عاجل| التقاط لحظة جنوح السفينة "ايفر جيفن" في قناة السويس (فيديو)
عادل عبدالمحسن
قامت تقنية التتبع البحري بمحاكاة اللحظة التي اندفعت فيها ناقلة الشحن "إيفر جيفن" إلى ضفاف قناة السويس عندما جنحت قبل خمسة أيام.
ربما يعجبك
وسيتم إجراء محاولتين لتعويم سفينة الحاويات التي يبلغ طولها 1300 قدم -وإعادة فتح طريق التجارة العالمي الحاسم -اليوم.
وانحشرت السفينة التي ترفع علم بنما، ويبلغ طولها مثل مبنى إمباير ستيت، منذ يوم الثلاثاء وتسببت في ظهور حوالي 280 سفينة عائمة داخل وخارج الممر المائي المصري ذي الممر الواحد.
ومن المعروف أن الرياح العاتية قد دفعت السفينة عبر القناة الضيقة التي تمتد بين إفريقيا وشبه جزيرة سيناء وتستوعب 12 % من الشحن الدولي.
ويُظهر مقطع فيديو من Vessel Finder يعيد إنشاء الحادث باستخدام أداة تعقب السفينة على متن السفينة لحظة انحرافها إلى الميناء قبل أن تتجه فجأة إلى الميمنة وتضرب البنوك.
جنحت حوالي 3.7 ميل شمال المدخل الجنوبي، بالقرب من مدينة السويس، وأجبرت القوارب على التراجع إلى التوقف.
ويبدو أن القباطنة يتعاملون مع السفينة التي سيتم تعويمها قريبًا وهم يرسوون خارج السويس، وتم وضع خطط لضخ المياه من المساحات الداخلية للسفينة لتخفيف الحمل، ومن المقرر وصول قاطرتين أخريين بحلول يوم الأحد للانضمام إلى الآخرين الذين يحاولون بالفعل تحريك السفينة الضخمة.
وقال مسؤول بهيئة قناة السويس إنهم يعتزمون القيام بمحاولتين على الأقل اليوم لتحرير السفينة عندما ينخفض المد. وتم بالفعل نشر ما لا يقل عن 10 قاطرات للمساعدة في إعادة تعويم السفينة، وفقًا لشركة شوي كيسن كيه كيه اليابانية، التي تمتلك سفينة الحاويات.
وقال رئيس شركة شوي كيسن يوكيتو هيجاكي في مؤتمر صحفي بمقر الشركة في إيماباري بغرب اليابان إن العمال كانوا يجرفون الضفاف وقاع البحر بالقرب من مقدمة السفينة في محاولة لإقلاعها مرة أخرى. وقال في بيان اليوم إن الشركة تدرس إزالة حاويات لتخفيف السفينة إذا فشلت جهود إعادة التعويم، لكن هذا سيكون صعبًا.
تم اتباع نهج من قبل الرئيس جو بايدن، الذي قال أمس: "لدينا معدات وقدرات لا تمتلكها معظم البلدان ونرى ما يمكننا القيام به وما هي المساعدة التي يمكن أن نقدمها".
يؤكد استعداد البيت الأبيض للمساعدة على مدى أهمية قناة السويس للتشغيل السلس للتجارة العالمية، وتحذر الشركات والحكومات بالفعل من تأخير وصول البضائع من آسيا. ويقول المحللون إن تجارة تقدر قيمتها بنحو 290 مليون جنيه إسترليني يتم تعليقها كل ساعة، حيث تظل السفينة محصورة عبر القناة.
ويمكن أن يؤدي تراكم السفن إلى إجهاد الموانئ الأوروبية والإمداد الدولي للحاويات، الذي يعاني بالفعل من جائحة فيروس كورونا، وفقًا لمجموعة أبحاث الأعمال IHS Markit.
وقالت إنه كان من المقرر أن تمر 49 سفينة حاويات عبر القناة في الأسبوع منذ أن استقرت السفينة إيفر جيفن. وحذرت شركة ايكيا من تأخيرات في الإمدادات، الأمر الذي سيؤثر بشكل أساسي على السلع القادمة من آسيا مثل الأجهزة الكهربائية والأثاث.
من شأن الإغلاق المطول للممر المائي الحاسم أن يتسبب في تأخير سلسلة الشحن العالمية. إنه مهم بشكل خاص لنقل النفط، قد يؤثر الإغلاق على شحنات النفط والغاز إلى أوروبا من الشرق الأوسط. يقول الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، الذي يعمل في البحر الأحمر، إن عددًا من شركات الشحن تواصلت معهم في اليومين الماضيين بشأن الأمن في المنطقة وسط مخاوف من تعرضهم للهجوم.
قال تشاو تشينغ فنج، مدير مكتب جمعية مالكي السفن الصينية في شنغهاي، لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إن السفن التي تختار السير على الطريق الإفريقي سيتعين عليها تعيين موظفين أمنيين إضافيين لضمان سلامتهم. في غضون ذلك، قال ويلي لين، رئيس مجلس هونج كونج للشحن، إنه قد يتعين إحضار تحالف دولي من السفن الحربية البحرية لحماية سفن الشحن إذا استمرت الأزمة.
تعرضت السفينة إيفر جيفن لحادث وقع في شمال ألمانيا عام 2019، عندما اصطدمت بعبّارة صغيرة راسية على نهر إلبه في هامبورغ. لم يكن هناك ركاب على العبارة في ذلك الوقت ولم تقع إصابات، لكنها لحقت بها أضرار جسيمة.
وقالت المتحدثة ليدي أوشتيرينج إن المدعين العامين في هامبورج فتحوا تحقيقا بشأن قبطان وطيار إيفر جيفن للاشتباه في تعريض حركة الملاحة للخطر، لكنهم أوقفوا التحقيق في عام 2020 لعدم كفاية الأدلة. كما لم يستطع أوشتيرينج تحديد سبب تحطم عبارة، لكن المسؤولين في ذلك الوقت أشاروا إلى أن الرياح القوية ربما تكون قد دفعت سفينة الشحن البطيئة الحركة إلى العبارة.
وتعد" Ever Given"، التي تم بناؤها في عام 2018 بطول 400 متر تقريبًا، أو ربع ميل، وعرض 193 قدمًا، من بين أكبر سفن الشحن في العالم. ويمكن أن تحمل حوالي 20000 حاوية في وقت واحدو كانت في السابق في موانئ في الصين قبل أن تتجه نحو روتردام في هولندا.
افتتحت قناة السويس عام 1869، وتوفر رابطًا مهمًا للنفط والغاز الطبيعي والبضائع. كما أنها لا تزال واحدة من أكبر مصادر العملة الأجنبية في مصر. في عام 2015، أكملت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي توسعة كبيرة للقناة، مما أتاح لها استيعاب أكبر السفن في العالم.
ما سبب أهمية قناة السويس؟
تربط قناة السويس، التي يبلغ طولها حوالي 120 ميلاً، الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط ، وهي أقصر طريق للشحن بين المحيط الأطلسي والمحيط الهندي. قبل القناة، كان على الشحن من أوروبا إما أن يسافر براً أو يخاطر بالذهاب حول كيب هورن وجنوب المحيط الأطلسي.
وفي إبريل 1859، بدأ بناء القناة رسميًا، وتم تمويل جزء كبير من العمل من قبل فرنسا. تم افتتحها للملاحة في 17 نوفمبر 1869 للسفن من جميع البلدان، على الرغم من أن الحكومة البريطانية أرادت لاحقًا أن يكون لها قوة مسلحة في المنطقة بعد أن حصلت على حصة 44 في المائة في القناة في عام 1875.
ومنذ ذلك الحين، وبينما كانت مملوكة اسمياً لمصر، كانت القناة تديرها بريطانيا وفرنسا حتى تأميمها في عام 1956. شهد التأميم من قبل عبد الناصر قيام بريطانيا وفرنسا بمحاولة فاشلة ومهينة لاستعادة الممر المائي الحيوي. تم إغلاق القناة لفترة وجيزة بعد محاولة الغزو.
ومع ذلك، في عام 1967، تم إغلاق القناة لمدة ثماني سنوات بعد حرب الأيام الستة مع إسرائيل. بسبب عدم الاستقرار في المنطقة، ظلت القناة مغلقة حتى عام 1975 -وهي أطول فترة إغلاق لها على الإطلاق، حيث تم تعدين الممر المائي وغرقت بعض السفن في القناة الرئيسية.
قناة السويس هي في الواقع أول قناة تربط البحر الأبيض المتوسط مباشرة بالبحر الأحمر. وفي عام 2015، تم افتتاح قسم جديد من القناة، مما يسمح للسفن بعبور الممر المائي في كلا الاتجاهين في نفس الوقت.
ستشهد الخطط المستقبلية تمديد النظام ذي المسارين عبر الشبكة بالكامل -مضاعفة السعة الحالية للقناة. تدفع أكبر سفن الشحن أكثر من 180 ألف جنيه إسترليني كرسوم لعبور القناة.
في المتوسط ، تستخدم حوالي 40-50 سفينة شحن القناة يوميًا في رحلة تستغرق حوالي 11 ساعة، حيث تقتصر السرعة على طول الممر المائي على حوالي 9 كيلو مترات لمنع انجراف ضفاف القناة.
توجد على طول القناة فتحات إرساء طارئة حتى تتمكن السفن من الانسحاب إذا كانت تعاني من مشكلة ميكانيكية. عندما فتحت القناة لأول مرة، كان عمق القناة حوالي 26 قدمًا وعرضها 72 قدمًا في الأسفل. كان عرض السطح يتراوح بين 200 و300 قدم للسماح للسفن بالمرور.
بحلول الستينيات من القرن الماضي، أدى تجريف القناة إلى زيادة العمق إلى 40 قدمًا وتوسيع الممر المائي للسماح بأوعية أكبر.
الآن، الحد الأدنى لعمق القناة هو 66 قدمًا، على الرغم من زيادتها إلى 72 قدمًا -مما يسمح بسفن أكبر.
جوجل نيوز
