عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
 روزاليوسف... (كلاكيت ثانى مرة) ما أحلى الرجوع إليها!!

روزاليوسف... (كلاكيت ثانى مرة) ما أحلى الرجوع إليها!!

لا يزال أمامى مشوار _ أتمنى  أن أحسبه بالأيام _ قبل أن أصل إلى شاطئ التعافى الكامل، منذ أن اقتحمنى هذا اللعين، عشت أكثر من أسبوع خارج نطاق الخدمة، جسديًا وذهنيًا، استقر واستبد ومارس كل ما لديه من قسوة وعنف ونهم، وأعترف لكم أن التأخر فى التعامل الجاد معه يزيده شراسة، ويستغرق الأمر زمنًا أطول للوصول إلى النهاية السعيدة، وكأنه سلف ودين، وتتراكم الفوائد التي لا بد من دفعها، قضيت ثمانية أيام فى العزل داخل المستشفى، مرت وكأنها سنين، تركت بصمة عميقة على روحى قبل جسدى تجعلنى أتحسس بصعوبة طريق الخلاص، العزل هو التجربة الأسوأ لمن هو فى مثل حالتي، ليست لديهم خبرة سابقة قى السجل المرضى، وكانت تلك هى التجربة الأولى بالنسبة لى، أنات المرضى فى حجرات العزل الملاصقة، كانت تخترق قلبى قبل أذنى، ولا أدرى هل تلك هى آلامى أم آلامهم، وأدفع الثمن حاليًا مضاعفًا، أزيح أيضًا عن كاهلى كل تلك الجروح التي سكنت مشاعرى لشخصيات لا أعرفها وحتى لم أسع لرؤية وجوههم، خاصة وأن الاحتراز هو سيد الموقف، الجسد له مراحل ينتقل فيها للتعافى حتى يتخلص من كل ما سكن فيه، ولكن هل الروح أيضًا لها نفس القدرة على التعافى، وبإيقاع متصاعد، بالتجربة أقول لكم  إننا نحتاج إلى زمن أكثر رحابة، المشاعر تلتئم  خطوة خطوة.



كان السؤال الذي طرحته على نفسى، متى أعاود الكتابة على صفحات(روزاليوسف) التي احتوتنى بكل الحب،وأعادت لى أنفاسى بكل تلك الحفاوة التي اختصتنى بها كواحد من أبنائها، وهذا هو موقف المجلة الثابت مع كل من ينتمى إليها، وهو موقف لا يتغير  يحظى به الجميع.

 عاودت الكتابة فى أكثر من مطبوعة، وذلك طبقًا لتعليمات الطبيب لأن التوقف عن ممارسة الحياة الطبيعية هو الطريق السريع للاكتئاب، ولهذا كنت أكتب وكأنى أتعاطى أقراص الدواء، وهى رسالة مهمة أتمنى أن ينفذها كل من لا يزال يخضع للعلاج، العودة التدريجية لممارسة طقوس  الحياة هى بالضبط طريق النجاة.

 عاودت الكتابة إلا أننى مع (روزاليوسف)ترددت، لا أزال أتهيب الكتابة على صفحاتها، رغم أننى بدأت مشوارى فى هذا البيت قبل نحو أربعة عقود من الزمان، واخترتها ومع سبق الإصرار، ولم أتغيب عنها إلا فترات زمنية محدودة جدًا، عدت إلى بيتى فى نهاية العام الماضى بعد غياب استمر نحو عامين أو أكثر قليلًا، ويجب أن أذكر فى نفس السطر، حتى لا يسئ أحد التفسير، أو أظلم أحدًا ولو بحسن نية، أن رئيس التحرير السابق لا يتحمل من قريب أو بعيد مسؤولية غيابى، أنا المسؤول الأول والأخير، أول ما يتبادر للذهن كما تعودنا فى المهنة هو إلقاء المسؤولية على رئيس التحرير، والرجل له كل الاحترام لم يفعل شيئًا سوى أنه بمجرد جلوسه على الكرسى،أبلغ القائمين على قسم الفن بأن أواصل كتابة باب ( كلمة ونص)،حسبة خاطئة منى هى التي دعتنى للتوقف، سأحتفظ بها لنفسى، ولهذا عندما تلقيت دعوة من رئيس التحرير أحمد الطاهرى بالعودة لاستئناف كتابة باب(كلمة ونص) عدت، وللمرة الثانية الأسبوع الماضى طلب منى معاودة الكتابة وألا أنتظر الشفاء الكامل، كما كانت خطتى فى البداية واستجبت.

 لا أزال بعد كل هذا الزمن أتهيب من فعل الكتابة، أرى أسماء الكبار عبر تاريخها، الذين شرفت بلقاء الكثير منهم وقرأت عن البعض الآخر الذين لم ألتقيهم، فأقول ما هى الإضافة إذن التي من الممكن أن أحققها بعد كل هؤلاء العمالقة؟

قررت أن أكتب مجددًا على صفحاتها، فما أحلى الرجوع إليها وإليكم!!  

 

من مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز