
تعكس جمالها الداخلى وقوة شخصيتها
الخيل العربى فى لوحات الفنان منصور الحناوى

كتب : ياسر شوقى
يسخر الفنان التشكيلي السورى منصور الحناوي موهبته لتخليد اللحظات الجمالية، وهو عاشق بشكل خاص للخيل العربى الأصيل للدرجة التي يصعب معها التفرقة بين لوحاته التي يرسمها بريشته الفريدة، وبين الصور الفوتوغرافية التي تنسخ صورة طبق الأصل للواقع..

ويهتم منصور الحناوى بشكل خاص بالتفاصيل الجسمانية التي تميز الخيل العربى الأصيل، مقارنة بغيرها من الخيول على مستوى العالم، يبرزها، يقوم بتنسيقها بشكل يعكس حب شديد لهذا المخلوق الفريد من نوعه، ومثل أى فنان موهوب تظهر صفات الخيول العربية فى لوحاته بوضوح، وببساطة تعكس موهبة كبيرة، ففالخيول العربية فى لوحاته شديدة الحساسية، تشعر بجمالها وتفردها، تمتلك الكثير من عزة النفس والزهو والأناقة، سواء كانت ساكنة أو عندما تتحرك، وهى فى كل أحوالها لديها ما يشغل بالها، وهو ما يشير إلى عمق المحبة التي يكنها منصور الحناوى للخيول العربية الأصيلة.

ولمنصور الحناوى علاقة شديدة الخصوصية بلوحاته، فهى عالمه الكامل، ومرآته، وما يجول فى خاطره، ووسيلته الوحيدة للتعبير، وكما يقول: هاجسي دائماً هو التقنية المناسبة للوحة، والمختلفة عن ما طرح سابقاً، ما يستلزم بحثاً دائماً للخروج بالنتيجة التي أريدها.

يعتبر منصور الحناوى نفسه من المدرسة الواقعية، وهو محاضر سابق فى جامعة دمشق، ويعيش حالياً فى ألمانيا التي توجه إليها بعد تأزم الحرب السورية، ودائماً ما ينصح الجيل الجديد من الفنانين التشكليين بإتقان التصوير وكثرة القراءة لاكتساب الثقافة الفنية الضرورية للإنتاج، مع ضرورة دراسة تجارب الفنانين التشكيلين على مستوى العالم.

إتقان التصوير الفوتوغرافى وكثرة القراءة، يعد المدخل لفهم أسباب الشغف الشديد بالتفاصيل العضلية فى رسم منصور الحناوى للخيول العربية، فهو لا ينقلها باعتبارها النموذج الأمثل للقوة والجمال، ولكن باعتبارها انعكاس لقوة وجمال الروح الداخلية لهذا الكائن النموذجى.

الفنان منصور الحناوي من مواليد محافظة السويداء السورية عام 1963، وهو خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق، قسم الاتصالات البصرية عام 1989، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وحاضر في كلية الفنون الجميلة بين عامي 1997 و 2003، وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سوريا وخارجها، وأعماله مقتناة في العديد من دول العالم.