عاجل
الجمعة 7 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
البنك الاهلي
"مخاوف" شهر الكرم

همس الكلمات..

"مخاوف" شهر الكرم

بدأ العد التنازلي ونستقبل جميعاً شهر الخير والبركات، شهر رمضان، وكل سنة وحضراتكم بصحة جيدة،  وعلى الرغم من فرحتنا جميعا بقدومه، إلا أننى دائماً ما ينتابني الشعور بالخوف الشديد من الكرم المصري المبالغ فيه على مدى أيام الشهر.



وقد يظن البعض، أن حديثى الآن عن الكرم الذي يصل إلى حد البذخ، نتاج أزمة أو عدم توافر  السلع الغذائية الأساسية جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، فنحن والحمد لله نشهد توافر جميع السلع وبأسعار ما قبل الحرب،  وذلك من خلال زيادة عدد المنافذ التابعة للتموين والزراعة، ولقواتنا المسلحة والداخلية، وإقامة معارض"أهلا رمضان" بالمحافظات التي نجحت فى محاربة الاحتكار والغلاء، والتي تم افتتاحها هذا العام في موعد مبكر عن الأعوام الماضية.

 

وبالفعل لابد من الإشادة بمجهودات الدولة فى ذلك التوجه وإقامة المعارض والشوادر، وذلك من خلال تجربة خاصة أود أن أسردها، حيث أننى عندما ذهبت لشراء مستلزمات  "خشاف رمضان" من "تين" و"زبيب" و"قمر الدين" وغيره،  من أحد المحال بسوق الساحل، الذي من المفترض أن محلاته تبيع بالجملة، اكتشفت فى طريق عودتى للمنزل سعيدة ومتخيلة أننى اشتريت بسعر رخيص، أحد شوارد الدولة فطلبت من السائق من باب الفضول السؤال عن الأسعار، وكانت المفاجأة  أنها  أرخص مما اشتريته بعشرة جنيهات فى الكيلو فى صنف واحد! ومنذ ذلك الوقت وكل من أراه أنصحه بالشراء من شوادر ومعارض دولتنا بكافة مؤسساتها الوزارية، والقوات المسلحة والداخلية، حتى يستفيد مما تقوم به الدولة من تخفيف الأعباء  على المواطن بصورة عملية، وليست شعارات.

 

ولكن لابد أن أخاف عندما أجد أن متوسط استهلاكنا الشهرى من الطعام فقط،  يصل إلى  50 مليار جنيه، وفى شهر رمضان يرتفع بنسبة زيادة  50%، أى إلى حوالى 75 مليار جنيه، هذا كفيل أن نقف ونفكر، لماذا الزيادة خلال شهر رمضان، الذي هو أصلا شهر نصوم فيه، وعدد الوجبات ينخفض إلى وجبتين فقط، وليس 3 وجبات مثل الأيام العادية؟

 

إلى جانب أن تلك الزيادة الاستهلاكية تأتى ضد مبادئ  شهر الموعظة، وضرورة إعادة تصحيح للأخطاء، والعمل على  التقويم ، وضرورة  الإحساس بمشاعر الفقراء، كل هذا يتعارض مع البذخ والإسراف الذي نهتنا عنه أدياننا السماوية .

 

وبلغة الاقتصاد، نجد أن هناك هناك حاجة بالفعل إلى الترشيد، لمواجهة المتغيرات العالمية، ونحن لسنا فى معزل عنها، خاصة التضخم العالمي والارتفاع الكبير فى الأسعار، والذي أدى إلى أن الدول الخارجية نفسها أصبحت تنادى بالترشيد لمواجهة تحديات الأسعار. وهذا لا يعني التقشف أو الحرمان.. ولكن المقصود به ترتيب الأولويات للحياة بدون أعباء مبالغ فيها .

أولستم معى، أن هناك حاجة لترشيد الإنفاق بصورة عامة، سواء فى شهر رمضان أو غيره من الشهور،  فى كافة متطلبات الحياة لتخفيف الضغط على ميزانية الأسرة، والتعايش مع المتغيرات والتحديات الراهنة، وفى المقابل ضرورة التوجه نحو العمل الذي يلبى احتياجاتنا الأساسية، سواء الزراعة، أو الصناعة، واستغلال مواردنا المتاحة حتى نقلل فاتورة الاستيراد، بل وحتى نصبح دولة مصدرة للآخرين.

 

وفى هذه الأيام المباركة، لندعو جميعا أن يحمى الله بلادنا من سقم الفقر والمرض .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز