عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

جمعية أهلية تتحدى كورونا بإنتاجها حفاظا على الأسر المنتجة والتراث السيناوى

تعتبر جمعية الفيروز للخدمات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بشمال سيناء احدى منظمات المجتمع المدني الاقتصادية التي تأثرت بجائحة كورونا منذ بدايتها. كانت الجمعية تقوم بإنتاج العديد من منتجات البيئة السيناوية وأعمال التطريز من التراث الشعبي السيناوي.



 

 

وكانت تستوعب المئات من الفتيات والسيدات والأسر المنتجة بتوفير فرص عمل لهن داخل الجمعية أو تبنى منتجاتهن لتسويقها من خلال الجمعيات، والمشاركة في المعارض المحلية والإقليمية والدولية بهدف توفير دخل ورفع مستوى المعيشة للأسر والأفراد، الا أن جائحة كورونا وما صاحبها من إجراءات أدت إلى توقف التسويق والمعارض، وتوقفت الجمعية عن العمل وفقد معها الكثير من مصدر الدخل، إلى أن تولدت لدى الجمعية فكرة إنتاج الكمامات ومستلزمات كورونا من ملابس وأغطية خاصة بأفراد الطواقم الطبية وملابس العزل، وإيجاد فرص عمل لعدد من الأسر والأفراد لحين عودة الأمور إلى طبيعتها مرة أخرى، والعودة إلى الإنتاج المكثف..

وأعلنت أماني غريب المدير التنفيذي للجمعية أنه تم توظيف الجمعية في خدمة الجائحة والاستفادة من الظروف التي خلفتها كورونا بالاتجاه إلى إنتاج احتياجات المجتمع لمواجهة الجائحة، حيث قبلنا التحدي ووافق على ذلك مجلس ادارة الجمعية من أجل الحفاظ على فرص عمل لمن تتولاهم الجمعية وخدمة العديد من الأسر المنتجة بالدرجة الأولى.. علاوة على الحفاظ على التراث السيناوي والعمل على ترويجه في ظل الجائحة.

 

وأشارت إلى بداية عمل الجمعية في الخدمات الاجتماعية والاقتصادية بسيناء منذ عام 2008 بتقديم عدة خدمات تنموية بقرى المحافظة مثل حفر آبار مياه وانشاء وحدات لتحلية المياه بها، وتسيير قوافل موسمية وشهرية للأسر الفقيرة وإقامة دورات تدريبية لتأهيل المرأة والشباب لسوق العمل والإنتاج وتدريبهم على حرف جديدة.. مع الاهتمام بالتراث السيناوي من تطريز وأعمال حرفية ويدوية وتحديثها والنهوض بها لتتناسب مع التطورات الحالية.. كما تم افتتاح مصنع ملابس خاص بالجمعية.

 

وأعلنت أنه تم توقيع بروتوكول مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.. حيث تم تدريب عدد 285 شابا وفتاة على برامج ريادة الأعمال، وذلك في اطار مشروع: "فرصة" الذي نفذته الجمعية بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر (الصندوق الاجتماعي للتنمية سابقا) لتأهيل الشباب لسوق العمل، وتم التدريب أعمال صيانة الأجهزة المنزلية والكهربائية والتبريد والتكييف وتطبيقات المحمول وصناعات الستائر والتنجيد والجلود والتطريز والإكسسوار والتفصيل والخياطة.. إلى جانب التسويق الإلكتروني وريادة الأعمال والمهارات الحياتية.. كما تم منح المتميزين مشروعات مكثفة لتنفيذها بتمويل من خلال الجمعية.

 

وقامت الجمعية بتنفيذ دورة تدريبية بعنوان "الصناعات اليدوية- صناعة الجلود"، وذلك بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني في إطار مبادرة: "مصر بلا بطالة 2030".. حيث تضمنت الدورة ورشة عمل لصناعة نماذج من المصنوعات الجلدية يدويا (حقيبة، محفظة، ميدالية)، وذلك باستخدام أنواع الجلود المختلفة والأدوات الخاصة بهذه الصناعة وحرق وتلوين الجلود والتزيين باستخدام العملات المعدنية، وشارك فيها عدد كبير من سيدات المجتمع المدني وطالبات كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة العريش.

