلة ارتكاب الجريمة والمجني عليها خلفه.
وتابع: قامت الأجهزة الأمنية باقتياد الزوج إلى مركز الشرطة، واعترف بجريمته، وأنه ضربها بوجهها وقام بخنقها بغطاء الرأس الذي كانت ترتديه حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، مدعيًا أن القتل بسبب خلافات مالية مع المجني عليها، وبيت النيه على التخلص منها، وهذا ما نفته التحريات، التي أكدت أن القتل كان بغرض عدم افتضاح المجني عليها أمره، لاكتشافها علاقة غير شرعية بين زوجها وسيدة أخرى.
ثم جردها المتهم من جميع المشغولات الذهبية، للإيهام بأن القتل بدافع السرقة وإبعاد الشبهة الجنائية عنه، وإخفاء المصوغات جميعها بمنزله بحسب روايته.
وأشارت، إحدى الطالبات التي تعلمت تلاوة وحفظ القرآن الكريم على يد المجني عليها، أنها كانت تقوم بتحفيظ أطفال القرية القرآن الكريم وأنها تتمتع بسيرة حسنة بين أهالي قريتها، فضلاً عن وقوفها الدائم بجوارهم خلال 7 سنوات، مطالبة بالقصاص من الزوج المتهم.
ولفت أهالي القرية، إلى أن الجاني كان على علاقة بسيدة أخرى، وأن القتيلة كانت تشتكي من سوء سلوكه وتحدثت معه مرارًا وتكرارًا بأن يرجع عن أفعاله ولكن دون جدوى، مؤكدين أن المجني عليها كان مشهودًا لها بالأخلاق الكريمة والسيرة الحسنه وأنها حافظة للقرآن الكريم، وكانت تقوم بتعليم أطفال القرية تلاوته وحفظه.
تعود أحداث القضية لشهر أغسطس 2021، عندما تلقى مدير أمن الشرقية، إخطاًرا من اللواء عمرو رؤوف مدير المباحث الجنائية، يفيد بتلقي مأمور مركز شرطة ديرب نجم بلاغًا يفيد بالعثور على جثة "عزة .ح" 23 عامًا، مقيمة قرية قرموط صهبرة، غارقة بمياه ترعة، بدائرة المركز، وكانت نيابة ديرب نجم قد أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثة ربة منزل في العقد الثاني لبيان سبب الوفاة.
وأفادت التحريات التي قامت بها الأجهزة الأمنية بأن "إسلام . ش" 27 عامًا، مقيم قرموط صهبرة، زوج المجني عليها وراء ارتكاب الجريمة، وأنه قام بضربها في وجهها ثم خنقها، وجردها من جميع المصوغات الذهبية للإيهام بأن القتل بدافع السرقة وألقى بجثتها بترعة على بعد 15 كيلو من محل السكن.
واقتادت النيابة العامة برفقة قوة أمنية المتهم لموقع الجريمة لتمثيلها بعد مواجهته واعترافه تفصيليًا بارتكابها.
وكان تقرير الطب الشرعي، الذي أظهر بأن المجني عليها خالية من أي إصابات ظاهرية، ولا يوجد شبهة جنائية، وأن الوفاة بسبب اسفكسيا الغرق، قد أثار حالة من الغضب بين أسرة المجني عليها وأهالي القرية، الذين تجمهروا مطالبين بحق المجني عليها، وأشعلوا النيران بمداخل القرية وأغلقوها لمنع أي شخص من الدخول أوالخروج منها، وأطلقوا هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" "#عايزين_حق_عزة". وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي فيديو، لشقيق المجني عليها يعترض فيه على تقرير الطب الشرعي الذي أثبت عدم وجود شبهة جنائية، قائلاً: "أنا عايز أعرف أختي غرقت إزاي.. يعني لو أختي عايزة تنتحر هتسيب بين بيتها وبين البلد 15 كيلو وتروح تنتحر هناك".