عاجل
السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
العمدة الذي لم يرتد عن الصهيونية

العمدة الذي لم يرتد عن الصهيونية

العمدة الذي لم يرتد عن الصهيونية



 

 

هناء فتحي

 

 

معركة التلاسن والتهديد بين "زُهران ممداني" وبين "ترامب" بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية لعمودية نيويورك على خصمه "أندرو كومو" لم تكن لأن (زهران) مسلم شيعي الطائفة، كما تروج بعض وسائل الإعلام الدولية، ترامب لا يستند في معاركه على دين أو قِيَم ومبادئ، ترامب يقاتل وينتصر ويستسلم للمال العربي والصهيوني، "زهران ممداني"، ليس هو بطل القصة الرئيسي في الحكاية، البطل المُغَيّب هُوّ أندرو كومو الساقط بمذلة في معركة عمودية نيويورك وفي معركته مع النساء اللواتي تحرش بهن فقمن بمقاضاته وفضحه وتجريسه، وهو الصهيوني والمفترس الجنسي، وقد كانت تسانده أكبر آلة اقتصادية وإعلامية في أمريكا، اللوبي اليهودي، كي يفوز، ولم يفز، كومو وترامب يتشابهان، من نفس النبع خرجا ويحملان نفس الجينات - حب النساء والسلطة والمال.

العمدة الخاسر "كومو" لم يرتد عن الصهيونية، لذا سقوطه أربك حسابات الجماعة إياهم - لكن "زُهران" قادم من جهة الأعادي، الذين يعادون الصهيونية وإسرائيل وينتصرون لفلسطين وللفقراء ولكل صاحب حق وضمير.

معركة ترامب مع زُهران تشبه معركة ترامب مع إيلون ماسك، فهل إيلون ماسك كان مسلما حتى يعاديه ترامب ويهدده في ماله ومواطنته وهويته وحياته؟ الإجابة: لا، الإجابة أن إيلون ماسك خرج عن الخط المرسوم وارتد عن القواعد تماما مثلما انحرف "هارفي واينستين" وچيفري أبستين" عن القواعد، فكان أن سجنوا الأول بعد أن سطوا على إمبراطوريته في هوليوود وقتلوا الثاني في زنزانته، فهل كان الاثنان مسلمين؟ أبدا، كانا مثل ترامب متحرشين (مفترسين جنسيًا) كان ثلاثتهم تجار رقيق أبيض وأطفال ومليونيرات، الذي حدث أنهما ارتدا عن الصهيونية - وإن لم يجهرا بالخروج عن الدين- فتم سحقهما.

 

لكن المفترس الجنسي "أندرو كومو"، والمتهم في قضايا تحرش واغتصاب لا تزال حكاياته أمام القضاء، إنه قصة مختلفة، "أندرو" لا يزال (الراجل بتاعهم) وسقوطه أمام (العدو زُهران) أمرٌ مروع وغير مقبول من اللوبي الصهيوني الحاكم في أميركا والعالم، كيف يحكم نيويورك رجل قلبه فلسطيني؟ قاد مظاهرات في الولاية بعد طوفان الأقصى وأدلى بتصريحات ضد الصهيونية وضد إسرائيل وضد سطوة رجال المال المليونيرات الذين أفقروا الشعب.

 

ترامب ينفذ أوامر عليا للجماعة الحاكمة، عليه أن يقاتل زوهران حتى يرتدع أو يقتلوه أو بأقل تقدير وبأضعف الإيمان سيسقطونه في التصويت النهائي على العمودية، ربما لن يفوز كومو، لكن من المرجح أن يفوز من على شاكلة كومو نتحرش ومنحرف وصهيوني، أمًا لو أُخطئت التقديرات والقلاعية والخطط ولو فاز "زهران" فعليه الانقياد لإملاءات كي ينفذها وهي ما أعلنه ترامب بوضوح في حربه على الرجل: وهي طرد المهاجرين غير الشرعيين والانصياع التام ل ICE شرطة (طرد المهاجرين) وعدم مناصرة القضايا الحقوقية كحق فلسطين في استرداد أراضيها وحقوق الفقراء والمرضى والمسنين.

لاحظ أن ترامب لم يصف زُهران أبدا بالشيعي بل قال عنه شيوعي، ثمة فارق كبير وجوهري وعقائدي بين الاثنين: She’a Man و Communist Man وترامب لا يخطئ في اللفظ بل يقصده، ترامب لا يتهم "زهران" في عقيدته الدينية بل في عقيدته الاقتصادية والإنسانية والأخلاقية كذلك، وهنا مربط الفرس، كما أن ثمة فوارق عظمى بين ترامب وبين زُهران المتعلم ابن الأستاذ الأكاديمي بجامعة كولومبيا والأم التي تعمل بالإخراج، زُهران الذي يهاجم المليونيرات ويطالب بتوزيع عادل للثروة ويناصر الفقراء، الشيوعي كما يصفه ترامب، ترامب تاجر العقارات والمقاول والنساء لا يعنيه الدين، دينه هو المال، ولاحظ أن أصحابه وأحبابه من دول الخليج مسلمون، ليست لديه مشكلة مع المسلمين بل مع ثرواتهم وكيف يسطو عليها ويجردهم منها.

 

يلعب ترامب في (حتته) في مربع المال والاقتصاد والنساء، أما اهتمامه بالحروب والإغارات على دول لم تهاجم بلاده فهي لأجل عيون إسرائيل والصهيونية، والاثنان - الصهيونية وإسرائيل- يتيحان له جمع المزيد من الأموال بالسلب وبالنهب وبالتراضي أيضا، فالبعض يسلمه المال بخنوع، ويعلم ترامب أنه هو الآخر يطفو فوق الرمال المتحركة التي تديرها الجماعات المتنفذة في أمريكا وأنه غير مسموح له إلا بما يُملى عليه مثله مثل أوباما وبايدن وبوش، ويعلم ترامب جيدا أنه حين فعلها "كينيدي" وانحرف، قتلوه، يعلم ترامب أنه بمنتهى السهولة سيسحبونه في جوف الرمال بعيدة القاع ليموت هذا لو أغضبهم أو وجدوا بديلا مريحًا فغضبوا عليه!، فهذا البرتقالي مزعج جدا وبأيديهم - اللوبي- أن يجعلوا الرمال مصمتة غير مفرغة أسفل ترامب كي ينجو ويتسيد على العالم، يهدد ويرعب ويسب ويسلب من يشاء من رؤساء وملوك وأمراء وكبارات، ترامب يدرك أهدافه جيدا ويدرك واجبه جيدا ويؤديه على أكمل وجه حتى الآن. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز