الواحات البحرية مستقبل مصر القادم.. تشتهر بالسياحة العلاجية والأثرية والسفاري وإنتاج التمور

بعيداً عن الصخب والضوضاء، وسط الهدوء وسحر الطبيعة وجمالها، اذا أردت الاستمتاع برحلات السفاري وتسلق الجبال، ورؤية الآثار التاريخية، ونزول العيون الكبريتية العلاجية، وتذوق أجود أنواع التمور، والجلوس مع أشخاص قلوبهم علي الفطرة والطيبة الجميلة، عليك أن تتجه الي قلب الصحراء الغربية، لتجد نفسك في "الواحات البحرية" مدينة السحر والجمال.

تتبع الواحات البحرية، إداريا محافظة الجيزة، حيث تقع علي بعد 365 كيلومتر الي الجنوب الغربي من الجيزة، وتقع علي منخفض مساحته تصل إلي 2000 كيلومتر مربع، وتتكون من عاصمة الواحات مدينة الباويطي، والحيز، ومنديشة ،وواحات القصر .

 

 

 

وتشهد، الواحات البحرية هذه الأيام ، جانب من الاهتمام والتنمية، وذلك في إطار توجيهات الرئيس "عبدالفتاح السيسي " في توفير حياة كريمة لكل المواطنين داخل مصر، وخاصة في المناطق النائية، وقيام المسؤولين بالجهات الحكومية والتنفيذية، بالعمل علي تطويرها، وهو ما بدأت تظهر بوادره في دعم المواطن الواحاتي وتوفير احتياجاته.

 وأيضا في تطوير المنطقة بأكملها، وتطوير الطرق المؤدية إليها وتوسعتها، والاهتمام بالمشروعات مثل الطاقة الشمسية، وإنتاج التمور وفتح أسواق جديدة له محليا ودوليا، ويأتي ذلك في ظل متابعات يوميا من المسؤولين وعلي رأسهم اللواء "أحمد راشد" محافظ الجيزة، والدكتور "صبري عبدالله شاكر" رئيس مركز ومدينة الواحات البحرية.

وتعد الواحات البحرية، من الأماكن التاريخية القديمة، في فترة مصر القديمة(الفرعونية)وعصر الرومان ، حيث وجدت آثار ترجع إلي الأسرة السادسة والعشرين، ومقبرة امنحتب حوي ، ومقبرة جد آمون إيوف عنخ،وهي منحوته في الصخر الرملي المحلي من الواحات، وتتميز هذه الآثار بقمم علي شكل زهرة البردي وأعمدة مستديرة ، ووجدت جبانة الطيور المقدسة وأطلال معابد ايزيس والإسكندر الأكبر ، وبقايا قوس النصر الروماني ، ووادي المومياوات الذهبية والذي وجد به آلاف المومياوات الذهبية والأقنعة، التي ترجع إلي القرن الأول والثاني الميلادي، واكتشفها الدكتور زاهي حواس.

 

وكان قد اكتشف في عام 1912م، هيكل ديناصور في الواحات البحرية، وعرف باسم الديناصور المصري ،واكتشف فيما بعد حفريات مماثلة له في دول مثل الجزائر والمغرب والنيجر، وهي دلالة علي قدم المنطقة جيولوجيا وجغرافيا .

 

وتوجد، بالواحات البحرية مناظر جبلية رائعة، وهي مناسبة جداً في رحلات السفاري، مثل الجبل الأسود والذي يغطيه طبقة من المسحوق الأسود، وهو يقع علي مسافة 50كيلو متر من مدينة الباويطي، وجبل الإنجليز الذي اتخذته القوات البريطانية معسكرا لها في عام 1916م، وكتبوا جنود المعسكر ذكرياتهم عليهم والتي مازالت موجودة حتي الآن، بجانب المساحات الصحراوية والجبلية ومنحدراته في منتهي الروعة والجمال، وهي مناطق تعتبر محميات طبيعية مفتوحة. 

 

وتعتبر، الواحات البحرية، أهم المناطق المصرية في السياحة العلاجية نظر لوجود العيون الكبريتية بها، والتي تبلغ 400 عين لها قيمة كبيرة جداً في علاج أمراض الروماتيزم والمفاصل والروماتيود والأمراض الجلدية، وتبلغ درجات حرارات هذه العيون من30 الي 70 درجة مختلفه حسب طبيعة كل عين، ومنها آبار وعيون سيجام، والقصعة، والبشمو، وحلفا، وهي فرصة ذهبية لاستقطاب أعداد كبيرة جداً من السياح بجميع دول العالم، حيث أن مناخ هذه المنطقة جاف ومعتدل والشمس ساطعة طوال العام.

 

 

 

وتتميز ، الواحات البحرية بأنها منطقة اقتصادية مميزة ، لما يتوفر بها مناجم المواد الخام للحديد وتقوم عليها صناعة الحديد والصلب، وتمثل صناعة التمور أهمية كبيرة لأهل الواحات، حيث يوجد بها أكثر من مليوني نخله و40 مصنع لانتاج وتعبئة التمور، وهو يمثل مصدر اقتصادي رئيسي لأهل الواحات البحرية، وقد بدأ يقام مؤخراً برعاية محافظة الجيزة عدد من المهرجانات المحلية الدولية تساعد في تسويق الإنتاج.

 

ويتسم أهل الواحات البحرية، بالطيبة والكرم والتعامل بالفطرة ، ويغلب عليهم الطابع الديني والتمسك بالاخلاق الحميدة، ومن أبرز مقامات الأولياء بها هو مقام الشيخ الباويطي تلميذ الإمام الشافعي الذي طلب من أتباعه دفنه عند وفاته في الواحات البحرية نظرا لطيية أهلها وحبه له.

 

 ويتمسك سكان الواحات البحرية، بعادات وتقاليد متوارثة من أكلات أبرزها العيش والفطير الواحاتي، بجانب تناول الشاي بمختلف أنواعه أهمه الشاي بالنعناع المغلي علي نيران الأخشاب في الصحراء أو تحت ظلال النخيل، ويتميز البناء بالقباب التي تحافظ علي الجو معتدل بشكل مستمر، بجانب الاستمتاع برؤية القمر والنجوم ليلا.