عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حكايات وقصص.. المغالاة في شراء جهاز العروسة عادة غير طيبة

الحاجة نصرة تروى مشكلاتها مع تجهيز ابنتها
الحاجة نصرة تروى مشكلاتها مع تجهيز ابنتها

المغالاة في شراء جهاز العروسة جعل الأمور تتعقد وتكاليف الزواج مغرمة كبيرة ما أدى إلى ظهور ظاهرة قضايا غارمات السجون اللاتي تقترض حتى تشتري جهاز العروسة.



"بوابة روزاليوسف" تجولت داخل قرى محافظة البحيرة وقابلت حالات متعثرة أرهقتها الديون، هذه سبعينية ألقت قوات الشرطة القبض عليها بعد الحكم عليها في قضية إيصال أمانة بسبب تجهيز ابنتها، وتلك العشرينية تركها خطيبها لعدم قدرتهم على الجهاز، وهذا الثلاثيني قرر عدم الاقتراب من التجربة إلا لما "تفرج"، فهل الاستغناء عن الشبكة الذهبية هو الحل؟.

 

أم أن هناك أعباء مالية أخرى تثقل كاهل الأسر ويدفع بهم إلى توقيع إيصالات الأمانة التي كثيرا ما يفشل البعض في دفعها ما يؤدي بهم إلى السجن، تجيب "بوابة روزاليوسف" في نماذج من الحالات التي قابلتها أن المبالغة في شراء الأدوات المنزلية والكهربائية والجهاز هو العبث والعبء الأكبر الناتج عن ثقافة اجتماعية خاطئة وعادات وتقاليد غير طيبة وخاصة في الريف الذي يتباهى بعدد السيارات الناقلة "للعفش"، حتى ان هناك من يشترط على العريس ب 20 سيارة و30 سيارة لنقل الجهاز على أنغام الموسيقى.

ومع انتهاء موسم الشتاء تدق طبول حفلات الزفاف بالقاعات والشوادر والشوارع، زيجات وأفراح، كان قد حددها العروسان وبمجرد أن تطأ قدمك القرى في ذلك التوقيت وخاصة أوقات "العصاري".

 

وترى سيارات نقل صغيرة تحمل مفروشات وأدوات منزلية وأجهزة كهربائية، وهو ما يعرف بـ"جهاز العروسة" تطوف الشوارع والمدعون وأسرتي العروسين يتشاركون الغناء والزغاريد، مشهد اعتاد عليه هؤلاء عند توصيل منقولات بيت الزوجية وخاصة في الريف والمناطق الشعبية، مما يدفع الأسر للتضحية وربما يدفعهم للسجون بعدما اقترضوا مبالغ لتجهيز أبنائهم وبناتهم.

رصدت "بوابة روزاليوسف" العديد من قصص وحكايات سيدات اقترضن مبالغ مالية ووقعن على إيصالات أمانة لتجهيز بناتهن والمشكلات والمصاعب في تجهيز العرائس في الريف وكم المشكلات التي تواجه الأسر بسبب الديون

"الحاجة "نصرة": الحالة تحت الصفر. قبضوا عليا وأهل العزبة جمعوا لي مبلغ للإفراج عنى ونظري راح.

دعاء: خطيبي تركني بسبب عدم قدرتنا على الجهاز... ومجدي لازم نجيب لبنتي أغلى حاجة...م هاني: أول ما يجي عدلها بنمضى "عايزاها تفرح زي البنات

مظاهر سلبية وعادات غربية... مبالغة وإسراف أم العروسة في تجهيز بنتها هاجس يطير النوم من عيون الأسر. "الحالة تحت الصفر ومش عارفين نوصل مياه لبيتنا إلا هوا أصلا مُعرش بالخشب والبوص وغير قادرة على سداد ديون جهاز ابنتي"، بهذه الكلمات بدأت نصرة نون عبد القوي العبد المقيمة بعزبة العفير التابعة لمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، حديثها فبمجرد أن تطأ قدمك منزلها المتواضع تجدها تتحسس المكان،": مين بالدار كونها فقدت بصرها ملامح الحزن والحسرة مرسومة على وجهها تروى قصتها وكم الصعوبات التي تواجهها بسبب الاقتراض لتجهيز ابنتها. تلك السيدة التي تتلهف إلى قلوب رحيمة لانتشالها من الفقر والعوز والحاجة من تخوفها من "الحبس" بعدما أتقبض عليها بسبب شراء الأجهزة الكهربائية لتجهيز ابنتها، وعجزها عن السداد، مؤكدة أن ابنتها دخلت عش الزوجية، بينما هي دخلت الحجز بمركز الشرطة، حتى قاموا جيرانها من أهل العزبة بسداد جزء من المبلغ وأفرج عنها لكن يتبقى جزء كبير من الأقساط، قائلة: كتير عليا ومبقتش زي الأول من ساعة نظري ما راح.

 

 وتابعت: كل الباب ما يخبط أقول خلاص دخلت السجن. مش بنام من الخوف وخاصة بعد حادث أبني الذي جعله طريح الفراش. وعلى الرغم من حياة الأسرة البسيطة فالمنزل مسقوف بالبوص والخشب وليس به مياه للشرب لم تستطع الأسرة توصيل المياه، إلا أنها فور "ما جي عدل بنتها" على حد قولها سارعت في تجهيزها وقامت بالتوقيع على إيصالات أمانة لاستكمال جهازها قائلة: "عايزاها تفرح زي البنات". وسرعان ما قامت هي ونجلها بالتوقيع على إيصالات لتشتري "ترو سيكل" دراجة بخارية ليعمل عليها الابن ويساعد في سداد الديوان لتتحول حياة الأسرة لجحيم بعدما تعرض نجلها لحادث اليم جعله طريح الفراش وضاع حلم الـ "تروسيكل" ليواجهوا سداد أقساط جهاز العروسة والتر وسيكل.

نعم تلك السيدة السبعينية التي تجلس ملتحفة ببرد الشتاء، متدثرة بقوة الحاجة لا يؤنسها إلا زوجة نجلها التي تتحمل معها متاعب الحياة، بعدما أصيب زوجها في حادث وأصبح طريح الفراش، وقعت على اتصالات لتجهيز ابنتها وحلمها الوحيد سداد ديونها بعد عرقله الظروف الاجتماعية وعادات تجهيز العرائس واستدانتها لزواج ابنتها، قائلة: كل طموحي في الحياة أسدد ديوني، فالأحداث المؤلمة أبت أن تفارق تلك السيدة السبعينية فما لبثت أن زوجت ابنتها وحصلت على ترو سيكل بالدين ليعمل نجلها عليه يدر ربحا لتسديد ديونها والأنفاق على الأسرة وترتاح من العمل، حتى صعقها نبأ إصابة نجلها في حادث بالتروسيكل،: قلبي ضنايا ملناش غيره بعد ربنا ليطرح في فراشه بالمنزل بعد معاناه مع الفحوصات الطبية والعلاجية، متوجعة في حديثها تكمل: فقدت بصرى وبعافر في الدنيا عشان ولادي بهذه الكلمات المقتضبة يمكن اختصار قصة كفاح الأم الذي ارهقتها ديون جهاز ابنتها، ويبقى دعاها ربنا يقدرني على سداد الديون. 

دعاء فتاة عشرينية من حي أبو الريش بدمنهور رؤت قصتها المؤلمة، بعدما تركها خطيبها لعدم قدرتها على الجهاز، بعد وفاة الوالدين قائلة بنظرة حزن وحسرة: أنها تمت خطبتها مرتين وتم تأجيل حفل الزفاف مرات عديدة حتى تركها خطيبها الأول بسبب أهليته لعدم مقدرتها على "الشوار" مؤكدة أن ظروفها لا تسمح بتجهيز نفسها، مشيرة إلى أن الأجهزة غالية وأصبح الجهاز مبالغ فيه والناس بتبص لبعضها وأهل العريس بيبقوا عايزين حاجات كتير، وأضافت انها مرتبطة منذ 7 أشهر ولا تستطيع توفير نفقات الجهاز، قائلة: عمرى خطيبي ما هيخدنى من غير جهاز عشان أهله، وبعد تكرار خطبتها وفشلها في إتمام الزيجة نظرا لعدم قدرتها على الجهاز أصبحت يأسة من حياتها حسبما رحت قصتها، مؤكدة ان ثقافة المجتمع " عايزين جهاز كتير ومبالغ فيه" والناس بتبص لبعضها مين جابت ومين ما جبتش". وتابعت دعاء انه عرض عليها أحد الأشخاص الاقتراض للجهاز أو التوقيع على إيصالات أمانة، لكنها تخوفت من عدم قدرتها على السداد ومواجهة عقوبة السجن. وعبرت دعاء عن تضررها الشديد من العادات التي تقضي بشراء أجهزة كثيرة واطقم الصينى التي لا تستخدم أصلا بل موجودة زينة في النيش وكذلك المبالغة في شراء أطقم الحلل والأطباق والذي تتكلف كثيرا من الأموال. ورغم الارتفاع المتزايد في أسعار الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية والمفروشات، أكد بهاء إبراهيم صاحب محل أدوات منزلية، ان ذلك لم على إقبال الزبائن والكميات المطلوبة، لافتا إلى أن غالبية الفتيات لا تكتفين بشراء طقم واحد من كل نوع بل 2 و3.

 أما مجدي مصطفى، له رأى أخر، أن الفتاة تعيش الفرحة بالزواج مرة واحدة في حياتها وإذا لم تفرح وتشتري ما تريد من مستلزماتها متى يمكنها الاستمتاع ببيتها، مؤكدا: "تقاس القدرة المادية والمكانة الاجتماعية للعروسة وأهلها بعدد سيارات النقل التي تحمل جهاز العروسة، قائلا: "إلا ظروفه على قده يجيب على قده" متمسكا بعادات الأجداد والإباء في جهاز العرائس مؤكدا أنه اشتره جهاز لابنته بحوالي 300 ألف جنيه. وتتسبب تلك المتطلبات ذات الأثمان المرتفعة، في تكبيد عدد كبير من أسر المقبلات على الزواج في البحيرة، أعباء مالية كبيرة، قائليت للأسف مضطرين إلى شراء تلك الأجهزة لبناتنا كأمر واقع وإلا "نتفضح" وفقا للأعراف والعادات والتقاليد. 

 

ونصح الحاج ضياء سعد، الأسر بتجهز ا بنائهم بالأدوات الضرورية فقط لبد حياة زوجية وبدون مبالغة وحسب إمكانيات كل أسرة بدون أن تستدين أية مبالغ لذلك قائلا: على أم العروسة مراعاة حالة الأسرة المالية ولا تضغط على زوجها لتجهيز ابنتها إلا بالجهاز الضروري فقط وعدم مضاهاة الأسر الغنية والميسورة في تجهيز أبنائهم. محمد محمود شاب من دمنهور، عند سؤاله عن الارتباط وشراء الأجهزة والشبكة، رد قائلا: قررت عدم الاقتراب من التجربة إلا لما "تفرج". نجيب منين كل إلا بينطلب من العريس، سجاد وأجهزة وستاير وموبليا والأمهات بمجرد الارتباط بابنتها تبدأ تتشرط عايزة وعايزة، أقل حاجة 200 ألف و300 ألف والشباب هيجيب منين. المغالاة في شراء جهاز العروسة جعل الأمور تتعقد وتكاليف الزواج مغرمة كبيرة ما أدي إلى ظهور ظاهرة قضايا غارمات السجون اللاتي تقترض حتى تشترى جهاز العروسة. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز