عودة المرأة الحديدية| من فايلر لتشيلسي.. مصير كرة القدم يتغير بفرمان ناعم
ندى شعبان
"لم أشاهد يومًا أثناء متابعتي وعلاقتي الوطيدة بكرة القدم منذ سنوات مثل ما رأيته في هذا العام، دائما كانت الأسباب المباشرة لرحيل أي لاعب أو مدرب هي أمور فنية ومادية بحتة، أو ربما بحثًا عن كتابة إنجاز وخوض تجربة جديدة"، ربما تلك الكلمات التي يرددها الجميع، قادرة على جعلك تدرك الفرق بين الحاضر والماضي.
ولم تكتب تلك الكلمات من العدم بل جاءت من حالة الذعر والترقب التي عاشها الوسط الرياضي المصري خلال الأشهر الماضية، وتحديدًا ناديا الزمالك والأهلي، التي كانت نهايتها الحديث عن رحيل رينيه فايلر مدرب الأهلي.
وتشارك الجميع في نفس السبب الذي تمت مناقشته مع مجلس إدارة كل من الزمالك والأهلي والذي تمثل في رغبتهم بالتواجد بجانب الأسرة، بل ودخلوا في عدة مناقشات جادة لمعرفة رغبة زوجاتهن لتحديد إمكانية البقاء أو الرحيل.
ودون الحديث عن أن الأمر أصبح مادة خام للسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن عام 2020 أثبت أن المرأة تتحكم في مصير الأندية بل وكرة القدم، إذا أرادت، بشكل عام.
وكانت البداية الحقيقية مع حمدي النقاز، لاعب نادي الزمالك، الذي رحل عن صفوف الفريق، بسبب مشاكل واجهت أسرته بعد الإقامة في مصر، وتحديدًا زوجته التي كانت وسيلة مساعدة قوية لاتخاذ اللاعب قرار الرحيل.
ولا شك أن تلك الأزمات أثرت بشكل واضح على أداء ومستوى النقاز داخل أرض الميدان.
ومن ثم انضم جونيور أجايي، لاعب النادي الأهلي للقائمة بعدما تعرض لأزمة نفسية لعدم رؤية أسرته منذ بداية فترة فيروس كورونا، وظهرت هذه الأزمة على اللاعب داخل أرض الميدان في صورة حالة من التوهان والبُعد عن مستواه الفني.
ولم يتمكن أجايي من استعادة مستواه وحسه التهديفي إلا بعدما وصلت زوجته وابنه إلى الأراضي المصرية، حيث سجل النيجيري هدف الأهلي الثالث في شباك إف سي مصر.
لينتهي الأمر بأحاديث تشير إلى اقتراب رحيل السويسري رينيه فايلر عن القلعة الحمراء قبل انتهاء بطولة أمم إفريقيا، والتي تعد بمثابة البطولة المفضلة ليس فقط للقلعة الحمراء وجماهيرها في كل مكان بل أيضًا لكل مدير فني يتولى قيادة الفريق.
ولم يختلف سبب رحيل فايلر عما تم ذكره سابقًا، فهو يرغب في الرحيل للتواجد بجانب زوجته وابنه في سويسرا، بعد تمسكها بعدم الرحيل عن بلدها والإقامة معه في مصر للاستمرار في تولي قيادة الأهلي.
أما إذا تحدثنا بشكلٍ خاص عن دور المرأة، ولكن هذه المرة كونها جزءًا من منظومة كرة القدم، سنجد أنه كان لها دور ملحوظ على الجانب الإداري ونجحت في خطف الأضواء والأنظار بنجاحها اللافت، بل وبرهنت على أنها قادرة على تولي أي منصب وإدارته بالشكل الأمثل.
وأصبحت الروسية مارينا جرانوفسكايا، المديرة التنفيذية لنادي تشيلسي الإنجليزي، هي أشهر امرأة في عالم كرة القدم في الوقت الحالي، بعدما نجحت في التعاقد مع المغربي حكيم زياش من صفوف أياكس أمستردام الهولندي، وتيمو فيرنر من صفوف لايبزدج الألماني، وبن تشيلويل من صفوف ليستر سيتي الإنجليزي، بالإضافة إلى إبرام صفقتي انتقال حر، بضم تياجو سيلفا مدافع باريس سان جيرمان السابق، والمدافع الشاب مالانج سار الذي انتهى تعاقده مع نادي نيس الفرنسي، وأيضًا الحارس إدوارد ميندي من ستاد رين الفرنسي.
تأتي بعدها الألمانية أليسيا شميدت لاعبة ألعاب القوى، بعدما قررت إدارة نادي بوروسيا دورتموند تعيينها كمدربة جديدة للياقة البدنية، ولتتولى الإشراف على تأهيل اللاعبين والتخطيط البدني للنادي الالماني.
وتعد شميدت "اللاعبة الأكثر جاذبية في العالم" اسمًا ورمزا في حلبة ألعاب القوى للشباب المتخصصة في سباق 400 متر .
وأيضًا قبل بدء عام 2020 بشهور قليلة كانت الحكمة الفرنسية ستيفاني فرابار حديث الوسط الرياضي بعدما كشف الاتحاد الأوروبي عن كونها حكمًا لمباراة السوبر الأوروبي بين ليفربول وتشيلسي الإنجليزيين.
لتصبح فرابار أول امرأة في التاريخ تقود مباراة في بطولة قارية.