5 معلومات عن التجربة الفنلندية في التعليم

في ظل جهود وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور طارق شوقي، لتطوير التعليم في مصر عبر دراسة الأنظمة التعليمية الناجحة عالميًا ونقل التجارب المؤثرة حول العالم، تستعد الوزارة للتعاون مع دولة فنلندا، الأولى عالميًا في مؤشر التعليم، لنقل أبرز ما في التجربة الفنلندية لتطوير التعليم في مصر.

وكان الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قد غادر القاهرة متجهًا إلى دولة فنلندا قبل ثلاثة أيام، لبحث مجال التعاون مع وزارة التعليم والثقافة في فنلندا، وتوقيع عدد من الاتفاقيات بين الوزارة والجانب الفنلندي لتطوير التعليم الفني والتعليم العام.

تعتبر فنلندا من أكثر البلدان الرائدة في ابتكار أنظمة جديدة في التعليم، واحتل التعليم الفنلندي المرتبة الأولى عالمياً طبقا لتصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي، ويعتبرها البعض معجزة التعليم الحديثة.

 يتجنب نظام التعليم الفنلندي أنظمة الاختبار الموحدة، في حين أن معظم الطلاب حول العالم يقومون بانتظام بإجراء اختبارات موحدة لتتبع أدائهم، إلا أن الطلاب الفنلنديين يأخذون اختبارًا واحدًا فقط طوال فترة الدراسة في المدارس الابتدائية والثانوية، يطلق عليه National Matriculation Exam، وتؤدي هذه الاختبارات لقياس النضج الأكاديمي العام، فحامل هذه الشهادة ينظر إليه على أنه شخص ناضج ومتعلم في المجتمع الفنلندي، وليس لمجرد الحصول على علامة أو درجة دراسية.

ويُطلب من الطلاب بانتظام إظهار قدرتهم على التعامل مع القضايا الحياتية والأزمات المتعلقة بها، كما يطلب منهم التعامل مع القضايا المتعلقة بالتطور، واتباع نظام غذائي، والقضايا السياسية، ونبذ العنف والحرب، والأخلاق في الرياضة، والوجبات السريعة، والتحذير من خطر المخدرات، والموسيقى الشعبية” . 

 وتعطي أنظمة التعليم الفنلندية الأولوية للعب، في حين أن معظم طلاب العالم يقضون ساعات في أداء الواجب المنزلي، فإن الطلاب الفنلنديين يقضون جزءًا بسيطًا من هذا الوقت في الواجبات المنزلية، وباقي الوقت يحصل فيه الطلاب على جرعة كبيرة من اللعب وممارسة النشاطات مع فترات راحة متكررة أثناء اليوم الدراسي.

وتركز فنلندا على التعلم القائم على أساس “التجارب العاطفية الإيجابية والعمل التعاوني والنشاط الإبداعي“، حيث تتبع فنلندا الأبحاث الحديثة التي تشير إلى الآثار الضارة “لقلة اللعب”، حيث تشيد الأبحاث بالصحة البدنية والعقلية للطلاب الفنلنديين.

كما يركز التعليم في فنلندا على تعميق هوية الطالب الوطنية، وحبه لوطنه والانتماء له، واحترام شركائه في الوطن، واستخدام أساليب حديثة في تحقيق ذلك، فالهوية الوطنية والانتماء يعدان من الجوانب الأساسية للثقافة الفنلندية، فقد بنت فنلندا هويتها القومية منذ القرن الـ19 من خلال الاستثمار في التعليم للجميع، وعندما حققت استقلالها كان الهدف الأساسي هو تطوير التعليم بشكل أكبر.

  وكان الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قد التقى بعدد من المسؤولين الفنلنديين في مؤسسة Technology Finland، في ثان أيام زيارته لدولة فنلندا، لمناقشة سبل تبادل الخبرات «المصرية - الفنلندية»، ومجالات التعاون بين البلدين في التعليم وخاصة التعليم الفني.

واستمع الوزير إلى الجهود الفنلندية في تعزيز مجالات العمل والصناعات المختلفة، فضلاً عن المهارات التي يحتاجها سوق العمل الفنلندي من الأيدي العاملة الماهرة متعددة الجنسيات، والفرص المتاحة في هذا الإطار.

وقالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في بيان رسمي لها أن الوزير في ثاني أيام زيارته لدولة فنلندا، زار مدرسة vikki للتعليم الشامل وتعليم وتدريب المعلمين في فنلندا.

واستمع الوزير إلى العرض الذي قدمته مديرة المدرسة حول مساهمتها في تعزيز جودة المعلمين في فنلندا منذ عام ١٨٨٦، وذلك من خلال توفير بيئة آمنة وعالية الجودة للتعليم والتعاون بين المعلمين، وبما يساهم في تطوير عملية التعليم وتطوير المناهج وأساليب التدريب والتعليم.

كما تضمنت زيارة الوزير لعدد من الفصول الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة وحضوره جانب من الحصص المدرسية وإجراء حوارات مصغرة مع الطلاب الفنلنديين والاستماع إلى تجربتهم التعليمية، بالإضافة إلى مطالعة أنشطة الطلاب في ورش الأنشطة المختلفة، فضلاً عن الاطلاع على نظام التغذية المدرسية المتبع في المدارس الفنلندية.

ورافق الوزير خلال الجولة السفير هيثم صلاح سفير مصر في هلسنكي، والسفير بيكا كوسون سفير فنلندا بالقاهرة، والدكتور محمد مجاهد نائب الوزير للتعليم الفني، والدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية.

وتعد زيارة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى هلسنكي هي أول زيارة في سلسلة الزيارات المتبادلة مع المسؤولين الفنلنديين والتي سيتم الاتفاق عليها في وقت لاحق للزيارة وفقًا لخطة عمل تحددها وزارة التربية والتعليم.

ويضم الوفد المصاحب للوزير الدكتور محمد مجاهد نائب الوزير للتعليم الفنى، والدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية.