في خطبة الجمعة بمسجد آل شامي بالمحلة الكبرى
وزير الأوقاف: الأمن على النفس شرط لوجوب الحج وصك الأضحية
صبحي مجاهد
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي، ومحاربة الأفكار المتطرفة ، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة ، ألقى د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم خطبة الجمعة بمسجد “آل شامي” بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية ، بحضور الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية ، و الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس لجنة التضامن والأسرة بمجلس النواب، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بمحافظة الغربية، والقيادات الأمنية والشعبية بالمحافظة، وبمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.
وفي خطبته أكد وزير الاوقاف أن الأصل في حرم الله الآمن التمكين ،وأن الأمن على النفس شرط لوجوب الحج، ففي تفسير قوله تعالى : "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" وقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "وحِجُّ الْبَيْتِ لمن اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"، وقد ذكر العلماء للاستطاعة ثلاثة جوانب :
الجانب الأول : الاستطاعة البدنية : فإن فرائض الله (عز وجل) على عباده يشترط لها الاستطاعة البدنية.
الجانب الثاني : الاستطاعة المالية.
الجانب الثالث : الأمن على النفس من الهلاك أو التعرض له ،
أضاف أنه إذا كان الخطر مظنونًا مع توقع قطع الطريق فإنه مترجح طبيًّا حال انتشار الأوبئة ، وهو ما يجعلنا نؤكد أن القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بشأن الحج قرار صائب وحكيم ويتسق مع فهم صحيح الدين ، وموافق لصحيح الشرع.
وشدد أن من نوى حج الفريضة فمات قبل أن يحج فهو بنيته ، وكذلك من حبسه العذر عن أدائها فلا إثم ولا حرج عليه بل إن الله (عز وجل) يثيبه بصادق نيته ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كُتِبَتْ له حَسَنَةً، ومَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَعَمِلَها، كُتِبَتْ له عَشْرًا إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ".
ولفت إلى أن قضاء حوائج الناس على المطلق حتى في غير وقت الحوائج أولى من تكرار الحج والعمرة فما بالكم بذلك في زمن الجوائح والشدائد ، يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : ""يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْحَجُّ، فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: لَوْ قُلْتَهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، الْحَجُّ مَرَّةً فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ" والتطوع يرتبط بأحوال الأمم وظروف الناس ويسار الدول وظروفها الاقتصادية ، فمن كان قد نوى حج النافلة فتصدق بقيمة ما كان قد نوى الحج به فله الأجر مرتين، الأول: بنيته، والثاني: بصدقته، والله يضاعف لمن يشاء.
كما أوضح أن من فضل الله على خلقه ورحمته بهم أن جعل أبواب الخير واسعة بلا حدود ، فالتكبير صدقة ، والتحميد صدقة والتهليل صدقة ، وإرشاد الضال صدقة ، وأن تبصر للأعمى صدقة ، وأن تسمع الأصم صدقة ، وأن تكف الأذى عن الطريق صدقة، وأن تكف الأذى عن الناس صدقة ، كما أوضح معاليه أن مما يفعله الحجيج سوق الهدي
ولفت الى ان الله جعل لغير الحجيج بديلًا ؛ وهو الأضحية ، يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : "ضحوا فإنها سنة أبيكم إبراهيم"، والأضحية لها فضل عظيم ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا"، وذلك مع مراعاة الضوابط الشرعية ، والصحية، والبيطرية ، والبيئية ، وعلينا أن نعلم أن طاعة الله لا تنال بمعصيته ، فلا نؤذي جيراننا والناس بمخلفات الأضحية ، وأن نذبح في الأماكن المخصصة للذبح ، فإن تعذر ذلك ففي صك الأضحية وسيلة آمنة لمن لا يستطيع أن يحقق هذه الضوابط ، بل حتى لو استطعت أن تضحي بنفسك ، فيمكنك أن تجمع بين الحسنيين ؛ فيذهب الصك للفقراء والمحتاجين في كل مكان بعزة وأمانة.