 

كما شكلت المؤتمرات والمهرجانات الفنية موردا اقتصاديا هاما لجمعية الفيروز.. فقد عملت الجمعية قبل جائحة كورونا في مجال تقديم الهدايا من إنتاج الجمعية من المنتجات السيناوية لبعض الجهات والشركات خلال المؤتمرات والمهرجانات.. بالإضافة إلى فوز الجمعية بمسابقة مؤسسة ساويرس لتوريد حقائب مهرجان الجونة السينمائي، وتم توقيع بروتوكول تعان بين الجمعية ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية التي مولت مشروعات الجمعية، ومن بينها: مشروع "إنتاجنا" للتدريب والتشغيل، الذي استوعب عددا كبيرا من الشباب والمرأة وتدريبهم على إنتاج المستلزمات الطبية من كمامات وأغطية وملابس واقية وللعزل وغيرها والذي افتتحه الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء يوم السبت الماضي.

 

وأوضحت أنه تم توفير الماكينات وأجهزة التعقيم والكي وغيرها من مستلزمات الإنتاج بدعم وتمويل من مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية.

 

وأضافت أنه من خلال المشروع تم تدريب نحو 190 فردا، وتوفير فرص عمل لأكثر من 550 سيدة وفتاة سيناوية يعملن في مجال التطريز اليدوي وإنتاج الكمامات الطبية المطرزة.

 

وأكدت أن فكرة إنتاج كمامات بالتطريز السيناوي تولدت مع جائحة كورونا وظهر حاجة المجتمع إلى الكمامات والمستلزمات الطبية، ولتكون عونا لأكثر من 550 سيدة وفتاة سيناوية يعملن في مجال التطريز اليدوي بعد توقفهن عن العمل بسبب كورونا.. فكان الهدف هو توفير فرص عمل للمرأة السيناوية وزيادة دخل الأسر المنتجة العاملة في هذا المجال بسبب ظروف الجائحة وصعوبة تسويق منتجاتهن.

 

وأشارت إلى أن الكمامة المطرزة عبارة عن قطعتين قماشيتين بطبقتين مختلفتين.. حيث يتم تطريز القطعة الأولى بأشكال مزركشة للزينة والحماية أيضا، وتأخذ الكمامة طابعا بدويا الشكل، ويجرى تعقيم القطعة الأولى بالكي ووسائل التعقيم الطبيعية.. ثم إدراج القطعة الثانية عليها لتأخذ شكل الكمامة، وبعد ذلك سيجرى توزيع الكمامات من خلال شركة يدوية بالقاهرة والتوصيل لجميع محافظات مصر.

 

وأضافت أنه بشكل عام تتنوع تقنيات وإبداعات فن التطريز في شمال سيناء من خلال الغرز المتداولة وتلبي جميع الاحتياجات، وهي التي تطرز بها الكمامات والمنتجات الأخرى المطرزة كالثوب والملايات وغيرها.

 

وقد ولدت فكرة مشروع إنتاجنا في إطار تبنى مؤسسات المجتمع المدني لقضايا المجتمع خاصة فيما يتعلق بالتمكين الاجتماعي والاقتصادي وإتاحة فرص دخل مناسبة لأفراد المجتمع خاصة الفئات الأكثر احتياجا، ومواجهة الأزمات.. حيث تقوم حاليا جمعية الفيروز للخدمات والاقتصادية والبيئية بتنفيذ مشروع إنتاجنا بدعم من مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وذلك للتدريب والتشغيل على إنتاج المستلزمات الطبية لعدد 190 مستفيدا ومستفيدة، وذلك من خلال تنفيذ عدد 19 برنامجا تدريبيا فنيا ومتخصصا يتضمن معايير الجودة في إنتاج المنتج بالإضافة إلى السلامة المهنية ومهارات السرعة في خطوط إنتاج الملابس الجاهزة لتجهيزهم للعمل بشكل احترافي ومهارات تقفيل المنتج النهائي المستهدف، والذي يشمل إنتاج المستلزمات الطبية وبأسعار تنافسية.. حيث تبلغ طاقة الخط 240 ألف كمامة، 12 ألف جاون طبي، 12 ألف بدلة عزل طبي، 12 ألف غطاء رأس، و12 ألف غطاء قدم شهريا.. بخلاف ملايات السرير ذات الاستخدام الواحد والملايات متعددة الاستخدام، ويتم مراعاة معايير الجودة في الإنتاج بالإضافة إلى السلامة المهنية ومهارات السرعة في خطوط إنتاج الملابس الجاهزة ومهارات تقفيل المنتج النهائي المستهدف، ويتم تنفيذ برنامج تدريبي وإداري على مهارات إدارة المشروعات ودارسات الجدوى والشمول المالي الذي يعتبر من أحد مستهدفات المشروع.

 

كما يستهدف المشروع أيضا تدعيم خط الإنتاج الموجود بالجمعية ببعض الماكينات وآلات التعقيم ليصبح خط إنتاج متكامل يتم فيه تشغيل المستفيدين وتجميع وتشطيب المنتجات التي يتم إنتاجها في منازل المستفيدين.

 

ويسعى المشروع للوصول إلى الفئات الأولى بالرعاية ليكونوا من مستفيدي المشروع وتمكينهم من العمل بالإضافة إلى منح عدد 30 سيدة من السيدات اللاتي تعيل أسرهن بماكينات خياطة سريعة لتوفير العمل لهن.. حيث يعمل مشروع إنتاجنا في محافظة شمال سيناء من خلال جمعية الفيروز بالإضافة إلى مجموعة من الجمعيات الشريكة بالعريش وبئر العبد تحت رعاية الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء وبإشراف إداري لمديرية التضامن الاجتماعية بالمحافطة.

 

وخلال الأربعة شهور الأولى من المشروع.. تم تنفيذ عدد 17 برنامجا تدريبا فنيا متخصصا بإجمالي عدد 170 مستفيدا ومستفيدة.. كما تم اختيار 21 من المستهدفات بالتدريب من العريش والشيخ زويد ورفح ومن ذوي الإعاقة للحصول على منحة ماكينة خياطة سريعة نصف كمبيوتر، وسيتم استكمال تدريب المستهدفات من جمعيات: الروضة وأسر الشهاء والمصابين وتنمية المرأة السيناوية ببئر العبد ليصل الاجمالي المستهدف منحه ماكينات الخياطة إلى 30 سيدة.

 

ومن جهة أخرى.. تم توقيع بروتوكول تعاون مع جمعية الأسر المنتجة لتشغيل مجموعة من السيدات طرفهم، وجارى حاليا توقيع بروتوكولات شراكة مع الجمعيات الشريكة، وهي: جمعية الروضة لتنمية المجتمع وجمعية تنمية المرأة السيناوية ببئر العبد وجمعية رعاية أسر الشهداء والمصابين.. كما تم توقيع بروتوكول تعاون مع قطاع شؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة العريش للمساهمة ورعاية أنشطة المشروع.

 

وأضاف الدكتور رياض إسماعيل عضو مجلس الشيوخ وأمين صندوق الجمعية إلى أن الجمعية قامت بواجبها تجاه المجتمع المحلى في ظل جائحة كورونا، وأن الجمعية حريصة على توفير فرص العمل للشباب والأسر المنتجة بالتعاون مع بعض الجهات الشريكة.. مشيرا إلى أنه في ظل تفشي واستمرار كورونا تتطلع الجمعية لزيادة عدد المستفيدين من منتجاتها بتعاون شركاء التنمية والجهات المانحة، وأن تكون الكمامات المطرزة وباقي منتجات الجمعية رافدا اقتصاديا للسيدات والفتيات العاملات بالجمعية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي خلفها فيروس كورونا.

 

ومن جهته.. أعلن الدكتور شادي رمضان مدرس الملابس والنسيج بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة العريش ومستشار خط الإنتاج أن وحدة التعقيم التي تم توفيرها تعمل بالأشعة فوق البنفسجية والمقاومة الحرارية لقتل البكتيريا والفيروسات وفقا لأحدث نظم التعقيم المستخدمة عالميا.. مشيرا إلى أنه سبق ذلك دراسة فنية للأقمشة المستخدمة في تصنيع الكمامات وكيفية تعقيمها في مواجهة فيروس كورونا وغيره من الفيروسات الأخرى.. حيث شملت الدراسة (التي قام بها قسم الملابس والنسيج بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة العريش تحت اشراف الدكتور مروان مصطفى حسن عميد الكلية): كيفية تصنيع الخام المستخدم في التصنيع بحيث تكون معالجة ضد الرطوبة ومقاومة لجميع أنواع البكتريا الضارة ومعظم أنواع الفيروسات.. حيث تم إجراء الاختبارات اللازمة عليها وإرسال الدراسة إلى الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة لإجراء اختبارات أخرى عليها وعلى خامة القماش المستخدمة قبل إقرارها والموافقة عليها لبدء إنتاجها.. مع مراعاة ألا يترك القماش المستخدم أي أثر من الوبر على الوجه، وأن يكون مدعما بمواصفات طاردة للمياه، وتكون الطبقة الخارجية للكمامة مقاومة لجميع أنواع البكتريا والفيروسات الضارة والمعدية.. ومن بينها فيروس كورونا المستجد.

 

وأشار إلى إجراء عدد 25 اختبارا على الأقمشة حتى تم إقرارها والموافقة عليها، وتم توفير أنواع من القماش الغير قابل للبلل.. مع مراعاة التنفس من خلال الكمامة بما يسمح باستنشاق الأوكسيجين وإخراج الزفير منها وبما لا يؤثر عليها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز