عاجل
الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
القيادة والبروتوكول والإتيكيت

القيادة والبروتوكول والإتيكيت

هذا هو مثلث الحياة العصرية المدنية الحديثة التي يركز عليها علم الاجتماع في نظرياته وورش العمل التي يشرف عليها؛ لأنه يحتوي على كل دلالات ومعاني وسمو الحياة المدنية، هذا المثلث "القيادة، البروتوكول، والإتيكيت" يعتبر هدفًا ساميًا في المعنى المتكامل للشخصية التي تريد أن تبرز بكل احترام وتقدير وتنال رضا المقابل على المستوى الرسمي لكبار الشخصيات أو على المستوى العائلي الاجتماعي، سواء كهرم الدولة أم وزير أم السلك الدبلوماسي والدرجات الخاصة وغيرها وكذلك على المستوى العائلي، فكثير من رؤساء الجمهوريات المنتخبين يفتقدون إلى أبسط معالم وطرق الاستقبال والجلوس وطرق البروتوكول مع الوفود الأجنبية، وكذلك إتيكيت التعامل الفردي مع الطاقم الرئاسي، وإن كان قائدًا ناجحًا في أفكاره وأطروحاته؛ لذلك فإن مثلث الحياة مهم لجميع شرائح المجتمع، خاصة كبار الشخصيات والسلك الدبلوماسي.



 

مقالنا اليوم وباختصار وتواضع سوف نتطرق لبعض السمات الجوهرية عن إدارة العلاقات العامة وهي من أهم صفات القائد المحنك والدبلوماسي المتميز في عمله أينما كان سواء مدير مدرسة أم رئيس جمعية تعاونية أم مسؤول علاقات عامة في وزارة معينة لأقل منصب إداري في هيئة حكومية أو أهلية؛ لأنه يعكس صورة بلده في حالة وجود ضيف من داخل البلد أو من خارجه وكذلك يعكس مدى ثقافته واطلاعه وإدراكه بشؤون عمله اليومي. وكل إنسان هو قائد في عمله من أقل منصب إداري إلى هرم الدولة وأي خلل في سمات وعناصر إدارة العلاقات العامة سوف يعكس صورة سلبية ومشوشة على القائد أو الدبلوماسي لأن بدون إدارة العلاقات العامة كأن شخص يعيش في كهف لا يعرف ماذا يجري حوله، لذلك سوف أتطرق ولو بشيء مغتصب عن أهم النقاط والسمات لأي قائد أو دبلوماسي أو حتى المواطن العادي كيف يجب أن يكون متميز في موقع عمله وحياته اليومية وحتى إن كان في البيت وانا شخصيا أضع إدارة العلاقات العامة تحت مظلة علم الاجتماع لما فيه من تصرفات شخصية وذوق فردي بحت لما يمس التصرفات العامة والالتزام أمام المقابل.

 

وعلى القائد وبعد أن تعرفنا على بعض مقومات القيادة وأسس البروتوكول في المقالين السابقين وجب علينا التعرف والاطلاع على بعض النقاط الأساسية في الإتيكيت لكي يكون ملمًا ببعض المعلومات الاستراتيجية في مثلث الحياة ألا وهي (القيادة، البروتوكول، والإتيكيت).

 

تُعتبر الدبلوماسية بكل تفرعاتها وإدارة العلاقات العامة مجالين من أهم مجالات الحياة؛ فالاثنان يشكلان قمة النجاح في الحياة اليومية، سواء في سعادة أفراد العائلة أم على المستوى الاجتماعي بين العائلات، مرورًا بالدوائر وصولا إلى سلطة الدولة العليا في التعامل مع المحيط الخارجي، من خلال الاعتماد على هذين المبدأين في التعامل مع كل معطيات السياسة المحلية أو الخارجية.

 

إن هذين المجالين يشكلان بالضرورة سلم النجاح والتفوق والتميز إذ أُتقن استخدامهما بجميع نظرياتهما ومبادئهما في المكان والزمان المخصص لهما.

 

وتحاول أغلب المدارس الدبلوماسية والإعلامية صياغة وتدوين النظريات والمفاهيم المتطورة والحديثة لفن إدارة العلاقات العامة مع التطور التكنولوجي في وسائل التواصل الاجتماعي الحاصل بالعالم، بحيث نقدر أن نحصل على ما هو جديد في هذا المجال أو غيره في ثوانٍ معدودة.

 

وتعرف الدبلوماسية بأنها السياسة الخارجية للدولة، أو هي رعاية المصالح الوطنية في السلم والحرب، أما التعريف الشامل لها والمتفق عليه هو "أنها مجموعة المفاهيم والقواعد والإجراءات والمراسم والأعراف الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول والمنظمات الدولية والممثلين الدبلوماسيين والشركات والقطاع المختلط والخاص؛ بهدف خدمة المصالح العليا للجميع".

 

إن أداة الدبلوماسية هي كيفية إدارة العلاقات العامة ومدى تأثيرها في تحقيق الأهداف المخطط لها من حيث تواصلها والنتائج المتوخاة من ذلك.

 

وإن نشاط وإدارة العلاقات العامة تنبع من حاجة المجتمع في عالمنا اليوم، حيث أصبحت اليوم ضرورية؛ لأن هذا النشاط أو الإدارة يعتمد ويدرس سلوك وحاجة واحتياج الأفراد والجماعات والحكومات، وإن تنظيم العلاقات بين اثنين، شخصيًا أو رسميًا، فرديًا أو جماعيًا، يعتمد كليًا على الثقة والتفاهم والمنفعة المتبادلة، بالإضافة إلى الصدق ووضوح الهدف بشرط عدم المساس والانتقاص من الطرف الثاني وهذا من شعار فن الدبلوماسية بل من أهم جوانبه.

 

ويعتمد فن الدبلوماسية إلى درجة كبيرة على إدارة العلاقات العامة لتشابك النظريات والأهداف معًا في أغلب وجهات المجتمع، سواء الفردية أم الرسمية، خاصة في مجال التنمية والشراكة الاقتصادية ما نتج عنه ظهور الدبلوماسية الاقتصادية التي تهدف إلى تبادل وتطوير مصالح البلدان تحت مظلة التبادل المنفعي، الذي يستند بصورة مطلقة على إدارة العلاقات العامة؛ لأن لولا العلاقات العامة والتعريف بكل أوليات التعاون المتفق عليه لما ظهرت الدبلوماسية الاقتصادية، التي تشجع عجلة التنمية، سواء على مستوى الشركات الفردية أم مستوى الحكومات، ولذلك فإن الإدارات الحكومية يجب أن تقوم بنشاط إخباري إعلاني واسع تحاول بواسطته إعلام الجمهور عن أنشطتها، وبث كمية ضخمة من المعلومات من خلال السلك الدبلوماسي أو البعثة الدبلوماسية الموجودة في تلك البلدان، واللذين يعتبران مرآة البلد الآخر وأساسًا للتعامل في العلاقات العامة.

 

أما العلاقات العامة، فهي وظيفة إدارية في غاية الأهمية هدفها التواصل والاتصال المنفعي الصادق والأمين لغرض الوصول إلى الهدف، معتمدة على عدة مؤهلات وأهمها: سمات المفاوضات/ جمع المعلومات/ إدارة المفاوضات/ نظرية ترتيب الأولويات/ نظرية التأثير المباشر "قصير المدى"، ونظرية التأثير التراكمي "طويل المدى"، كما أنها تساهم مساهمة فعالة في مد الجسور لإقامة أقوى الروابط بين المؤسسة وجمهورها، والمساهمة الجادة في رسم الصورة اللائقة عن نشاطات وسياسات هذه المؤسسة، وبذلك فإن للدبلوماسية دورا كبيرا في التأثير إيجابيا أو سلبيا في أجندة العلاقات العامة، من حيث إنها تستند على المعلومات الأساسية التي تمرر من قبل الجهات الدبلوماسية أو الجهات المسؤولة.

 

يعتبر فنا الدبلوماسية وإدارة العلاقات العامة وجهين لعملة واحدة، ولكل مجال في مجال الحياة هناك أعمدة وأسس ونظريات، وعلى سبيل المثال هناك/ المجال السياسي/ المجال الإعلامي/ المجال الاقتصادي/ المجال العسكري/ والمجال الثقافي إلى بقية أنواع المجالات المطلوبة في حياتنا اليومية.

 

فإن العلاقات العامة تُبنى بشكل جوهري على العنصر البشري والقيادة في المؤسسات والمؤهلات الشخصية للأفراد العاملين، التي تعتبر حجر الأساس في التقدم والتفوق على الآخرين، ومن هذه المؤهلات المطلوبة هي (التخاطب، الاستماع، الكتابة، لباقة الكلمة، حسن المظهر، البساطة، التواضع، الثقافة، الحماسة، الكياسة، التنظيم في قدرة هيكلة العمل، التواصل والمتابعة، القدرة على التعامل مع المفاهيم الإدارية، إمكانية صنع واتخاذ القرار في الأوقات الحرجة، مواكبة التطور والمناهج الحديثة، وأخيرا الاهتمام بموضوع الإتيكيت، خاصة احترام الوقت).

 

دبلوماسي سابق

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز