عاجل
الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
مصر و"فيشجراد"

مصر و"فيشجراد"

الدور الإقليمي الرائد لمصر في المنطقة هو محصلة سياسات داخلية ناجحة، فلا يمكن لأي دولة أن تقوم بدور إقليمي أو دولي فاعل وهي تعاني من أزمات داخلية أو مشاكل في هيكلها أو نسيجها الاجتماعي أو الاقتصادي أو حتي السياسي، فالدول القوية تٌبني أولا من الداخل، وتحقق معدلات نمو وتنمية لمواطنيها، وتسعي لأن يحيا السكان علي أرضها حياة كريمة، تنجز مشروعات قومية عملاقة تعود بالخير والنماء على المواطنين، تبني جيشاً قوياً قادراً على حماية الحدود والمقدرات، والثروات داخل حدودها، تعتمد مفهوم واسع وعميق لحقوق الإنسان.



 

تحقق أعلى معدلات الأمن والأمان لمواطنيها سواء في الداخل أو الخارج، وعندما تنجح الدولة في تحقيق كل ما سبق فهي تستطيع أن تتحرك خارج حدودها، وأن تلعب دوراً إقليميا فعالاً ومحورياً، بل تلجأ إليها القوى الدولية كي تكون ضامناً أو فاعلاً في أي مسار تفاوضي أو حل أي أزمة سياسية في الإقليم، وقد برزت مصر خلال السنوات السبع الماضية، وكانت سياسة الرئيس عبدالفتاح السيسي الخارجية نموذجاً في كيفية إدارة الأزمات، فأصبحت مصر فاعلاً دولياً ومركزاً إقليميا للطاقة والتنمية.

 

ولذلك ليس غريباً أن تجد مصر حاضرة في كل محفل دولي - الكبار يدعون أمثالهم للمشاركة -  وقد لاحظنا هذا خلال قمة فيشجراد أكتوبر 2021، التي شارك فيها الرئيس وعرض رؤية مصر لأزمات الإقليم والمنطقة، بل وحدد مكامن الضعف والوهن، وأشار إلى أساليب العلاج والوقاية، وكانت كلمة الرئيس أمام القمة بمثابة خارطة طريق لحل أزمات المنطقة. 

 

عرض تجربة مصر التنموية وكيف قامت بتطبيق برنامج إصلاح اقتصادي شامل، مع الحفاظ علي حقوق الفئات المهمشة والضعيفة اقتصادياً، من خلال برامج رعاية وتكافل وتضامن، وأوضح الرئيس كيف استطاعت مصر محاربة الإرهاب والقضاء عليه، وفي نفس الوقت حافظت على حقوق الإنسان، وكيف قدمت مقاربة ناجعة من خلال محاربة الفكر بالفكر، إلى جانب العمل الأمني، وكشف الرئيس السيسي عن أن مصر دولة تختلف في سياستها تجاه اللاجئين، مقارنة بغيرها من الدول، بل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعامل اللاجئ بها مثل المواطن المصري، يتعلم داخل المدارس المصرية، ويعالج داخل المستشفيات المصرية، بل قامت بتطعيم المقيمين علي أرضها دون تمييز باللقاح المضاد لفيروس كورونا، أضف إلي ذلك أنه لا توجد معسكرات أو مخيمات للاجئين الذين يقدر عددهم بنحو 6 ملايين لاجئ، ولم تقم مصر في أي وقت بعملية ابتزاز أو استغلال لتلك القضية الإنسانية مثلما فعلت دول في المنطقة. 

 

وكان للرئيس عبدالفتاح السيسي مقولة ذكرها في إحدى المناسبات، عندما قال إن " مصر تمارس السياسة بشرف"، وانطلاقا من تلك القناعة فمصر خلال السنوات الماضية استطاعت أن تكون لاعباً فعالاً في المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط وشرق المتوسط، ومن خلال عدد من المحاور استطاعت القيادة المصرية أن توظفها لتكون الرقم الصعب في معادلة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن يكون صوت مصر مسموع في كل المحافل الدولية والإقليمية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز