عاجل
السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

الأزمة الأوكرانية: الولايات المتحدة تنشر آلاف الجنود بأوروبا الشرقية وروسيا تندد بالقرار "المدمر"

بوتين وبايدن - ارشيفية
بوتين وبايدن - ارشيفية

بدأت الولايات المتحدة الأربعاء نشر الآلاف من جنودها في أوروبا الشرقية دعما لقوات حلف شمال الأطلسي، في بحر تصاعد التوتر مع روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربى "من المهم أن نوجه رسالة قوية إلى بوتين والعالم بأن الناتو مهم للولايات المتحدة". وجاء الرد سريعا من موسكو التي نددت بالخطوة الأمريكية، ووصفتها بـ"المدمرة". وهذا، وسط مساع أوروبية، لا سيما من الجانب الفرنسي في محاولة "لاحتواء التصعيد وإيجاد السبل السياسية للخروج من الأزمة"، وفق ما أعلنه الرئيس إيمانويل ماكرون الأربعاء.



في خطوة تصعيدية جديدة بالتوتر القائم بين روسيا والغرب بشأن الأزمة الأوكرانية، أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أنها بصدد نشر آلاف العسكريين دعما لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية، في تعزيز لردها العسكري على مخاوف من غزو روسي لأوكرانيا.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي إن ألف عسكري متمركزين في ألمانيا سيعاد نشرهم في رومانيا، وألفي عسكري مقرهم الولايات المتحدة سينقلون إلى ألمانيا وبولندا.

وقال كيربي "من المهم أن نوجه رسالة قوية إلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين والعالم بأن الناتو مهم للولايات المتحدة"، مضيفا "هذه ليست المحصلة الإجمالية لتدابير الردع التي سنتخذها". وشدد قائلا "هذه القوات لن تحارب في أوكرانيا. هي ليست تحركات دائمة. إنها رد على أوضاع حالية".

وتفاقم التوتر وسط خطط لإجراء تمارين عسكرية مشتركة بين روسيا وجارتها بيلاروس، حيث تقول واشنطن إن موسكو تخطط لنقل 30 ألف عسكري.

وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف عسكري على الحدود مع أوكرانيا، وقد حذر قادة الغرب من أن أي توغل في الجمهورية السوفياتية السابقة سيُقابل "بعواقب شديدة".

وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وزارة الدفاع الروسية الأربعاء دبابات مسرعة في حقول تكسوها الثلوج في بيلاروسيا ومروحيات قتالية خلال تدريبات وحدات من البلدين قبل مناورات من 10 إلى 20 شباط/فبراير.

وتخوض أوكرانيا معارك ضد متمردين موالين لموسكو في منطقتين انفصاليتين منذ العام 2014، عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم. وقتل أكثر من 13 ألف شخص في المعارك التي تمثل آخر حرب كبيرة مستمرة في أوروبا.

موسكو تندد

ونددت روسيا بقرار الولايات المتحدة إرسال جنودها إلى أوروبا الشرقية، واصفة إياه بأنه "مدمر". واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن القرار الأمريكي "غير مبرر ومدمر ويزيد من التوترات العسكرية ويقلص المجال أمام القرارات السياسية".

واتهم بوتين الثلاثاء الولايات المتحدة بتجاهل مخاوف بلاده الأمنية وباستخدام أوكرانيا "أداة" لجر موسكو إلى "نزاع مسلح"، مبديا في الوقت نفسه أمله بالتوصل إلى "حل" للأزمة.

وقال الروسي إن "الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو احتواء روسيا، وأوكرانيا هي أداتها لجرنا إلى نزاع مسلح وفرض أقسى العقوبات علينا".

"احتواء التصعيد"

ويتواصل التوتر بين موسكو والغرب وسط مساع أوروبية، تقودها فرنسا خاصة، لحلحلة الوضع، إذ أشار الرئيس إيمانويل ماكرون الأربعاء أنه لا يستبعد الذهاب إلى موسكو في محاولة لإيجاد دبلوماسي.

وعبر ماكرون في توركوان بشمال فرنسا على هامش اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي عن "قلقه" للوضع الحالي. وقال الرئيس الفرنسي: "أنا قلق بشدة بإزاء الوضع على الأرض".

وأضاف للصحافيين "الأولوية بالنسبة إلي في شأن القضية الأوكرانية والحوار مع روسيا تكمن في احتواء التصعيد وإيجاد السبل السياسية للخروج من الأزمة، وهذا يستدعي القدرة على المضي قدما على أساس اتفاقات مينسك".

وأوضح أن إمكان زيارته لروسيا وربما لكييف يبقى رهنا بـ"تقدم محادثاتنا في الساعات المقبلة".

وتابع ماكرون "لا أستبعد شيئا لأنني أعتقد أن دور فرنسا، وخصوصا مع رئاسة (مجلس الاتحاد الأوروبي)، يقضي بمحاولة بناء هذا الحل المشترك"، علما أنه تشاور مرارا في الأيام الأخيرة مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلنسكي.

وكرر أنه "لن يكون هناك نظام أمن واستقرار بالنسبة إلى أوروبا إذا لم يكن الأوروبيون قادرين على الدفاع عن أنفسهم" و"بناء حل مشترك مع جميع جيرانهم وبينهم الروس".

ومن جانبه، أعلن داونينغ ستريت أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين توافق الأربعاء على ضرورة إيجاد "حل سلمي" للأزمة الأوكرانية، إثر مكالمة هاتفين بينهما.

وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية في بيان إن جونسون وبوتين اتفقا على التزام "روح من الحوار" في ظل التوترات الراهنة بهدف "إيجاد حل سلمي" .

وأضاف أن الزعيمين "اتفقا على أنه ليس من مصلحة أحد حصول تصعيد"، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء البريطاني حذر الرئيس الروسي من أن "أي توغل روسي آخر في أوكرانيا سيشكل خطأ مأسويا في التقدير".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز