عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أمين هيئة كبار العلماء: التراث الإسلامي يجسدُ منظورَ الإسلامِ الصحيحِ للحوارِ الإنساني

أكد د. حسن الصغير أمين عام هيئة كبار العلماء في كلمته بمؤتمر الفارابي الذي يعقده الأزهر اليوم بالتعاون مع سفارة كازاخستان انه من جوانبِ العبقريةِ في التراثِ العلميِّ والفكريِّ الإسلاميِّ أنه تراثٌ يجسدُ منظورَ الإسلامِ الصحيحِ للحوارِ الإنسانيِّ بينَ عمومِ الناسِ على اختلاف السنتهم وألوانهم وأحوالهم وأعرافهم، وعلى اختلافِ أنماطِ تفكيرِهم وتنوُّعِ. بيئاتهم ومعارفهم وثقافاتهم ومنطلقاتِ حضاراتهم، ذلكمُ الحوارُ الذي يؤصل للسلمُ والسلامُ والأمنُ والأمانُ والتعايشُ مع الآخرِ والتفاعلُ والتكاملُ معه، والتأثيرُ فيه والتأثرُ به، في سبيلِ تحقيق معنى الإستخلاف في الأرض؛ بإعمارِها وإصلاحها، واستثمارِ ما سخَّرهُ اللهُ تعالى للإنسانِ فيها، على نحوٍيحققُ الخيرَ والسعادةَ والأمنَ والأمانَ والسلامَ والاستقرارَ والرفاهية للبشريةِ جمعاء.



أضاف أن منْ هذا المنظورِ انطلقَ العلماءُ والمفكرون المسلمونَ في عصورِ الإسلامِ الأولى من مشارقِ الأرضِ ومغاربها، يطالعونَ وينقلون التراثَ الحضاريَّ الإنساني. وللأممِ المتمدنةِ منْ حولهم، حيثُ نشطت حركةُ ترجمةٍ واسعةٍ لمعارفِ وعلوم الشرق والغربِ، ثم نشطت حركةُ تصنيفٍ ودراسةٍ وشرحٍ وتحليلٍ واسعٍ لما تم نقله وترجمته، ونجم عن هذا وذاك أعظمُ نتاجِ تلاقحٍ فكريٍّ معرفيٍّ حضاريٍّ عرفه التاريخُ الإنسانيُّ، تمثّلَ في إسهاماتٍ حضاريةٍ فكريةٍ وعلميةٍ، نظريةٍ وتجريبية بماءة، كانت منطلقًا لطفرةٍ حضاريةٍ إنسانيةٍ ثرية، استفادتْ منها البشرية جمعاء على مدارِ قرونٍ متتاليةٍ، ثم كانت مرتكزًا للطفرةِ الحضاريةِ الإنسانية. الحديثة والمعاصرةِ، في شتى المجالاتِ العلميةِ، النظريةِ والتجريبية. ويأتي التراثُ الفكريُّ العبقريُّ لفيلسوفِ الإسلامِ المعلم الثاني الحكيمِ أبي نصرٍ محمدٍ ابنِ محمدٍ الفارابيّ علامةً بارزةً ودُرّةً مضيئةً من دُرَرِ التراث الحضاري الإسلاميِّ، ذلكم التراثُ الذي كان له أبلغُ التأثيرِ في جوانبَ عدةٍ من العلومِ الإنسانيةِ النظريةِ والتجريبيةِ، في اللغةِ والمنطقِ والفلسفةِ، وفي الموسيقى والطبِّ والحكمةِ والسياسةِ ونظامِ الحكمِ والتشريعِ، وغيرِها من العلوم.

 ولفت إلى انه في  خصوصِ الإسهاماتِ النظريةِ للحكيمِ الفارابيِّ في الحضارةِ الإنسانيةِ،كانت جهودُهُ الحثيثةُ ومحاولاتُهُ الفكريةُ الخلّاقةُ للتوفيقِ بين منتجاتِ الفلسفة العقلية اليونانيةِ الأرسطيةِ، وبين معطياتِ الأدلةِ النقليةِ الشرعيةِ الإسلاميةِ، على نحو كان له أبلغُ الأثرِ في استفادةِ الكثيرِ من معاصرِيه وتلامذتِهِ، ثم من تلاهم من جهابذةِ الفكرِ والنظرِ في الشرقِ والغربِ، من طرحِه الفكريِّ الفلسفي العبقري في فَهْم جوانبَ كثيرةٍ من معطياتِ النقلِ، وفي درءِ التعارضِ بينَه وبين العقلِ في أكثرِها، على نحو حُلّتْ به جدلياتٌ فكريةٌ عويصةٌ في مجالي العقيدة والشريعة، وهو الأمر الذي توافرت على طرفٍ منهُ بحوثٌ عديدةٌ، سيزخر بها مؤتمرنا هذا في أكثرَ من محورٍ من محاورِه.

وأكد إنّ هذا المؤتمرَ العلميَّ الحاشدَ يمثلُ مَحطةً مضيئةً في طريقِ الجهودِ الحثيثة التي تبذلُها منابرُ الفكرِ الوسطيِّ في عالمنا الإسلاميِّ؛ لتصحيحِ الصورةِ التي لا يفتؤ كثيرٌ من المسارعينَ المتحاملينَ في الغرب والشرق إلا أن يظهِروا بها التراثَ الإسلاميَّ أو يرموه بها، وهو من كل ذلك جدُّ براء.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز