عاجل
الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السحر السفلي للأهلي والزمالك في المغرب

السحر السفلي للأهلي والزمالك في المغرب

ضرب قطبا الكرة المصرية موعدًا - دون سابق ترتيب - مع الكرة المغربية، عندما يلاقي الأهلي نادي الوداد البيضاوي، والزمالك نادي الرجاء، في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، الأمر الذي قد يعلي من نغمة السحر والأعمال السفلية، خصوصا أن المغرب دولة اشتهرت بهذا الاتجاه، وهو أمر قد يكون مقبولًا بعيدًا عنا في مصر، لكن الأزمة التي قد تتصاعد مستقبلًا مع هدف غير محتسب هنا أو ظلم يقع غير مقصود هناك، تتناثر تصريحات المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك حول السحر والأعمال في الملاعب، تلك النغمة التي رددها كثيرًا في السابق، وفي مباريات بسيطة، ما بالك بتلك التي تقربه بخطوة واحدة من نهائي أهم بطولة قارية داخل القارة السمراء.



 

مطلوب ضبط الأعصاب، ومعها ضبط العقول قبل المواجهات الأربع، إذا ما وضعنا في الاعتبار مباراتي الذهاب والإياب للأهلي والزمالك، فكثيرًا ما وزع مرتضى منصور الاتهامات، وتحدث عن السحر والشعوذة والمشعوذين، دون أي رقابة أو اعتبار لمن يتحدث عنه، فلم يسلم منه الأسطورة العملاق حارس المرمى الدولي عصام الحضري قبل اعتزاله، والذي اتهمه بشكل واضح وصريح أنه يرافق الجن، مرجعًا تلك النجاحات الرهيبة للأعمال السفلية التي يسخرها الحضري، ليهدم واحدًا من الرموز الكبيرة، ويشوه تألقًا لفت أنظار العالم بأسره.

حتى لو كان حديث مرتضى عن الحضري على سبيل الدعابة، فتناسى أنه يتحدث عن أسطورة عالمية، والحديث عنها لابد أن يكون بحساب شديد، لما تتناقله عنه وسائل الإعلام الدولية المختلفة، فكيف يكون الحال ورئيس أكبر أندية مصر وإفريقيا دائم الحديث عن السحر والأعمال السفلية؟، بالتأكيد مثار جدل وسخرية ونقطة مظلمة في توقيت حساس، خصوصا فيما هو قادم، إذا ما وضعنا في الاعتبار الحساسية التي قد يخلفها مجموع لقاءي القطبين أمام بطلي المغرب، وما يعجل بهما من جماهيرية طاغية، فالرجاء والوداد يوازيان الأهلي والزمالك هناك في الشعبية، والمساس بهما قد يعيد إنتاج أزمات كبرى مشابهة لما حدث مع الجزائر من قبل، لذا حذاري.

الحديث عن السحر والمشعوذين، اقترن في الكرة المصرية بحديث آخر عن الشيوخ، فلم يكن غريبًا أن يربط بعض المدربين الكبار تحركاتهم وتصرفاتهم بنصائح هؤلاء الشيوخ، وهو أمر قد يكون محمودًا، إذا ما وضعنا شعرة معاوية، وفصلنا بين الجانبين المتناقضين تمامًا، لكن، أن نستثمر هذا في هدم وتدمير الرموز، فهذا مرفوض تمامًا، كما هو مرفوض ذلك الحديث التليفزيوني العبثي للاعب الأهلي والإسماعيلي السابق شريف عبدالفضيل، الذي أرجع في أحد لقاءات الهواء، سبب استبعاده من المنتخب الوطني في عهد المدير الفني الكبير حسن شحاتة إلى نصائح الشيوخ المعتمدة لدى المدرب السابق.

شريف عبدالفضيل الذي لا يذكر أحدًا له سوى هدف يتيم في مرمي الزمالك في إحدى مباريات القمة، تناسى أن مكانه في المنتخب وقتها كان مدججًا باللاعبين المميزين أصحاب الصفة الدولية الحقيقة، وإلا ما سجل هذا الجيل الثلاثية التاريخية مع حسن شحاتة بالفوز بأمم إفريقيا 2006 و2008 و2010، لكنه لم يعترف بهذا، وأخذ يكيل الاتهامات، ويؤكد أن شحاتة لم يختره بناء على نصائح شيوخ طالبوه بالحفاظ على قوام هذا الفريق، في كلام عار تماما عن الصحة، لأن شحاتة قام بعمل تغيرات كثيرة ما بين الثلاث بطولات، فلم يقف على لاعب بعينه، وعندما فقد ابنه المدلل حسني عبد ربه في 2006 للإصابة، استعاده بقوة في 2008 وحصل على أفضل لاعب في القارة، وعندما خسر محمد أبوتريكة للإصابة أيضا بعد بطولتي 2006 و2008، أعاد اكتشاف وجه جديد جلب بطولة 2010، متمثلة في محمد ناجي «جدو»، دون أن يقف على اعتزال حسام حسن بعد 2006، أو خسارة أحمد حسام «ميدو» للأبد في عهد، أو ابتعاد نجوم كبار عن الساحة الدولية باختيارهم مثلما فعل محمد بركات وحسام غالي، ولتواضع المستوى مثل إبراهيم سعيد، لكن مع كل نجم مفقود، كان شحاتة يصنع من قلب الدوري المصري بديلًا وبديلًا كفأ، وإلا ما ظهر هاني سعيد ومحمد حمص وأحمد عبد الغني وأحمد عيد عبد المالك وآخرون كثُر، إلا مع شحاتة.

نسى شريف عبد الفضيل، كل هذا الكم من الإحلال والتجديد في الصفوف، خلال فترة عمل حسن شحاتة في ست سنوات، وأخذ يكيل الاتهامات، ولا سبيل في الختام، إلا ذكر رد أحمد حسن عليه بأن لو كان كلام عبد الفضيل صحيحًا، فلماذا لم يتأهل هذا الجيل إلى كأس العالم، ولماذا لم يتأهل مع شحاتة لأمم إفريقيا 2012، وهو حامل لقب آخر ثلاث نسخ.. حافظوا على سمعة مصر، يرحمكم الله.          

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز