ابن العم.. جريمة زلزلت مشاعر الإنسانية
محمد البربرى
لم تكن تتوقع ياسمين، صاحبة الـ20 ربيعا، تلك الزوجة المسكينة أن تكون نهايتها وطفليها فلذة كبدها، على أيدي ابن عمها ذبحًا بسكين، في صورة أبشع جرائم القتل وسفك الدماء، كانت تظن أن ابن العم بمثابة الأخ والسند لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن.
ربما يعجبك
تلك الجريمة النكراء التي زلزلت مشاعر الإنسانية، وأصبحت حديث الشارع، مرتكبوها “علي ي”، ١٧ سنة "حدث"، فى القانون المصري طفل طالما طالب الكثير والكثير بتعديل هذا القانون، بعد ارتكاب وقائع فاقت تفكير أساتذة علم النفس والاجتماع.
انتقلت الزوجة صحبة زوجها المسكين من منطقة منشية النصر إلى عزبة عثمان فى شقة مستأجرة حديثا تبحث عن الراحة النفسية لتربية أطفالها وسط جزء هادئ مليء بالسكينة والطمأنينة قريبة من أهلها تعمل طوال اليوم تنظف شقتها وتسعى لتربية أطفالها الثلاثة، ثم تعد طعام العشاء لزوجها الذي يعمل بثلاجة لحفظ الفاكهة والخضروات يرجع مرهقا وعلى الرغم من ذلك راضيين بما قسمه الله لهما سعداء بما أتاهم الله ورزقهم بأطفالهم.
لم يدم هذا الحال طويلا، بعدما فكر ابن عمها فى حيله شيطانية للإيقاع بتلك الزوجة وأوهمه شيطانه أنها لن تفضح أمره خوفا على الحياة الأسرية.
دقت ساعات فجر يوم الثلاثاء الماضي، وأعدت "ياسمين" الفطور لزوجها ليستعد للذهاب لعمله، وظلت الزوجة ترتب فى فرش المنزل الذي انتقلت له حديثا، دبدبات خافتة على باب الشقة، الزوجة من خلف الباب: من الطارق، يخبرها ابن عمها الذي ظنت أنه بمثابة أخيها أنه الطارق، فتحت الزوجة المسكينة ليخبرها بحيلته الشيطانية أنه حضر لمساعدتها فى ترتيب فرش المنزل، تذهب الزوجة لإعداد مشروب لابن العم، يلتقط هذا الذئب أنفاسه وسرعان ما ينقض عليها محاولا التعدي عليها جنسيا، تنتفض الزوجة التي لم تتوقع لحظة لفعل أي شيء مشين وتصرخ فى وجهه ليهددها بسكين كان قد التقطه من المطبخ ويهددها به صرخات مكتومة تستغيث بالجيران وتحاول الوصول لباب الشقة للهروب منه، ينقض عليها بطعنات قاتلة بالرقبة وجروح قطعية حتى تلفظ أنفاسها، يبكي الصغار ليتخلص منهما ذبحا خوفا من الفضيحة ويغلق باب الشقة ويفر هاربا من إحدى النوافذ.
تحريات المباحث الجنائية بالتنسيق مع ضباط الأمن العام، بإشراف اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية، كشفت عن مفاجأة في واقعة العثور على ربة منزل وطفليها مذبوحين بمنزلهم فى منشية النصر بدائرة قسم شرطة كفر الدوار.
توصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة “علي .ي .أ. ع”، "17 سنة "، ابن عم المجني، عليها وقيامه باستخدام دراجة بخارية "تروسكل" لنقل فرش الشقة قبل وقوع الجريمة بثلاثة أيام وإيهامه ابنة عمه بمساعدتها فى فرش الأثاث والتحرش بها لفظيا والذهاب لشقتها يوم الحادث فى محاولة للتحرش بها جسديا، وراحت المجني عليها تصرخ لاستغاثة الجيران، بينما قام المتهم بالإسراع للمطبخ وإحضار سكين وهددها بالقتل، لكنه فشل فى التعدى عليها جنسيا.
وأدلى المتهم بقتل ربة منزل وطفليها، عقب فشله في التعدي عليها جنسيا باعترافات تفصيلية عن الواقعة، ومثل طريقة تنفيذ الجريمة البشعة في مسرح الواقعة بمنطقة منشية النصر التابعة لقسم شرطة كفر الدوار.
واستمعت نيابة قسم كفر الدوار بمحافظة البحيرة إلى اعترافات المتهم بارتكاب مذبحة كفر الدوار، التي راح ضحيتها أم وطفلاها، مساء أمس الثلاثاء الماضي.
وأوضح المتهم في اعترافه أنه يعمل سائق تروسيكل، وكان يقوم بمهمة نقل بعض الأثاث إلى منزل المجني عليها، والذي انتقلت له حديثا، موضحا أنه تحرش بها لفظيا بالكلام وظن أنها تتقبل الأمر وعقب الانتهاء من إدخال الأثاث في الشقة قام بالتحرش بها جسديا.
وتابع المتهم: حاولت الفرار مني إلا أننى قمت بالتعدي عليها بالضرب، ثم حَاولت الصراخ والاستغاثة بالجيران فأسرعت إلى المطبخ وأحضرت سكينا وقمت بذبحها، وعندما شاهدت الأطفال التوأم تخلصت منهما.
ولفت المتهم إلى أنه لم ير الطفلة الرضيعة أثناء ارتكاب الجريمة، وفر هاربا بعد الحادث حتى تم القبض عليه من قبل ضباط المباحث.
وتعود أحداث الواقعة إلى تلقى شرطة النجدة بمديرية أمن البحيرة بلاغا بالعثور على جثة ربة منزل وطفلين مذبوحين بمنزلهم بدائرة قسم شرطة كفر الدوار.
وقال جيران المجني عليهم أن الشقة مستأجرة من 3 أيام قبل الواقعة بمنطقة عزبة عثمان، بجوار مسجد الرضا والنور منزل سعيد س م، تبع السعرانية الطريق الزراعي اتجاه القاهرة، مؤكدين أنهم لم يشاهدوا المجنى عليها قائلين: "منعرفهاش أصلا إحنا شوفنا منقولات بتتنقل وفوجئنا بعدها بثلاثة أيام بحضور اهليتها وجوزها وعمها والمتهم اللي إحنا شوفنا مع المباحث أثناء تمثيل الجريمة اليوم”.
وتم ضبط المتهم وإحالته للنيابة العامة، و اعترف المتهم بارتكابه الواقعة وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات.
جوجل نيوز
