عاجل.. مصر الملهمة دائمًا وأبدًا وحكايتها مع السلام والنشيد الوطني السعودي

سلطت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الضوء على قرار الملك بن عبدالعزيز بعمل نشيد وطني المملكة العربية السعودية، وقالت الصحيفة في تقرير مطول إن قصة كتابة نص النشيد وفقاً لكاتبه الشاعر الراحل إبراهيم خفاجي، جاءت عندما قام الملك خالد بن عبد العزيز بزيارة إلى مصر وأثناء استقباله الرسمي من الرئيس المصري محمد أنور السادات، أُعْجِب الملك خالد بالنشيد الوطني المصري، فقال على هامش الزيارة لوزير الإعلام السعودي المرافق آنذاك الدكتور محمد عبده يماني، لماذا لا يصاحب السلام الملكي السعودي نشيدًا وطنيًا؟ 

مصر ألهمت السعوديين في في السلام والنشيد الوطني

وأشارت الصحيفة اللندنية المملكة السعودية إلى الدكتور اليماني، خاطب على الفور كبار شعراء المملكة المبرزين طالباً منهم تحقيق رغبة الملك خالد، منبهاً إلى أن يكون متوافقاً في وزنه ولحنه مع موسيقى السلام الملكي السعودي المعروف وهو السلام الذي قام بتلحينه الملحن المصري عبد الرحمن الخطيب بتوجيه من الملك فاروق ملك مصر ليكون هدية بمناسبة زيارة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إلى مصر في عام 1945م.

وأوضحت صحيفة الشرق الأوسط أن الأمير عبد الله الفيصل، هو من اقترح على القيادة وأصحاب الشأن تكليف الشاعر المكّي إبراهيم خفاجي كتابة النشيد، وذلك لمعرفته الشخصية بقدرته على ذلك.

ولفتت الصحيفة إلى أن خفاجي، كان يقضي إجازته في القاهرة، فبحث عنه السفير السعودي لدى مصر آنذاك أسعد أبو النصر، وعندما اهتدى إلى عنوانه ترك له إخطارًا بمراجعة السفارة السعودية في القاهرة لأمر هام، وبمجرد أن علم خفاجي بالرغبة الكريمة وتشريفه بهذه المهمة الوطنية، استعد لها، ولكن شاءت إرادة الله تعالى أن ينتقل الملك خالد إلى رحمة الله تعالى عام 1402هـ، فتأخر تنفيذ الفكرة، بعدها.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن خفاجي قوله: بَلَغته رغبة الملك فهد بن عبد العزيز في الشروع في تنفيذ الفكرة، وبَلَغَه اشتراط الملك فهد أن يكون النشيد خاليًا من اسم الملك، وألا تخرج كلمات النشيد عن الدين والعادات والتقاليد، مضيفاً أنه مكث 6 أشهر في إعداد نص النشيد، ثم سُلم النص للموسيقار السعودي المعروف سراج عمر العمودي الذي كلف بتركيب نص النشيد وتوزيعه على موسيقى السلام الملكي.

وقالت الصحيفة اللندنية: عندما تسلم علي الشاعر حقيبة وزارة الإعلام خلفًا للدكتور يماني قدم له نص النشيد في صورته النهائية، فقام بدوره وقدمه للملك فهد بن عبد العزيز الذي أجازه بعد سماعه إياه وإعجابه به، وأمر بتوزيع نسخ منه على جميع سفارات المملكة العربية السعودية، وإثر ذلك منح الملك فهد الشاعر المبدع إبراهيم خفاجي شهادة البراءة والوسام الملكي الخاص بذلك، ومن اللافت أن يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر المبارك 1404هـ /1984م كان هو يوم ميلاد النشيد الوطني السعودي الحالي، وقد سمعه الشعب السعودي والعالم بعد أن بثته إذاعة وتلفزيون المملكة في افتتاحية برامجهما ذلك اليوم.

نص النشيد

وجاءت كلمات النشيد الوطني السعودي، للشاعر الراحل إبراهيم خفاجي، كما يلي:

سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَاء مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء وَارْفَعِي الخَفَّاقَ أَخْضَرْ يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ رَدّدِي الله أكْبَر يَا مَوْطِنِي مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمسلِمِين عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ.