عاجل
الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

حكم ينصف ضحية العنف الجنسي.. 3 شباب هتكوا عرضها والإدارة أنهت خدمتها بسبب حالتها النفسية

 حصلت السيدة (س.ع.أ.ط) على شهادة من جدول المحكمة الإدارية العليا بعدم قيام الجهة الإدارية بالطعن على الحكم الصادر لصالحها من محكمة القضاء الإداري بكفر الشيخ برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة؛ بإلغاء قرار إنهاء خدمتها بسبب غيابها لتعالج نفسيًا مما تعرضت له من تحرش جنسي واختطاف وهتك عرض.



 

وكانت محكمة القضاء الإداري بكفر الشيخ برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة قد قضت بإلغاء قرار الجهة الادارية فيما تضمنه من إنهاء خدمة المدعية (س.ع.أ.ط) التي تشغل وظيفة عاملة بإحدى المستشفيات بمحافظة كفر الشيخ لانقطاعها عن العمل بسبب ما تعرضت له من تحرش جنسي واختطاف وهتك عرض مقيدة بجنايات كفر الشيخ وما يترتب على ذلك من آثار أخصها إلزام الجهة الإدارية بتمكينها من تسلم العمل وألزمت الإدارة المصروفات.

 

وبهذا الحكم يؤكد القضاء المصري أنه يعيد للمرأة مكانتها المجتمعية من خلال أحكام تفتح أمامها صفحة جديدة من الحماية وتضيف ميثاقا إنسانيًا يدخل في منهج أدبيات حماية حقوق المرأة. قالت المحكمة أن الثابت بالأوراق أن المدعية تعرضت للتحرش الجنسي أثناء عودتها من عملها واختطفها 3 شباب هم محمد أباظة وأحمد بهنسي وعمرو حمدي وتحرشوا بها جنسيا وهتكوا عرضها وقيدت الواقعة جناية وقضى بحبسهم ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، وظلت تعالج بمنزلها من واقعة التحرش الجنسي التي أدمت كرامتها طريحة الفراش تعاني من الآلام الجسدية والنفسية وتتوارى عن أعين المجتمع ورغم ذلك أبلغت جهة عملها بما تعرضت له من اعتداء أثيم وقدمت خطابا للهيئة العامة للتأمين الصحي المرسل لمدير اللجنة الطبية العامة بكفر الشيخ بالتوجه إلى عنوان السيدة بالكشف عليها على عنوانها بمحل إقامتها لأنها لا تقوى على الحركة، إلا انه امتنع عن إجراء الكشف الطبي عليها، وإذا كان ما تعرضت له المدعية من تحرش جنسي واختطاف وهتك عرض يعد عنفًا جسديًا ضد المرأة من الناحية الجسمانية والجنسية والنفسية، فإن إنهاء الإدارة لخدمتها بسبب غيابها لتعالج نفسيًا من آثار ما تعرضت له يعد أيضا فعلًا عنيفًا ضد المرأة يؤذي نفسيتها ويعمق من معاناتها ويقع مخالفا لصحيح حكم القانون.

 

وأضافت المحكمة ان المدعية قدمت لمحافظ كفر الشيخ طلبا ترجو فيه العودة لعملها شارحة أن انقطاعها عن عملها كان بسبب ما تعرضت له من تحرش جنسي واختطاف وهتك عرض وهو سبب خارج عن إرادتها وتوسلت الاستجابة لطلبها لأنها أم تعول طفلين وليس لها دخل آخر فقام بالتأشير على طلبها بعبارة "اتخاذ اللازم طبقا للقواعد"، وكان يجب رعاية هذه السيدة في ظل ما تعرضت له من تحرش جنسي واعتداء على شرفها هو من أكثر التدابير الواجبة في حماية المرأة من التحرش ورعايتها وهي في أحلك الظروف.

 

خاصة أن مصر تشهد عصرًا جديدًا يستلزم استنهاض الهمم بأسلوب علمي يتصل بالواقع الفعلي مستلهمًا حلولًا جديدة غير تقليدية لمواجهة الظروف المستجدة لتنعم المرأة جنبا إلى جنب مع شريكها الرجل بمجتمع سوى تسوده الرحمة والفضيلة تأسيًا بالسنة النبوية الشريفة لقوله صلى الله عليه وسلم "إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم"، وأشارت المحكمة أن ظاهرة التحرش الجنسي ظاهرة عالمية وليست مصرية الأصل ، فقد استشرت في البلاد نتيجة الغزو الثقافي لقيم أخرى تختلف عن القيم المصرية الأصيلة التي توارثها الشعب عبر آلاف السنين وتتصادم معها وزادت حدتها وذروتها بعد اساءة استخدام وسائل الاتصال الحديثة بحسبان أن التحرش كل انتهاك لحقوق المرأة يعبر عن شكل من أشكال التمييز ضدها بسبب الجنس ويعد عملًا مباشرًا من أعمال العنف ضد المرأة لما له من آثار جسدية ونفسية مدمرة للمرأة والمجتمع.

 

واختتمت المحكمة حكمها المستنير- الذي يدخل في أدبيات القضاء تجاه المرأة- أن العنف ضد النساء ينطلق من تصور خاطئ لبعض دعاة التشدد الديني ممن استخدموا الدين في السياسة الذين يقدمون المرأة ويرونها حليلة وحرمة وكائنًا بيولوجيًا مثيرًا ومصدرًا للفتنة والغواية على سند من القول بأنها في حاجة لمن يرشدها ويستحكم العقل فيها حتى لا تكون سببا في فضح الأسر وتصورهم أن مشاركتها للرجل يسلبه دوره الحقيقي في الحياة، وهو تصور مغلوط يتجافى مع الفهم الحقيقي للدين الوسطي السمح ينال من مكانتها التي كرمها الله لها ، وهو ما أعاق المرأة كثيرا في اظهار قدراتها وامكانياتها وقد أثبتت المرأة المصرية قدرتها على المشاركة والإنتاج والمساهمة في إدارة شؤون المجتمع نحو التقدم والنمو والازدهار، ما يلقي عبئا تنويريا للمؤسسات الدينية بتجديد الخطاب الديني تجاه المرأة ليتفق مع وسطية الإسلام فضلا على الدور الجوهري المؤثر للمؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية والفنية وعلى قمتها التليفزيون والسينما والمسرح ووسائل الإعلام لينهض كل بدوره في استعادة القيم الإسلامية الرفيعة التي حدد ملامحها رسول الإنسانية الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله في خطبة الوداع "واستوصوا بالنساء خيرًا".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز