عاجل
الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
أولمبياد طوكيو 2020
البنك الاهلي

قصة أولمبياد ستوكهولم 1912 بالسويد.. أول مشاركة مصرية بالأولمبياد

تتجه أعين جميع متابعي الألعاب الرياضية إلى العاصمة اليابانية، طوكيو، التي ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية في نسختها المؤجلة من العام الماضي بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا.



 

أقيمت دورة الألعاب الأولمبية الخامسة بمدينة ستوكهولم، بالسويد في الفترة من 5 مايو إلى 12 يوليو 1912؛ بمشاركة 2407 متسابقين منهم 48 سيدة يمثلون 28 دولة.

 

وشهدت الدورة المشاركة الأولى لمصر التي مثلها لاعب السلاح أحمد حسنين، الذي كان يدرس في إحدى جامعات إنجلترا، والذي عين فيما بعد أمينًا للقصر الملكي، وكان أحد المقربين من الملك فاروق الأول، ملك مصر السابق.

 

أطول مباراة مصارعة في التاريخ

 

في تلك الدورة لم تكن اللوائح والقوانين الخاصة ببعض الألعاب قد اكتملت، وهو ما ظهر جليًا في مباراة نصف النهائي بين الروسي ماكس كلين، والفنلندي ألفريد سيكاتين، التي استمرت لعشر ساعات كاملة؛ مقسمة على أشواط مدة كل منهم نصف ساعة.

 

ونتيجة للإرهاق الذي تعرض له؛ ورغم تأهله للمواجهة النهائية إلا أن ماكس كلين رفض خوض المباراة النهائية؛ واكتفى بالحصول على الميدالية الفضية؛ معبرًا عن إرهاقه بعبارة مقتضبة قالها بعد المباراة الماراثونية: "أحتاج لراحة لا تقل عن 11 يومًا".

 

وذلك بالإضافة إلى الاحتجاجات التي قدمت ضد حكام اللعبة؛ بسبب وضع سيدات المنتخب السويدي الزيت على أجسادهن، لتصعيب إمساك الخصوم بهم وإيقاعهن، دون الاعتراض من الحكام.

 

أمريكا تتفوق على سوء التنظيم

 

كما شهدت أولمبياد ستوكهولم حادثًا غريبًا، بعدما انطلقت منافسات الدور النهائي لسباحة 100 متر، من دون السباحين الأمريكيين، والسبب أنهم لم يخطروا مسبقًا بموعد السباق.

 

واحتجت البعثة الأمريكية على ما حدث، وتوصلت اللجنة المنظمة لحل يرضي جميع الأطراف وهو احتساب الزمن الذي سجله كل سباح مع إقامة سباق خاص للفريق الأمريكي؛ وتم تحديد البطل بالزمن المسجل، وفاز الأمريكي كاهانا موكو، بالذهبية، والأمريكي هوزاك بالبرونزية.

 

قائد حرب وكادر أولمبي 

 

وشهدت الدورة مشاركة الأمريكي جورج باتون، في لعبة الخماسي الحديث، وحقق المركز الخامس في الدورة؛ ليتحول فيما بعد لقائد عسكري ويقود الجيش الأمريكي في الحرب العالمية الثانية.

كما شهدت البطولة مشاركة أفري بونيج، والذي بات فيما بعد رئيسًا للجنة الأولمبية الدولية؛ والنمساوي أوتو هيرشمان، والذي كان يشغل منصب رئيس اللجنة الأولمبية ببلاده؛ وحقق فضية لعبة المبارزة.

أول حالة وفاة أولمبية

شارك في سباق الماراثون 68 متسابقا في جو شديد الحرارة وقام المتسابقون بربط المناديل على رؤوسهم لتحميهم من الشمس وأكمل السباق 35 متسابقا فقط ونقل اللاعب البرتغالي فرانشسسكو لازارو الى المستشفى بعد تعرضه لضربة شمس ومات في اليوم التالي وكان أول ضحية في الأولمبياد وتكريما له أقاموا نصبا تذكاريا له مكان سقوطه وتنافس كريستيان جيث والجنوب إفريقي كينث ماك على الذهبية وفاز بها ماك بعد أن توقف كريستيان لشرب الماء.

 

العنصرية تكلف أمريكا خسارة 3 ميداليات ذهبية

أولمبياد ستوكهولم شهدت واقعتين عنصريتين، كانت أولاهما عندما تأهل العداء الأمريكي هوارد درو، للدور النهائي لسباق 100 متر؛ ولكن زملاءه رفضوا مشاركته في السباق؛ وأغلقوا عليه باب غرفة خلع الملابس لمنعه من المشاركة في السباق؛ لأنه من ذوي البشرة السمراء؛ وكانت أمريكا في ذلك الوقت تعاني من تفشي العنصرية والتمييز.

 

أما الواقعة الثانية؛ فكان بطلها أمريكي أيضًا، ولكن هذه المرة من أصحاب الأصول الهندية؛ والذين تعرضوا للعنصرية أيضًا في القرن الماضي من قبل الأعراق المختلفة في الولايات المتحدة.

 

وفاز جيم ثورب، الأمريكي ذو الأصول الهندية، بذهبيتي الخماسي الحديث، والعشاري؛ في أولمبياد ستوكهولم.

 

وكرمه نيكولا الثاني، قيصر روسيا، وجوستافو الخامس، ملك السويد؛ الذي قال عنه إنه أعظم رياضي في العالم كما تم تكريمه من قبل الرئيس الأميركي آنذاك، ثيودور روزفلت.

 

ولكن أحد الصحفيين الأمريكيين من دعاة التفرقة العنصرية؛ تذكر أنه شاهد صورة لثورب، وهو يلعب البيسبول في ولاية كارولينا.

 

وقاد حملة ضده لأنه حصل على أجر مقابل لعب البيسبول؛ وهو ما يتعارض مع القوانين الأولمبية، ولم تدم فرحة ثورب بإنجازه، وتم تجريده من الميداليتين عام 1913.

وبعد وفاته بـ29 عامًا، وتحديدًا في عام 1982 سافر خوان أنطونيو سامارانش، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية وقتها، إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ وأعاد الذهبيتين لابنه جاك ثورب الذي قال: “أنا واثق بأن والدي بيننا اليوم وتعوزه الكلمات للامتنان”.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز