«موسيمانى» فى أول حوار عقب توليه المهمة الفنية للقلعة الحمراء: الأهلى «فخر» القارة السمراء
هدى المصرى
لم يكد يُعلن النادى الأهلى التعاقد مع الجنوب إفريقى «بيتسو موسيمانى» مديراً فنياً للفريق خلفاً للسويسرى رينيه فايلر حتى انفجرت ردود الأفعال فى الشارع الرياضى المصري والعربى والإفريقى.. فالبعض لم يُبد حماساً لهذه الصفقة واعتبروا تعاقد الأهلى مع مدرب ينتمى للقارة الإفريقية تقليلا من شأن المدرب المصري.. فيما ذهب فريق آخر إلى أن اختيار موسيمانى بمثابة «مُجازفة» من مجلس الأهلى برئاسة محمود الخطيب.. وبين هذا وذاك وقف فريق ثالث يرى أن التعاقد مع هذا المدرب يُعد «ضربة معلم» من إدارة القلعة الحمراء لأن المدرب الجنوب إفريقى هو الأنسب للأهلى فى الفترة الحالية.
موسيمانى يمتلك «جينات» المُدرب المثالى..فهو صاحب فكر تدريبى رائع ظهر بوضوح فى تجربته الناجحة للغاية مع نادى صن داونز الجنوب إفريقى الذي عمل معه لمدة 8 سنوات شهدت العديد من النجاحات المحلية والقارية ونجح المدرب الجنوب إفريقى فى وضع اسم «صن داونز» على خريطة الكرة الإفريقية بجدار واستحقاق.
استحق موسيمانى كل هذا الحب والتقدير فى بلاده.. صنع لنفسه اسماً وسط عظماء الساحرة المستديرة فى القارة السمراء..أجبر الجميع على أن يرفع له القُبعة احتراماً وتقديراً وأصبح أول مدرب إفريقى يعمل فى الدوري المصري وعبر بوابة «كبير مصر وإفريقيا» النادى الأهلى.
ولأن اختياره لم يكن عادياً فقد كان طبيعياً أن يُصاحب هذا الاختيار «ضجة كبرى» وصل مداها عندما هنأ سيريل رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا، بيتسو موسيمانى على توليه مسؤولية تدريب الأهلى وهى التهنئة التي كشفت عن حجم الصفقة التي أبرمها الأهلى.
عن تجربته الجديدة فى الكرة المصرية، وسر قبوله العرض الأهلاوى وعلاقته بلاعبى الفريق ورؤيته للكرة المصرية وغيرها من القضايا المهمة تحدث موسيمانى مع «روزاليوسف» فى أول حوار منذ التعاقد مع القلعة الحمراء.
بما تصف شعورك بعد أن أصبحت الآن أهم شخصية فى النادى الأهلي؟
ــ بالطبع أشعر بالسعادة والحماس لتعيينى مديراً فنياً للفريق، وأيضا لدى شعور بالفخر الشديد بأن أكون مدربا لنادٍ كبير بحجم النادى الأهلى، فالأهلى هو نادى القرن الحائز على العديد من البطولات أكثر من أى ناد آخر فى القارة. كما أنه الأكثر تتويجًا بالبطولات والألقاب فى مصر، لذلك أتشرف كثيرا لانضمامى لهذا النادى الكبير وأيضا لهذه الفرصة التي أتيحت لى.
ماذا كان شعورك بعد إشادة الرئيس «سيريل رامافوزا» رئيس جنوب إفريقيا بك؟
ــ ليس سهلا بالنسبة لأى شخص.. عندما يخصك رئيس البلاد و يتحدث إليك.. تشعر بأنك فى مهمة تحمل فيها علم بلادك إلى دولة أخرى، هذا يعطيك تشجيعا كبيرا ودفعة قوية.
بعد رسالة الرئيس شعرت بحماس كبير وبأنى أمثل جنوب إفريقيا فى بلد آخر، وبهذه الطريقة التي تحدث بها الرئيس معى فإن الأمر أكثر من مجرد أن تمثل بلدك فى كرة قدم، فهذا يشبه إلى حد كبير أن تكون دبلوماسيًا فى بلد آخر. وهذا أمر جيد، بالنسبة لى وبالنسبة لبلادى وحتى بالنسبة لإفريقيا، خاصة أننى أول مدرب ينتمى لدولة إفريقية وليس من المدربين المصريين المحليين، يتولى تدريب النادى الأهلى الفريق الأعرق فى القارة وواحد من أكثر فرق العالم تحقيقًا للألقاب.. إنه شرف، ومهمة كبيرة مليئة بالمسؤوليات.
ذكرت أنك أول مدرب من جنوب إفريقيا يدرب فى الخارج. لماذا قبلت هذا التحدى وهل لديك شىء لتثبته؟
ــ ليس لدى هدف أسعى وراء إثباته بانتقالى للتدريب خارج البلاد .. لكن كل ما حدث هو أننى اتبعت قلبى وشغفى ومسيرتى المهنية بالانضمام إلى فريق محظوظ مثل الأهلى سبق أن واجهته مرتين عندما كنت مدربا لفريق صن دوانز، ولما لا؟ فبالنظر إلى حجم النادى وتاريخه وكونه الأهم والأكبر على مستوى القارة.. فالفرصة لن تتكرر كثيرا وكما ذكرتى فأنا أول إفريقى يتولى تدريب الأهلى.
نعم، الأهلى ناد عريق وذو تاريخ وثقافة، لكن الأمر لا يتعلق فقط بتعاقدى لتدريب فريق كبير، فأنا آمل أيضًا أن أكون محظوظًا معهم وأن أجعلهم يفوزون وأن نصنع تاريخا معا وبذلك أكون أول مدرب إفريقى يفعل ذلك.
ماذا كان رد فعل عائلتك وهل رحبت بفكرة انتقالك إلى الخارج؟
ــ عائلتى تعلم مدى عشقى وشغفى بكرة القدم، وعندما عُرض على فرصة التعاقد مع النادى الأهلى شجعونى كثيرا على هذه الخطوة، قالوا لى أنت أول جنوب إفريقى ينتقل للتدريب فى الخارج.. هى فرصة مرة فى العمر، ومخاطرة تستحق أخذها، اذهب واحصل على فرصتك.. وهذا ما فعلته لأنى كنت أرغب فى ذلك.
أعربت الجماهير فى جنوب إفريقيا عن سعادتها بانتقالك كمدرب للنادى الأهلى.. ما هو انطباعهم عن كرة القدم والأندية فى مصر؟
ــ الجماهير فى جنوب إفريقيا يدركون جيدا كم كان ولائى للفريق، وكيف بذلت ما فى وسعى تجاه نادى صن دوانز، فقد حصلت على عدد كبير من البطولات مع الفريق ونلت 11 لقبا، وهم يعلمون أننى الآن فى محطة جديدة من مسيرتى فى كرة القدم والكثير منهم شجعونى كثيرا .. لأنهم يعلمون أن الأهلى تجربة أخرى رائعة تجعل منى ملكا على عرش القارة السمراء.
جماهير كرة القدم فى جنوب إفريقيا يعرفون الأندية المصرية الأهلى والزمالك ويتابعون مبارايتهم فى البطولات الإفريقية، وكرة القدم المصرية تحظى باحترام كبير عندنا لأنها تتصدر تصنيف المنتخبات فى إفريقيا.
أشاد مساعد مدرب أورلاندو بايرتس السابق تيبوهو مولوى بشجاعتك وقوة شخصيتك وقال إنه لم يفاجأ بانتقالك للتدريب خارج البلاد .. ما تعليقك؟
ــ أعرف تيبوهو مولوى، أنه مساعد مدرب جيدا للغاية فى نادى أورلاندو بايرتس، وقد لعبنا من قبل ولديه خبرة كبيرة وهو يعلم عنى الكثير لذلك تحدث عنى جيدا..
برأيك.. كيف يدعم موسيمانى العلاقات بين مصر وجنوب إفريقيا؟
ــ أعتقد أن وجودى فى مصر لأداء هذه المهمة، يوطد العلاقات بين البلدين فى مجال كرة القدم، وأتمنى أن يخدم ذلك المجالات الأخرى أيضا، فأنا لست رجلا سياسيا حتى أتحدث عن السياسة، ولكن وجودى فى النادى الأهلى من المرجح أن يعزز جوانب كثيرة فى العلاقات بين مصر و جنوب إفريقيا على سبيل المثال فى السياسة والاقتصاد والتعليم والكثير من الأنشطة الثقافية.. والأمر الرائع بالنسبة لى أن أكون أنا الحافز للتقارب بين البلدين.. فقد خصنى السيد رئيس جنوب إفريقيا برسالة لتهنئتى للانتقال إلى النادى الأهلى وتشجعى على المجىء إلى القاهرة وأوصانى أن أصل بالفريق العريق إلى مستوى عالٍ لتحقيق البطولات.
برأيك.. ما هى أوجه الشبه بين مصر وجنوب إفريقيا؟ هل هناك شىء يشترك فيه الشعبان؟
ــ بالفعل لدينا الكثير من الأشياء المشتركة التي نتشابه فيها مثل السياحة والمعالم الأثرية والكثير من الجوانب الثقافية، فنحن أفارقة أبناء ذات القارة، نميل إلى أن نكون أكثر اندماجا ونرحب ببعضنا البعض.
كما أن هناك الكثير من الأشياء الطيبة التي تجمعنا أبرزها كرة القدم وهناك تشابه كبير بين كرة القدم فى البلدين فهناك دوري جنوب إفريقيا الممتاز لكرة القدم والدوري المصري الممتاز بالإضافة إلى دوري أبطال إفريقيا.
ولذلك فأبرز العوامل المشتركة بين البلدين هى رياضة كرم القدم التي نبرع نحن فيها كأفارقه وتؤهلنا للاحتراف للأندية الأوروبية، أيضا السياحة فكل من البلدين يشتهران بالسياحة، ويتميزان بالترحاب وكرم الضيافة إلى جانب تشابه الأديان فهناك الإسلام والمسيحية فى كلا البلدين .
هل تحب الأكل المصري، هل تذوقت نوعا معينا؟
ــ نعم تذوقت بعض الطعام المصري وأحببته كثيرا، خصوصا الكفتة والسلطة فالمطبخ المصري متنوع بأشهى المأكولات أحببت كثيرا الشوربة والطريقة التي تعدون بها اللحم الضانى وقد خرجت مؤخرا لتناول وجبة الغداء على النيل وكانت هناك الكثير من الأطباق المختلفة وذكرتنى بالأصناف المتنوعة التي تقدم فى جنوب إفريقيا.
ما هو أول شىء قمت بزيارته فى مصر؟
ــ أحب كل الأماكن فى مصر، ولكن لم تتح لى فرصة زيارة كل الأماكن فيها من قبل أثناء مبارياتنا مع الأهلى والزمالك، وحتى لقاءنا هنا أمام الفريق الليبى، ولكن أثناء بطولة دوري أبطال إفريقيا كان لدى الفرصة مع فريق صن دوانز لزيارة أكثر المناطق المفضلة وهى الأهرامات وأيضا الأسواق وبعض الأماكن فى القاهرة والإسكندرية.
بعد 5 مبارايات مع الأهلى، ما هو انطباعك عن الفريق؟
ــ نعم، خضت خمس مبارايات حتى الآن مع النادى الأهلى، انطباعى عن النادى والذي كنت فى يوما ما أقف أمامه خصماً فى المبارايات، أنه فريق عظيم وقوى جدا، أستطيع أن أقول بصراحة، أنه أقوى وأكبر من نادى صن دوانز. فالأهلى يحظى بدعم جماهير عريض وصاحب تاريخ حافل وثقافة عريقة وإدارة محترمة.. تشعر بالفخر وأنت بداخل النادى فهناك الكثير من الأعضاء واللاعبين الأقوياء ويوجد فوق 70 مليونا يشجعون الفريق.. نعم أنه فريق كبير وقوى للغاية.. عندما تذهب لأى مكان يتم التقاط الصور لك وتشعر بأجواء الشهرة وأنك تمثل ملايين المصريين فى إفريقيا أنه شعور رائع أن تكون مدربا للأهلى.. نادى الأحلام والتطلعات والثقافة والتاريخ .
ما هى رسالتك لجمهور الأهلى الذي يرحب بشدة بانضمامك للنادى؟
ـــ جماهير النادى الأهلى أظهروا ثقتهم بى ويرون أنه يمكننى نقل ناديهم إلى مستوى أفضل بكثير، ولذلك أقدر إحساس الشغف الكبير لديهم، فلم أشعر من قبل بمثل هذا التقدير حتى قبل وصولى إلى القاهرة غمرتنى رسائل الترحاب الكبير بى، أشعر بهذا الترحيب فى أى مكان حتى عندما أذهب لشراء شيء من السوبر ماركت يذهلنى أحيانا الترحيب الهائل، وهذا القدر العالى من الانتباه أحيانا لا يستوعب المرء منا ذلك، لكنى فى النهاية أعلم من أكون وما الذي أريده!
كيف ترى مباراة الأهلى فى نهائى دوري أبطال إفريقيا؟
ــ ستكون واحدة من أهم مباريات الأهلى خلال السنوات الأخيرة لأنها ليست مباراة عادية لكنها صراع على لقب قارى يحتاج الأهلى لاستعادته بعدما غاب عن خزائنه منذ 2013 ..أحاول تجهيز فريقى لنهائى البطولة خاصة أنه سيكون من مباراة واحدة وليس من مباراتين كما جرت العادة بسبب ظروف «كورونا».
صعد الأهلى لنهائى إفريقيا مرتين عامى 2017 و2018 ولم يُحالفه التوفيق..كيف ترى ذلك؟
ــ أعلم أن الأهلى خسر نهائى البطولة عام 2017 أمام الوداد المغربى وفى العام التالى خسره أمام الترجى التونسى وهذا وارد فى عالم الكرة.. لكن أرى أن الظروف مختلفة هذه المرة.. فنحن جاهزون لحصد اللقب القارى الأهم لجماهير الأهلى والوصول لكأس العالم للأندية.
هل تعد جماهير الأهلى بحصد لقب إفريقيا؟
ــ لا أحب الوعود فى كرة القدم ..لكن ما أود التأكيد عليه أننى أعد الجماهير بأننى سأعمل بكل قوة وجدية وإخلاص وحماس من أجل حصد اللقب لإسعاد الجماهير الأهلاوية التي أرى أنها سلاحى الأول للنجاح مع العملاق الأهلاوى «كبير إفريقيا».
من مجلة روزاليوسف