احتفالا بمرور 30 عاما على استقلالها
العلاقات المصرية الأوزبكستانية.. شراكات إستراتيجية وعلاقات تاريخية
بوابة روزاليوسف
تشهد العلاقات المصرية الأوزبكستانية تطورا كبيرا ، ومصر من اوائل الدول الى افتحت سفارة لها فى طشقند عام 1993، بعد استقلال هذه الدولة الحديثة عقب تفكك الاتحاد السوفيتى السابق، التي كانت واحدة من مكوناته، حيث كانت مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال اوزبكستان فى 1991/12/26 ، و أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من خلال التوقيع على البيان المشترك في هذا الشأن في 1992/1/23، بينما افتتحت أوزبكستان سفارتها فى القاهرة عام 1995 وبمناسبة مرور ٣٠ عاما على الاستقلال فلقد شهدت أوزبكستان نهضة حقيقية فى عهد الرئيس الحالى فى شتى المجالات.
يربط التراث التأريخى والثقافى والدينى لشعب اوزبكستان بالدول العربية وفى مقدمتها جمهورية مصر العربية حيث اشتهرت اوزبكستان لدى العرب من قديم الزمان باسم بلاد ما وراء النهر. وبالرغم من المسافة الطويلة بين بلدينا، هناك كثير ما يجمع بينهما فى العصر القديم والحديث و كذلك فى حياة الشعبين الروحية والدينية والثقافية. ولا أحد ينكر أهمية تطوير العلاقات الاوزبكية العربية، والدور الهام الذي تلعبه سفارات الدول العربية فى طشقند وسفارات أوزبكستان فى العواصم العربية. فقد كان افتتاح أول سفارة عربية لمصر فى طشقند حدثا هاما فى تاريخ العلاقات المشتركة. وكان الحدث الهام الثانى في السنوات الأولى من الأستقلال افتتاح سفارة جمهورية أوزبكستان فى القاهرة.
في ديسمبر 1992 زار الرئيس الأول لأوزبكستان إسلام كريموف القاهرة على رأس وفد حكومي كبير، تم خلالها التوقيع على اتفاقية أسس العلاقات والتعاون بين مصر وأوزبكستان، واتفاقية التعاون الاقتصادي والعلمي والفني، واتفاقية النقل الجوي، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات.
حرصا على تطوير العلاقات الثنائية قام الرئيس اسلام كريموف بزيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية فى الفتره من 17 إلى 19 إبريل 2007 للمرة الثانية إلتقى خلالها برئاسة الدولة وكبار المسؤولين المصريين وتناولت المباحثات الثنائية بين الرئيسين القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك، حيث أكد الطرفان على دعمهما للجهود الرامية إلى تجنب صدام الحضارات والثقافات، وأعربا عن أهمية احلال مبادئ الإحترام المتبادل للأديان والخصوصيات الثقافية لكافة الأطراف، وأعربا عن استعدادهما للتعاون الوثيق فى اطار منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامى لتنسيق الجهود والمواقف.
عائدا الي تأريخ العلاقات الثنائية يجب القول انه في مايو 1993 تم افتتاح السفارة المصرية في طشقند، وسفارة أوزبكستان في القاهرة في أكتوبر 1995 أثناء زيارة وزير خارجية أوزبكستان الدكتور عبد العزيز كاملوف للقاهرة.
قام الصندوق المصري للتعاون مع دول الكومنولث التابع لوزارة خارجية جمهورية مصر العربية ، منذ إنشائه بتقديم منح تدريبية متخصصة لأوزبكستان في مجالات نقل الخبرة والتدريب في المراكز والمعاهد العلمية المصرية، وشملت أكاديمية الشرطة، والمعهد المصرفي، ومعهد الدراسات الدبلوماسية، والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، ومركز المعلومات واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصري، والهيئة العامة للتنشيط السياحي، والمعهد القومي للنقل، والمركز الدولي للزراعة، ومعهد الدراسات الإستراتيجية، واتحاد الإذاعة والتلفزيون، والمركز الدولي للتدريب والاستشارات، وهيئة كهرباء مصر، ومعهد التبّين للدراسات المعدنية.
كما ودعمت و تدعم أوزبكستان المرشحين المصريين لشغل بعض المناصب الدولية، ومنها: ترشيح مصر لشغل منصب رئيس الاتحاد البرلماني الدولي؛ والترشيح لعضوية المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب في يوغسلافيا السابقة؛ والترشيح لعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو؛ والترشيح لعضوية لجنة الطفل التابعة للأمم المتحدة؛ وترشيح مصر لعضوية المجلس التنفيذي الاستشاري لاتحاد البريد العالمي؛ وترشيح مصر لعضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات؛ وترشيح مصر لعضوية لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة وعضوية مصر غير الدئمة في مجلس الامن لهيئة الامم المتحدة.
وكانت للزيارة الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لأوزبكستان خلال يومي 4 – 5 من سبتمبر من عام 2018م. أهمية تاريخية كبيرة للغاية. إذ أنه كان أول رئيس مصري زار أوزبكستان بعد الرئيس جمال عبد الناصر وقد ناقش الرئيسان العلاقات بين كلا البلدين وسبل تطويرها ورفعها الى مستوى جديد نوعيا وكذلك الإتجاهات الرئيسية للتعاون الثنائي ومنها مجالات السياسة والاقتصاد والإستثمار و مكافحة الإرهاب والتطرف كما بحث الزعيمان القضايا الإقليمية والدولية و أشارا الى تشابه مواقف الطرفين منها وشاركا في مراسم التوقيع على 11 وثيقة في مجالات الاقتصاد والسياسة والعلوم والتعليم والثقافة والسياحة والرياضة والشباب. و إتفق الطرفان أثناء المناقشات على إعداد خارطة الطريق (Road Map) لتطوير التعاون الثنائي.
أعرب الرئيسان عن الثقة في أن هذه الوثائق والاتفاقيات، ستفتح أفاقا جديدة للتعاون المثمر بين البلدين، خصوصًا وأنه قد صدر عن القمة بيان مشترك لرئيسي الدولتين عكس سعيهما إلى تطوير التعاون المتعدد الجوانب والعلاقات الودية بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية مصر العربية. وعلى هامش زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإوزبكستان أُقيم في طشقند في 5 من سبتمبر منتدى الأعمال الأوزبكي المصري. وقد شارك فيه ممثلو الإدارات والشركات لكلا البلدين. و في ختام أعمال المنتدى تم التوقيع على 8 إتفاقيات للتعاون المشترك.
خلال الفترة من 10 الى 13 من أكتوبر قام بزيارة لأوزبكستان وفد مشيخة الأزهر الشريف برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب و قد أُستقبل شيخ الأزهر من قبل الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان و رئيس مجلس الشيوخ ب"المجلس الأعلى" (برلمان) جمهورية أوزبكستان نعمة الله يولداشيف و رئيس وزراء جمهورية أوزبكستان عبد الله عارفوف وتقلد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتوراه الفخرية من أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية تقديرا لإسهاماته المتميزة وجهوده الدؤوبة في توضيح سماحة الإسلام وتعزيز ثقافة التسامح والحوار بين أتباع مختلف الأديان و الثقافات وتم في إطار الزيارة التوقيع على مذكرتي التفاهم بين جامعة الأزهر الشريف وكل من أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية ومركز الإمام البخاري الدولي للبحوث العلمية.
إن كل هذا يبعث على الامل بأن علاقات التعاون بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية مصر العربية ستشهد تطورا ملحوظا في المستقبل القريب.