أيمن عبد المجيد
30 يونيو.. ثورة بناء الجمهورية الجديدة 14
الرئيس ثائرًا
الرئيس ثائرًا، مؤمنًا، حالمًا، واقعيًا، هذا ما تكشفه سياساته، وتحركاته، وإصلاحاته، وتصريحاته، وأفعاله، مُنجزًا، ينبع إنجازه من صدق ذلك الإيمان الذي وقر في القلب وصدقه العمل.
الرئيس ثائرًا حقًا، رفض الصمت على مخلفات الماضي وتحديات الحاضر، حالمًا لوطنه بمستقبل يليق بعمق تاريخه، وحضارته، ولشعبه، بما يحفظ كرامته ويكرم تضحياته، ويؤهله لمواجهة تحديات المستقبل وتطلعاته.
ثائرًا، على كل سلبيات خلفتها عقود وسنوات، فقضى على العشوائيات، التي أرهقت 15 مليون مصري، عاش في ٣٥٧ منطقة خطرة 1.7 مليون منهم، إذا جن عليهم الليل، لم يأمنوا أن يبزغ ضوء النهار وهم في أحسن حال، لهم فيما سحقوا تحت أنقاض صخرة الدويقة أسوة سيئة وذكرى مرعبة.
الرئيس ثائرًا حقًا، فهو طبيب يجيد تشخيص أمراض الوطن، ووصف علاجها الناجع، قدر خطر التباطؤ، في العلاج، فالسرطان ينمو، محتلًا مزيدًا من الجسد في كل يوم تأخير، قرر اقتحام الدولة للأزمة، لإزالة العشوائيات الخطرة والمناطق غير المخططة، ونقل ملايين المواطنين إلى سكن كريم، يليق بآدمية الإنسان يكفل حقوقه ويخلق له مستقبلًا آمنًا ولأبنائه وأحفاده.
ظهرت ثمار تلك الثورة الحقيقية على الأمراض التي ظن آخرون أنها مستعصية على العلاج، ظهرت الثمار جلية في افتتاح المزيد من مشروعات الإسكان البديل عن المناطق الخطرة، ثورة حقيقية، إصلاحية تغير واقع الملايين من المصريين، الأكثر احتياجًا واستحقاقًا للرعاية والدعم.
بالأمس شرفت بحضور افتتاح، السكن البديل في روضة حدائق أكتوبر، و٨ مجتمعات عمرانية بمحافظات مصرية، انتشلت مواطنين بسطاء كرماء، من براثن الفقر، والعشوائيات والأفاعي والحشرات التي كانت تشاركهم محيطهم، إلى حياة كريمة تراعي مساحات الوحدات الملائمة للسكن، ثلاث غرف مجهزة بالفرش اللائق وحمام ومطبخ متكامل وصالة، بمرافقها ومناطق خدماتها وحدائقها، وملاعبها ومدارسها.
المشهد الذي رأيناه بالأمس، وتابعه ملايين المصريين على شاشات الفضائيات، لم يجرؤ أكبر الحالمين المتفائلين الثائرين، على الوضع السابق، أن يصل إليه بمخيلته، بالله عليك وأنت الحالم لوطنك بالإصلاح هل توقعت يومًا أن يُنقل أهالي نزلة السمان وسن العجوز، وتل العقارب، وعزبة الصيادين وغيرها من قاطني العشش الخشب والصفيح، إلى مثل روضة حدائق أكتوبر، ومساكن على النيل مباشرة في رأس البر.
هل كان يجرؤ حالمٌ على توقع أن تستطيع الدولة- بإرادة سياسية لرئيس إصلاحي، ثائرًا حالمًا بواقع أفضل- منح مواطني العشوائيات وحدات سكنية كاملة التجهيز في مناطق حديثة مخططة حضاريًا، قيمة الوحدة من ٥٠٠ إلى ٧٠٠ ألف، مقابل رسوم شهرية ٣٠٠ جنيه فقط للصيانة، للحفاظ على استمرارية جودة الخدمات؟!
إنها ثمار جديدة من ثمار شجرة الثورة على الواقع المُر، بخلق واقع معاش جديد، يليق بآدمية الملايين الأكثر احتياجًا للدعم والمساندة من المصريين، أفعال رئيس ودولة تعلو على كل الشعارات والمطالبات الإصلاحية، فلم يتخيل أكبر الحالمين الإصلاحيين ممن عايشوا كارثة صخرة الدويقة، ومطالب ٢٠١١ ما انتهى إليه واقع قاطني العشوائيات في مصر، من سكن وحياة كريمة.
نقلة حضارية، تتبعها الدولة ببرامج تأهيل وتكيف وتثقيف، ورعاية اجتماعية وتثقيفية لإحداث نقلة موازية في السلوكيات، بما يحقق اندماجًا في الطبقات المتوسطة والثرية، وعدالة الحصول على خدمات الدولة، تمكين ثقافي واجتماعي وتعليمي وصحي واقتصادي يكفل كل حقوق الإنسان.
إنها قمة العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، التي تثلج صدور من رفعوا تلك الشعارات مخلصين لوطنهم، وتطعن المتآمرين- الذين اتخذوها ذريعة للتحريض والهدم- في قلب مخططاتهم، وترد كيدهم في نحورهم.
أقسم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثائر، المؤمن ثلاثًا، بالله العظيم، أن ما يتحقق على أرض مصر من إنجازات بدعم إلهي، طالبًا ألا يفهمه أحدٌ خطأ: "في معي دعم إلهي، اللي بيتعمل لا يمكن يتعمل بقدراتنا، والله العظيم، والله العظيم، والله العظيم، دعم إلهي، ربنا بيساعدنا ويسعدنا ويكرمنا، علشان إحنا غلابة".
الرئيس السيسي مؤمن بالله، متوكل ليس متواكلًا، يتوكل على الله هو وفريق إنقاذ مصر، يأخذون بكل أسباب السعي، بداية من التوصيف الدقيق للمشكلات والتحديات، مرورًا، بالتخطيط العلمي، وحشد القدرات، والعمل المتواصل والمتابعة الدقيقة لكل التفاصيل، فها هو الرئيس في يوم الجمعة، الإجازة الأسبوعية، يزور مواقع العمل في المشروعات القومية للوقوف على حجم وطبيعة المتحقق من المستهدف.
"إن الله لا يصلح عمل المفسدين"، يؤمن الرئيس، ويتخذ من الإصلاح منهجًا، يرى فيما يفعله لإنقاذ المهمشين، وبناء دولة قوية طاعة لله، فهو راعٍ أقسم يمينًا أمام الله أن يرعى مصالح هذا الشعب، يواصل الليل بالنهار من أجل حفظ الأمانة، والبر بيمينه، يتساءل: أليس ما نفعله من أجل الناس يدعو إليه صحيح الدين؟
ويسأل المتاجرين بالدين: "أي تدين تنتظرونه من ناس تسكن العشوائيات؟! ربنا جعلني مسؤولًا عن البلد، مسؤولًا عن الناس، أعمل من أجلهم، وليس الجلوس على كرسي للحفاظ عليه، نعمل للناس وكل ما نعمل أكثر نرضي الله، والعكس، مثل كل البشر هما يومين نقعدهم على وش الدنيا ثم أقابل زي غيري ربنا، وأتمنى أن يكون لقاءً طيبًا".
يؤمن الرئيس بتوفيق الله مع صدق النوايا والعمل: "الشكر كل الشكر لله، والحمد كل الحمد لله أن مكنا من أن نعمل الخير لأهلنا ونغير حياتهم، هل هذا الفعل تنفيذ لتعاليم الدين أم لا؟".
الرئيس ثائرًا، على الواقع السلبي، لا يصمت على ما يراه أخطاء، يقول: "مقدرش ما أشوفش ومقدرش أشوف وأسكت، أفضل ونفضل، أفضل ونفضل نكسر في تحدياتنا، ونفضل نبني ونغير لحد ما نخلي الناس اللي أقسمنا أمام الله تحمل مسؤوليتهم يعيشوا حياة كريمة ونبقى قد الأمانة إن شاء الله".
الرئيس ثائرًا، واقعيًا، ثورة البناء لا الهدم، والفارق بين الهدم والبناء، يكمن في الوعي، والقدرة على التشخيص الدقيق للواقع وأسبابه الحقيقية الجذرية، والمسؤولية عن مآلاته، فالتشخيص الخاطئ يقدم حلولًا خاطئة، كادت في ٢٠١١ أن تهدم الدولة بشعارات الإصلاح.
وعن تلك الأحداث وهذا المضمون قال الرئيس السيسي: "حجم الخسائر المباشرة للدولة المصرية في ٢٠١١، بلغت ٤٠٠ مليار دولار، أي ٦ تريليونات جنيه، نتيجة تشخيص خاطئ للأوضاع، ومن ثم روشتة علاج خاطئة، كادت تدمر الدولة، في غيبة القائمين على بناء الوعي".
وتحدث الرئيس عن المعالجات الإعلامية الخاطئة، الناجمة عن تشخيص خاطئ للمشكلات، وتحريض المواطن بدعوى اهتمام الدولة بالأغنياء فقط، عكس الحقيقة، وشراكة الجميع فيما آلت إليه الأوضاع في الثلاثين عامًا الماضية، موجهًا سؤالًا للمشككين، مدعي عمل الدولة للأغنياء فقط، هل بعد كل ما ترونه نعمل للأغنياء فقط أم للجميع؟!
ونوه الرئيس إلى أن هناك من يحرض ويشكك، بهدف التخريب والهدم، ومن يفعلها بسبب عدم الوعي، والفئة الأخيرة علاجها الوعي والمعرفة، وهو دور الدولة والإعلام الهادف، المدرك لطبيعة التحديات، وأسبابها وعلاجاتها الدقيقة.
الرئيس حالمًا، لا يقف ليفخر بما تحقق من إنجازات، فهو يتجاوز ما تم إنجازه لينظر لما تبقى، ساعيًا لإصلاحه، متوقفًا أمام تصميم للبيوت الريفية الحديثة، داعيًا شعب مصر أن يحلم لمصر بواقعٍ أفضل ولأبنائنا بحياة يستحقونها، وهذا الحلم يتحول لواقع في الدلتا الجديدة، وكل إنشاءات جديدة تنجزها الدولة.
حلم الجمهورية الجديدة، الحديثة، الخالية من الفساد، ذات الاقتصاد القوي، والقدرة الشاملة، الدولة الرقمية، صاحبة الريف الحضاري، وفرص العمل الكريمة، والمنظومة التعليمية المحققة للمعايير العالمية، والمنظومة الصحية التي تكفل الدولة فيها للجميع العلاج على قدم المساواة بأعلى معايير الجودة، مصر الخالية من المناطق غير المخططة، المتمتع جميع شعبها بأعلى درجات جودة الحياة، كل ذلك بات قياسًا على المتحقق من إنجازات في ٧ سنوات، أحلام قابلة للتنفيذ.
أحلام قابلة للتنفيذ، بتوافر الإرادة السياسية القوية، والوعي المجتمعي، والإخلاص في العمل، والتكاتف من الشعب، حكومة ومجتمعًا مدنيًا، ومؤسسات لإزالة المعوقات، وتكسير التحديات، وفي القلب منها الاحتياج الملح لضبط الزيادة السكانية، لتفوق معدلات التنمية ثلاثة أضعاف معدلات النمو السكاني، فعندها فقط يشعر الشعب بثمار التنمية والرفاهية.
كل عام وحضراتكم بخير وسعادة في ذكرى مولد هادي البشرية، خير من أنجبت النساء، سيدنا محمد الصادق الأمين، الذي قال له رب العالمين، في كتابه الكريم: "وإنك لعلى خلقٍ عظيم"، صلى الله عليه وسلم، فما أحوجنا للاقتداء بأخلاق النبي، الإخلاص في العمل، الصدق والأمانة والرحمة وتقبل واحترام الآخر، توقير الكبير، والعطف على الصغير، كفالة اليتيم والفقير، إيمان في القلب وتصديق بالعمل.
وللحديث، إن شاء الله، بقية