1000 طبيب في برنامج تعليمي للحد من مقاومة مضادات الميكروبات
محمود جودة
أعلنت شركة أدوية عالمية، عن إبرام عدد من الاتفاقيات مع مستشفيات القطاعي العام والخاص لاستمرار تقديم برامج تعليمية طبية ورفع وعي مقدمي الرعاية الصحية بأهمية الحد من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية والترويج لمفهوم مقاومة مضادات الميكروبات لتحسين صحة المواطنين.
يأتي ذلك في ظل التهديد المتزايد الذي تشكله الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، مما يزيد من تطور حالات العدوى المقاومة للأدوية، الأمر الذي يقلل من فعالية الأدوية المقاومة للعدوى في كثير من الحالات الحرجة مثل زراعة الأعضاء والعلاج الكيميائي بالنسبة لمرضى السرطان فضلاً عن الجراحات الكبرى.
ويتم تقديم التعليم الطبي المستمر الأطقم الطبية في 22 مستشفى خاص وحكومي مختلف، أهمها المعهد القومي للسرطان والمركز الطبي العالمي ومستشفى الدمرداش ومستشفى جامعة عين شمس ومستشفى جامعة القاهرة وغيرها من الكيانات الطبية، وذلك إيماناً منها بأهمية رفع وعي العاملين بالقطاع الصحي المصري بهذه القضية، حيث قدمت تدريباً خلال عامين متتاليين لأكثر من 1000 طبيب من محاضرات تعليمية للأطقم الطبية سواء عبر الإنترنت أو محاضرات مباشرة حول أهمية الإشراف على مضادات الميكروبات، بالإضافة إلى حضور فعاليات دولية خاصة به والتدريب العملي عليه، وشارك في هذه الفعاليات التعليمية أكثر من 100 من صناع القرار والأساتذة البارزين في القطاع الطبي في مصر.
وفي ذلك السياق، قال الدكتور إيهاب ثابت، استشاري الأمراض الصدرية والمدير الفني لجائحة كورونا بمستشفى صدر العباسية، "نسبة كبيرة من استخدامات المضادات الحيوية حول العالم يعد غير ضروري أو غير مناسب، وفيما يتعلق بفيروس كورونا، فإنه لا يوجد دليل علمي يفيد بأن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يمكنه أن يقي من الفيروس، وبالتالي لابد من عدم استخدام المضادات الحيوية في الوقاية منه أو علاجه وخاصةً دون استشارة الطبيب المُعالج، وذلك حرصاً على صحة المواطنين"، مضيفاً "إذا دخل المريض المستشفى بسبب فيروس كورونا، يتم استخدام المضادات الحيوية طبقًا للحالة الصحية للمريض".
وأجريت دراسة لرصد اتجاهات مقاومة مضادات الميكروبات" “SMART” في 3 مستشفيات مصرية متخصصة في الرعاية الصحية في الفترة من عام 2015 إلى عام 2016 وهي مستشفى جامعة عين شمس، ومستشفى الدمرداش، ومستشفى دار الفؤاد، وتشير النتائج إلى وجود معدلات مقاومة مثيرة للقلق وتؤكد نتائج الدراسة الحاجة المستمرة لمراقبة المقاومة المتعددة للأدوية MDR، وتنفيذ تدابير صارمة لمكافحة العدوى، وسياسات الإشراف على مضادات الميكروبات في مستشفياتنا.
يأتي ذلك بالتزامن مع نهج "الصحة الواحدة"، الذي أعلنته أيضاً منظمة الصحة العالمية لتصميم وتنفيذ البرامج والسياسات والتشريعات والبحوث التي تعمل فيها قطاعات متعددة لتحقيق الأفضل في مجال الصحة العامة، وتعتبر مكافحة مقاومة المضادات الحيوية من ضمن المجالات التي يشملها هذا النهج.
وفي السياق ذاته، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن إساءة استعمال الأدوية المضادة للميكروبات يمكن أن يتسبب في ارتفاع معدلات مقاومة المضادات الحيوية لدى الحيوانات وزيادة عدد الوفيات، وتبعات ذلك على صحة الإنسان، مشيرةً إلى أهمية إصدار بيانات واضحة عن استهلاك المضادات الحيوية في الحيوانات المُنتجة للأغذية في جميع أنحاء العالم وعن نظم الإنتاج المختلفة بهدف وضع استراتيجيات لتجنب الاستخدام غير السليم والحد من استخدام المضادات الحيوية في تربية الحيوانات.
يُذكر أن العواقب الصحية والاقتصادية لظاهرة مقاومة المضادات الحيوية كبيرة ومُكلفة، مما يجعل منها تهديد خطير على صحة المجتمع، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وبالتالي يتحتم على جميع الحكومات بما فيها من مؤسسات أن نتعاون لمواجهته.