عاجل
الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
عودة الروح للمجتمع المصرى

عودة الروح للمجتمع المصرى

أكثر  ما أسعدنى فى الفترة الأخيرة عودة الأنشطة الثقافية والفنية داخل الجامعات منها كورال جامعة عين شمس التي أبهجت المشاهدين من خلال البرامج التليفزيونية أو مواقع التواصل الاجتماعى وأيضا ظهور فرق غنائية من فتيات وشباب طلاب أو خريجى الكليات المرموقة مثل فرقة «طبلة الست» تضم فتيات أحببن موسيقى الإيقاع وتدربوا فى ورش بدأت فى الازدهار وجذب المبدعين.. هؤلاء الفتيات قدمن التراث الشعبى باستخدام كل أنواع الطبل أو الإيقاع فى مسارح شعبية متاحة لكل الطبقات..



 

ولعل ما يحدث من ظهور مجموعات غنائية أو موسيقية تنشر العدوى إلى كل الجامعات المصرية التي تخرج منها أعلام الفكر والفن والأدب بسبب المناخ العام منذ سنوات سابقة داخل أروقة الكليات والجامعات تشكلت من خلاله الأسر الفنية والرياضية وكان يتم وقتها تقديم ندوات الشعر والقصة ومسرحيات لكتاب عالميين ومصريين وحفلات غنائية وللدلالة على قيمة ما يقدمه طلاب وطالبات الجامعات حضور مشاهير الأدب والتمثيل والغناء العروض المقدمة بل كان لهم الفضل فى مساندة وتقديم  الطلاب المبدعين إلى الساحات الفنية.

 

كلنا أو من هو فى عمرى يتذكر كيف كانت المدارس منذ الابتدائى حتى الثانوى مفرخة لكل المواهب التي تساعد الأنشطة الفنية على اكتشافها وتأهيلها  منذ الصغر.. كانت غرف الرسم والموسيقى والمكتبة لا تخلو من المريدين الصغار.. كان هناك مدرسين فنانين مهمتهم النبش لكشف من الماهر فى الرسم أو صاحب الأذن الموسيقية أو ذو الصوت العذب.. كان هناك المكتبة والنشاط الزراعي والاقتصاد المنزلى..

 

لم يكن مهما أن يكون التلميذ نابغة فى الرياضيات أو العلوم أو اللغات.. المهم أن يكون لديه إبداعاته الخاصة مهما كانت متواضعة وكان هذا الإبداع يمثل السند والثقة أمام ضعف مستوى التلميذ فى بعض المواد الدراسية.. توقفت الأنشطة وتم وأد المواهب فى مهدها وتحولت المدارس ومعها السناتر والدروس الخصوصية إلى ماكينة حشو معلومات وأرقام ونظريات.. حتى مع محاولة تغيير استراتيچية التعليم باستخدام الأساليب الحديثة لم تعد للأنشطة بكل أنواعها مكان ضمن الاستراتيجية الجديدة.. أضف إلى سياسة طمس الإبداع مناخ التطرف الدينى الذي بدأ فى بداية الثمانينات وصرف الناس عن أصول الدين الوسطى والانغماس فى توافه الأمور الشكلية وحرم كل أشكال الإبداع الفنى والأدبى التي تسمو بالمشاعر حتى انزاحت الغمة لكن مازال هناك إرث ليس قليل من الأفكار المتحجرة والمنغلقة.

 

الناس أفاقت وآراء المعتدلين من رجال الدين أفتوا بضرورة معايشة الفن الراقى فى جميع المجالات.. فليعد الإبداع نبتة صغيرة تصاحب الاطفال بعد الحبو والسير  فى المنزل وأول سنوات المدرسة وذلك يضمن عودة الروح للمجتمع المصري.

 

عن مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز