عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

 مدينة "كومبي صالح" في روايات التراث الشفاهي

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

كان لمدينة كومبي، أو كومبي صالح، التي تقع الآن في أراضي دولة موريتانيا؛ ظهور واضح في روايات التراث الشفاهي الغاني القديم، لا سيما أنها كانت العاصمة القديمة لهذه المملكة، وربما كانت هي مدينة الملك، التي أشار إليها البكري في روايته المعروفة. 



 

تذكر إحدى روايات التراث الشفاهي أن المؤسس الأول لمدينة "كومبي صالح" Kumbi، وهي عاصمة غانة القديمة، كان قد وصل إلى ذات الموضع الذي أقيمت عليه تلك المدينة، حيث كانت توجد بها بئرٌ، ثم دخل إلى أحد المواضع وكان معه حارس خاص لهذه المنطقة. 

 

ومن اللافت أن ذلك الحارس هو ذاته الثعبان "بيدا"، ولعل ذلك ربما يُشير بشكلٍ أو بآخر إلى الأصل الأول لهذا "الثُعبان الحامي"، بحسب "التراث الشفاهي" لدى شعب غانة القديمة، وتذكر بعضُ الروايات أن "المؤسس الأول" لمدينة "كومبي" كان يُدعى: "الملك دينا". 

 

واختُلف في أصل هذا الملك وذلك على غرار الكثير من الإشكاليات التاريخية التي ترتبط بتاريخ مملكة غانة القديمة. 

 

وعلى أي حال كان الثعبان "بيدا" (وجادو) يُعتبر حاميًا لتخوم "مملكة وجادو"، وكذلك كان "بيدا" يعتبر حاميًا للأسرة الحاكمة في هذه البلاد، التي كانت تشتهر باسم "أسرة سيسي" Cisse، 

 

وتذكر ميثولوجيات التراث الشفاهي الغاني (السوننكي) أن تلك الحماية التي كان يقدمها هذا الثعبان لأهل هذه البلاد (مملكة وجادو) كانت في مقابل أن يقدموا له "قربانًا" أو "أُضحية" Hoocauste في كل سنة. وقد كان الثعبان "بيدا" بحسب التراث الشفاهي يسكن في إحدى الآبار، بحسب بعض الروايات المحلية. وتذكر الأُسطورة السوننكية أن الثعبان المقدس كان قد خرج في يوم من الأيام من البئر، لكنه عاد مرة أخرى إلى موضعه بسبب كثرة الحشود، حيث تقول الرواية: "رجع بيدا (الثعبان) إلى بئره إثر الصخب الذي احتله القائمون، ووقف العقاب (وهو حيوان الرخمة) فوق شجرة التين التي تتقاطع بالقرب من البئر.."

 

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز