منطقة تيشيت الأثرية في موريتانيا القديمة

تقع هذه المدينة ضمن أراضي دولة موريتانيا حاليًا، وكانت تلك المدينة قد اشتهرت منطقة "تيشيت" (أو ولاية تيشيت) التاريخية بدورها العلمي والدعوي والتجاري في إقليم الساحل الإفريقي، وتعد من المدن المصنفة كتراث عالمي لدى منظمة اليونيسكو الدولية.

ولقد تأسست تلك المدينة على يد الشريف عبد المؤمن بن صالح سنة 536 هجرية ويقال إن سبب تسميتها بهذا الاسم هو أن الشريف عبد المومن مؤسس المدينة وجد أشرافها المعروفين.

ولما رآى الشريف تلك المنطقة من الجبل، الذي يطل عليها، أعجبه موقعها فقال عبارة "تي شئت" أي هذه اخترت، وكان أول ما بناه المسجد الذي يصل طول منارته إلى 16 مترا، وتحتوي المدينة على مكتبات غنية بالمخطوطات النادرة والمهمة وتقدر المخطوطات بالمدينة بنحو عشرة آلاف.

وتعتبر منطقة "ولاية تيشيت" الأثرية من أقدم مجموعة من المستوطنات الأثرية في بلاد غرب إفريقيا، وهي تعتبر كذلك من أقدم مجموعة من المستوطنات الحجرية في مناطق إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. تم بناؤها من قبل شعب السوننك (السوننكي).

ويعتقد أنها كانت بمثابة تمهيد لما يعرف فيما بعد بمملكة أو إمبراطورية غانة القديمة. وتم تسويتها من قبل المزارعين الرعويين في نحو الفترة التي تمتد من سنة 2000 ق.م إلى سنة 300 قبل الميلاد، وهو ما يجعل تلك المنطقة الأثرية أقدم 1000 سنة تقريبًا مما كان يعتقد سابقا. 

ويبدو في المنطقة الأثرية القديمة منها شوارع جيدة ومجمعات سكنية محصنة، كلها مصنوعة من الحجر الحجري، ومن المعتقد أنه كان هناك- على الراجح- زهاء 500 مستوطنة بشرية سكنها سكان غانة القدامى.  

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي