عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
الكتاب الذهبي
البنك الاهلي

فــــلاك 13

رسم: عصام طه
رسم: عصام طه

- ميراندا، هل نحن جاهزون للانطلاق؟..، سأل الرائد لويس ذو الثلاثين ربيعًا رفيقته فى القيادة وهو يتفحص لوحة التحكم، فردت عليه قائلة:



 - أجل كابتن.

 - إذن سيتم الإقلاع بعد ٣، ٢، ١..

نجحت سفينة "فلاك 13" بالإقلاع والخروج من الغلاف الجوى للأرض، فتم فصل الصاروخين المساعدين، ثم الخزان الفارغ من الوقود، وها هو المكوك يسير وفق المسار الصحيح.

ترك لويس ميراندا، المرأة الأربعينية ذات الخبرة الواسعة فى مجال الفضاء فى قمرة القيادة، واتجه سابحًا فى اللا جاذبية نحو كيفين الذي كان يقرأ فى كتاب "يوليوس القيصر" لشكسبير، وعندما رأى هذا الأخير صديقه قادمًا، وضع ما بيده جانبًا وابتسم له قائلاً:

نقلًا من الكتاب الذهبي عدد يوليو 2021
نقلًا من الكتاب الذهبي عدد يوليو 2021

 

-  هل كل شىء بخير؟

فرد لويس وهو يصافحه:

 - أجل، كل شىء يسير بشكل ممتاز.

فقال كيفين ذو العينين الرماديتين بتوتر:

 - لويس.. أريد أن أخبرك شيئًا.

-  تفضل يا صديقى..

-  ٱنظر، أعرف أنك مهووس بحب الفضاء، وأنت تتطلع لهذه الرحلة منذ سنتنا الأولى فى الجامعة ، لكننى أريدك أن ترسل طلب الإذن للعودة إلى الأرض.

-  قال لويس مستغربًا:

-  ماذا؟.. لِمَ تقول ذلك يا رجل؟

أجاب كيفين بعدما سرت فى بدنه القشعريرة:

 - الحقيقة أننى أشعر بأن خَطبًا ما سيحدث، أنت تعرف أنه لم يصل أحدٌ من قبل إلى نجم "روستو"، ولست أنهاك عن فعل ذلك لكن.. ربما لسنا جاهزين بعد!! لا أعرف.. لكننى قلق من هذه الرحلة.

وضع كيفين يده فوق كتف صديقه وقال بنبرة مشجعة:

-  أفهم تخوفك، لكن لا تقلق.. نحن لها وعندما ننجح فى الوصول ونعود سالمين، ستندم على كلامك هذا.

 - آمل ذلك !

ربت لويس على ظهر صديقه، ثم راح إلى كلوى التي كانت تمارس التمارين الرياضية..

-  كلوى! 

 - لويس!! كيف الحال؟

-  كل شىء تمام، ميراندا تتولى الأمر.

 - هذا جيد، هل سجلت التقرير الأول؟

-  لا، ليس بَعد.. بقيت ساعة على الموعد المحدد لذلك.

-  أوه، فعلاً! الوقت هنا مغاير تمامًا..

-  أجل هو كذلك، حسنًا سأذهب الآن لأكمل جولتى.. أراك لاحقًا.

-  إلى اللقاء كابتن.

ترك لويس كلوى لتكمل تمارينها، فهى فتاة نشيطة فى السادسة والعشرين من العمر، مهتمة بدراسة الفضاء كبقية زملائها.

بعد عشر ساعات من انطلاق الرحلة، جلس لويس يسجل فيديو لزوجته وابنته ذات السنتين يحكى فيه عن مدَى فرحته للقيام بهذه الرحلة، لكن فرحته لم تدُم فسُرعان ما بدأت السفينة تهتز بشكل غير طبيعى، فوضع لويس الوجه الإلكترونى جانبًا وراح يَسْبَح نحو قمرة القيادة، وفى طريقه التقى بكلوى وكيفين الذي بدا عليه التوتر بشدة.

وصل لويس إلى ميراندا فجلس فى مقعده وسألها: 

 - ماذا حدث؟

 - لا أعرف! كانت السفينة تسير بشكل طبيعى ثم ارتطمنا بشىء ما، جعلنا نخرج عن مسارنا المحد !

-  تبًا!! إن أجهزة التحكم تتعطل تدريجيًا، ما الذي يحدث؟

-  كابتن! يجب أن ترى هذا.. قال كيفين ذلك وهو ينظر مندهشًا إلى الواجهة الأمامية من السفينة..

رفع لويس رأسَه ليرى سفينة أخرى عملاقة تواجهه، فقال:

-  ما ال.…

لم يكمل كلامه حتى راحت السفينة تطلق عليه قذائف قوية، جعلته يخسر معظم محركاته، فقال الكابتن بنبرة جادة: -  كيفين.. كلوى! اذهبا إلى كبسولة الإنقاذ حالاً.. !!

فاعترض كيفين وصاح:

-  لكن..

قاطعه لويس:

-  كيفين، هيا الآن..

ذهب كيفين وكلوى إلى الكبسولات ثم أحكما إغلاقها وانطلقا من المركبة للنجاة بنفسهما.

توجّه لويس بنظره إلى السيدة الجالسة بجانبه قائلاً:

 - ميراندا.. اذهبى إلى غرفتى، خذى اللوح الإلكترونى وسجّلى فيديو بما يحدث، ثم خذيه معك وعودى للأرض..

 - كابتن، دعنى أساعدك.

 - لا يا ميراندا أنت تعرفين أن سفينتنا ليست مُعدّة لخوض الحرب، كما أننى قد خسرت معظم المحركات، اذهبى الآن..

 - حسنًا يا كابتن.

فعلت ما أمرها القائد به ثم انطلقت نحو الكبسولة لتنقذ حياتها، بينما كان لويس يحاول تجنب قذائف السفينة المعادية.

وفجأة توقفت تلك السفينة عن إطلاق النار، ثم ظهرت سُفنٌ صغيرة منها راحت تتجه نحو سفينة لويس وتلتصق بها، ثم جرّتها معها نحو السفينة الأم. 

أثناء ذلك أسرع لويس ولبس بذلته كاملة بما فى ذلك خوذته، وعندما وصلوا تم إخراجه من مركبته وعلقوه على عمود كبير.

 - من أنتم؟ دعونى أذهب..

كانت المخلوقات الفضائية ضخمة وسوداء اللون، ذات أربع أذرع طويلة كالأخطبوط، فتقدمهم مخلوق بشع وراح ينظر إلى لويس الذي كان يطلب إطلاق سراحه وقد شاهد شريط حياته يمر أمامه من شدة الخوف.

بدأ ذلك المخلوق يتحدث بلغة غريبة لم يفهم لويس منها شيئًا، ثم لاحظ هيجان بقية المخلوقات التي كانت تتجمّع حوله كأنها فرحة، وفجأة دخلت مخلوقة خضراء مختلفة عن البقية ووقفت أمام ذلك الكائن الفضائى وقالت بضع كلمات، فركع أمامها ثم ذهب وقد بدا عليه الغيظ، وتوجهت هى بنظرها إلى لويس وأشارت بيديها حتى يتم إطلاق سراحه وقالت بلغتها:

 - نحن آسفون، لم نقصد أن نحطم سفينتك، لكن ابنى براغ فعل هذا بدافع استمتاع فقط، أنت حُرّ للذهاب..

لم يفهم لويس شيئًا، غير أن ضميره تقبّل نبرتها الهادئة، فاقتاده أحد المخلوقات نحو سفينة جديدة وسمح له بالرحيل.

لم يصدق لويس ما حدث معه ولم يصدقه أحدٌ عندما عاد للأرض بسلام وأخبر وكالة الناسا ما حدث، فاحتفظ بهذه المغامرة لنفسه هو وطاقم فريقه الذي اجتمع ثانية للقيام برحلات أخرى.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز