عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الدولار الأمريكي – البداية .. الهيمنة .. النهاية (1)

الدولار الأمريكي – البداية .. الهيمنة .. النهاية (1)

البعض يطلق عليه العملة الخضراء، وفي الأحياء الشعبية المصرية يسمونه القوى. واسماء أخرى من غير المناسب ذكرها.



 

ولد الدولار في عام1792  ليكون عملة محلية  معدنية كبديل عن نظام المقايضة الذي كان يستخدمها مجموعة من المنشقين الدينيين الهاربين من لندن بحثاً عن حياة جديدة عبر البحار. حيث لم يكن لديهم أي نقود، ولم يكونوا من الأغنياء لكن كان معهم بعض العملات الإنجليزية وقليل من الذهب. وأصبح التبادل أمراً محرجاً وصعباً بين المستعمرين. لذا كان من المناسب إصدار عملة تيسر عمليات التبادل.. وفي عام 1862 تم إصدار عملة الدولار الورقية. وتلك كانت البداية.

 

بدأت هيمنة الدولار الأمريكي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ودمار معظم بلدان العالم المتقدمة وفي مقدمتها دول اوروبا الصناعية ومنها إنجلترا وفرنسا. ولم ينج من هذا المصير المأسوى سوى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قارب إنتاجها 60% من الناتج العالمي، وبحجم صادرات يقارب 25% من تجارة العالم، بالإضافة الى فائض تجاري يقارب ال 5 مليارات دولار. فإذا أضفنا الى ذلك مشروع مارشال الذي من خلالة تم اعادة اعمار اوروبا والذي يعتمد على الواردات من امريكا لاتضح لنا بداية هيمنة الدولار.

 

في عام 1944 وبعد انهيار النظام العالمي القائم ومن أجل وضع نظام عالمي جديد يحقق الاستقرار للنظام المالي، وازالة عقبات النمو الاقتصادي. اجتمع ممثلون عن 44 دولة في ولاية نيوهامبشير  بالولايات المتحدة الأمريكية – في غابات بريتون ووقعوا اتفاقية اسموها (بريتون وودز وبالإنجليزية Bretton Woods). وكان من آليات اتفاقية بريتون وودز تفعيل دور كل من صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير.

 

بتفعيل دور الصندوق والبنك، وبالمساعدت التي قدمت للدول الأعضاء التي لديها عجز في ميزان مدفوعاتها رفعت أجهزة التنفس الصناعي عن الجنية الإسترليني، وعملات تداول أخرى كانت تعتمد على الذهب كغطاء. وأصبحت العملة الخضراء هي الأقوى، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية على رأس الهرم المالي والاقتصادي، وأصبحت تتحكم في النظام العالمي الجديد.

 

بعد شهر من تولي الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت مقاليد الحكم، ولتصحيح الوضع المالي والمصرفي المتدهور جرم حيازة الأفراد الأمريكان للذهب واعتبر ذلك مثل حيازة المخدرات. وبناء على ذلك أجبر الأمريكيون على بيع ما يمتلكونه من ذهب للبنك الاحتياطي الفيدرالي بسعر يقل عن ال 20  دولارا امريكيا للأونصة ( الأوقية ). بعدها مباشرة أعاد التقييم لتصبح الأونصة تعادل 35 دولارا، وأصبحت أمريكا لديها 75% من ذهب العالم. وبهذا المخزون الكبير تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية في اتفاقية بريتون وودز أمام دول العالم بأن من يسلمها خمسة وثلاثين دولارا فيما بعد تسلمه أوقية من الذهب وبالتالي اشتدت هيمنة وقوة الدولار.

 

وفي عام 1971 طالب الرئيس الفرنسي شارل ديجول من أمريكا تحويل 191 مليون دولار الى ما يقابلها من ذهب ليودع لدى البنك المركزي الفرنسي عملاً باتفاقية بريتون وودز.  وتخوفت الولايات المتحدة ان يتكرر الطلب من دول أخرى. مما دفع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلى إصدار بيان في عام 1973 يلغي فيه التزام الولايات المتّحدة بتحويل الدولارات الأمريكية إلى ذهب. مما أحدث صدمة للعالم وحينها سمى هذا البيان بصدمة نيكسون   Nixon Shock،  وبالتالي الغيت اتفاقية بريتون وودز .. ولعل كان القرار يمثل المسمار الأول في نعش الدولار الأمريكي.

 

 ويبقى الأمل.. في نظام عالمي جديد يحقق العدالة الاقتصادية للشعوب – وللحديث عن الدولار بقية ..

 

 خبير اقتصادي

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز