عاجل
الأحد 17 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

أفنت حياتها للفن وحصدت الغدر.. محطات في حياة بهيجة حافظ في ذكري ميلادها "إنفوجراف"

الفنانة بهيجة حافظ
الفنانة بهيجة حافظ

لم تكن فنانة عادية، كانت فنانة شاملة ورائدة في صناعة السينما في زمن لم يكن من السهل فيه أن تصل امرأة لما استطاعت أن تصل هي إليه، رغم شهرتها العالمية لا يعرف اسمها الكثيرون ولم يسمعوا عنها حتى رأوا صورتها تتصدر مؤشر جوجل العالمى، الذي قرر أن يحتفل بميلادها اليوم، بهيجة حافظ رائدة الفن والموسيقى، الممثلة والمنتجة والمخرجة، وصاحبة مئات المقطوعات الموسيقية التي عزفتها وأذاعتها محطات العالم وبنت الباشوات .



 

يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة بهيجة حافظ هذا الاسم الذي ربما لا يعرفه الكثيرون بالرغم من أنها كانت أول وجه سينمائى يظهر على الشاشة وإحدى أوائل رائدات الفن التي وصلت لمكانة لم يصل إليها أحد وتعددت مواهبها لدرجة أنها أبدعت فى العديد من المجالات الفنية .

 

وكانت أول مصرية كتبت المقطوعات الموسيقية التي أذاعتها محطات العالم، كما كانت مخرجة وممثلة ومؤلفة، وتوفيت بعد حياة حافلة فى مثل هذا اليوم الموافق 13 ديسمبر من عام 1983 بشكل مأساوى حيث ماتت وحيدة ولم تكتشف وفاتها إلا بعد أيام من رحيلها.

 

حياتها الشخصية

ولدت بهيجة حافظ في الإسكندرية وسط عائلة موسيقية فقد كان والدها "إسماعيل حافظ باشا" هاوياً للموسيقى، وقد مارس تأليف الأغاني وتلحينها، بالإضافة إلي والدتها وأشقائها كانوا يعزفون علي الآلات المختلفة، ألفت أول مقطوعة موسيقية وهي في التاسعة، وأطلق عليها والدها اسم بهيجة تعبيرًا عن إعجابه وفرحته بها، وعندما وصلت إلي الـ15 عاما سافرت إلي فرنسا، وحصلت على شهادة جامعية من الكونسرفتوار في الموسيقى، ثم درست الإخراج والمونتاج في برلين، وكانت أول مصرية تنضم لجمعية المؤلفين في باريس، كان لها السبق في إنشاء أول نقابة للمهن الموسيقية، كما عملت أيضًا في مجال المونتاج وتصميم الأزياء السينمائية والكتابة.

 

حياتها الفنية

 

درست بهيجة حافظ الموسيقى فى فرنسا واستطاعت فى سن مبكرة تأليف العديد من المقطوعات الموسيقية التي أذاعتها محطات العالم فى أوربا وأمريكا، وكانت أول مصرية تُقبل عضوةً في جمعية المؤلفين بباريس واستعان بها المخرج محمد كريم لبطولة فيلم "زينب" الصامت، فكانت أول ممثلة تظهر على الشاشة الفضية، وبعدها أسست بهيجة شركة انتاج وأنتجت وأخرجت عددًا من الأفلام الناطقة التي شاركت فى مسابقات عالمية ومنها:" الضحايا، الاتهام، ليلى بنت الصحراء"، وألفت مئات المقطوعات الموسيقية.

 

ألفت العديد من المقطوعات الموسيقية التي أذاعتها محطات العالم فى أوروبا وأمريكا، وذاع صيتها وتصدرت صورتها أغلفة المجلات، وهو ما لفت نظر المخرج محمد كريم، واستعان بها لبطولة فيلم "زينب" الصامت، وبعدها أسست شركة إنتاج وأنتجت وأخرجت عددًا من الأفلام الناطقة التي شاركت فى مسابقات عالمية.

 

وكان من ضمن أهم الأفلام وأضخمهم إنتاجاً لشركتها فيلم "ليلى بنت الصحراء"، الذي بلغت تكلفته حوالى 18 ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم في تلك الفترة، في بداية عرضه لاقى نجاحاً كبيراً، كما عرض في مهرجان برلين الدولي، كأول فيلم عربي ناطق يعرض في هذا المهرجان ويحصل على جائزة ذهبية، إلا أن الحظ لم يحالفها ولم تبق الدنيا علي حالها، إذ بها تتفاجأ بصدور قرار من وزارة الخارجية بمصادرة الفيلم ومنع عرضه في الداخل والخارج لأسباب سياسية، بعد مُضى عام على عرضه الأول، ورغم أنه أعيد عرض الفيلم فى الأربعينيات بعد تعديل بعض المشاهد وتغيير اسمه إلى ليلى البدوية.

 

 

رضعت فى إناء من الذهب عاشت حياتها للفن وحصدت الغدر 

 

وقالت : "أنا بهيجة حافظ ابنة إسماعيل باشا حافظ المولودة فى الإسكندرية سنة 1912، ولدت وقد احتضننى مهد من الحرير ورضعت اللبن من إناء مذهب".

 

وتابعت : "كنت أعيش فى منزل أشبه بمعهد الموسيقى لأن أبى وأمى وأخوتى كانوا يجيدون العزف على الآلات الموسيقية المختلفة، والحقنى والدى  بمدارس الفرنسيسكان ثم الميردى ديو".

 

 

 

 وكان سبب الوقف احتجاج الحكومة الإيرانية آنذاك علي هذا الفيلم على اعتبار أنه يسيء إلى تاريخ كسرى أنوشروان ملك الفرس القديم، لذلك صدر هذا القرار مجاملة للحكومة الإيرانية بمناسبة المصاهرة الملكية التي تمت بعد ذلك بقليل، بزواج شاه إيران رضا بهلوي من أخت فاروق ملك مصر، وكان هو السبب في إفلاس الشركة وتوقف الإنتاج لمدة 10 أعوام.

 

إلا أن حب بهيجة الكبير للفن بكل أشكاله جعلها تعود مرة أخري بعد الـ10 أعوام، لتنتج فيلم "زهرة السوق"، ورغم أنه ضم مجموعة من النجوم منهم كمال حسين وعبد الفتاح القصري، إلا أن الفيلم لم يلق نجاحاً، وتعاند الدنيا بهيجة للمرة الثانية وتشهر إفلاسها، وتكتب نهاية إحدى رائدات السينما.

 

وبعد فترة خفتت الأضواء عن الفنانة الكبيرة وفى نهاية حياتها ظلَّت بهيجة حافظ طريحة الفراش لسنوات طويلة، لا يطرق بابها إلا القليل من معارفها، حتى اكتشف الجيران وفاتها بعد يومين، وحضرت شقيقتها وابن شقيقها من الإسكندرية، وشيعت لمثواها الأخير دون أن يمشي في جنازتها أحدًا من الفنانين، ودفنت في مدافن الاسرة في القاهرة، ولم يتم كتابة النعى في الصحف أو حتى إقامة العزاء ليلاً.

 

ماتت وحيدة

 

وبرغم الشهرة والغنى والنجاح الذي حققته بهيجة حافظ التي تنطبق عليها مقولة أنها ولدت وفى فمها ملعقة ذهب، وذاع صيتها وشهرتها فى العالم، إلا أن نهاية حياتها جسدت مأساة الوحدة والعزلة حتى أنها ماتت دون أن يشعر بها أحد.

 

ففى حياة بهيجة حافظ تتجسد مقولة إن الدنيا لا تبقى على حال، وأن النهايات قد تختلف كثيرًا عن البدايات، فرغم الشهرة والغنى والنجاح الذي حققته بهيجة حافظ محليا وعالميا، ورغم  أنها ولدت وفى فمها ملعقة ذهب، وذاع صيتها وشهرتها فى العالم، إلا أن نهاية حياتها جسدت مأساة الوحدة والعزلة وغدر الدنيا.

 

فاختلفت المصادر حول سنة ميلاد بهيجة حافظ ففى حين ذكرتها مواقع أنها ولدت عام 1908، لكن كتبت بهيجة حافظ عن نفسها فى مذكراتها أنها مواليد عام1912

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز