عاجل
الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

لما البنت تسوق ميكروباص (فيديو)

لما البنت تسوق ميكروباص (فيديو)
لما البنت تسوق ميكروباص (فيديو)

تصوير- سماح زيدان
المنوفية- منال حسين

تدق عقارب الساعة معلنة توقيت السادسة صباحًا، تستيقظ طالبة كلية التجارة، ترتدي ملابسها، يعتقد البعض أنها ذاهبة إلى كليتها الكائنة بمجمع كليات شبين الكوم جامعة المنوفية، والحقيقة أنها تذهب لعملها بموقف سيارات "شبين الكوم- عبود"، نعم هي تعمل سائقة بالموقف على الخط، لتسطر بحروف اسمها أول سائقة ميكروباص بالمنوفية.



 

"بوابة روزاليوسف"، عاشت مع السائقة- ريهام محمد فريد طالبة الفرقة الرابعة بكلية التجارة- إحدى رحلاتها اليومية- ذهابا وإيابا- من موقف عبود إلى شبين الكوم- لنتعرف عنها عن قرب وكيفية مواجهتها لمجتمع- السائقين- كما نرصد كيف يتعامل الزبائن مع سائقة، ومدى تقبلهم أن تقودهم فتاه صغيرة السن في مرحلة الشباب.

في البداية توجهنا لموقف سيارات موقف ”شبين الكوم- عبود“ بمدينة شبين الكوم، في تمام السابعة إلا الربع، وهو نفس توقيت دخول ريهام السائقة للموقف، مجرد أن تدخل بسيارتها التي تتزين بعروسة داخل تابلوه السيارة وقلبين على الأطراف واسم سندريلا على الزجاج الأمامي والخلفي، وريم على زجاج شباك السائقة "اسم الدلع الذي يناديها به جميع سائقي موقف السيارات"، إلا وكأنك تشعر بطوفان محبة من الجميع للسائقة الشابة، الكل يتسابق لتقديم التحية لها، ثم يبدؤون بالمناداة على الزبائن ويتم تحميل سيارة ريهام دون أن تأخذ دورها كما هو المتعارف عليه داخل مواقف السيارات، وذلك لما لها من محبة داخل قلوب جميع من يعرفها.

انطلقت ريهام بسيارتها البيضاء اللون، و"بوابة روزاليوسف" معها، لنبدأ رحلة طريق شبين الكوم القاهرة، ”هدوء مع رزانة- ثقة بالنفس- سرعة مغلفة بالحذر“ تسير مطمئن وكأنك مع سائق محترف، ومع الخروج من محافظة المنوفية وعلي مشارف القليوبية نجد زبائن السيارات المجاورة على الطريق خاصة الفتيات يلوحون بأيديهم إلى السائقة الشابة بعلامات النصر، وأخريات ينظرن إليها بنظرة الانبهار، ناهيك عن نظرات الاستغراب التي ملأت أوجه معظم من يراها على الطريق خاصة الرجال، حتى إن إحدى سيارات مدينة الزقازيق، أشار سائقها لريهام بضرورة التوقف بعد أن طلب منه فتيات يركبن معه التصوير مع السائقة.

وبالفعل استجابت ريهام للسائق وطلبت أن يكون التصوير بجوار محطة الزراعة بشبرا الخيمة أثناء نزول الزبائن، ونزلت الفتيات وبدأن في اتخاذ الصور التذكارية والتحدث مع السائقة الشابة لمعرفة كيف واجهت المجتمع بتجربتها الفريدة خاصة داخل محافظة المنوفية المعروفة بالتزامها الشديد، وبدأت ريهام التحرك مرة أخرى لموقف عبود، ووقفت بسيارتها أعلي الكوبري بأول موقف عبود، لتصبح بذلك السيارة الوحيدة التي تقف في ذلك المكان، بعد تحريمه على جميع السائقين.

ريهام مع زملائها في موقف "عبود"

 

وفور وقوفها كان أحد زملائها السائقين يتأهب للسفر للمنوفية وإذا به يعرض عليها أن تحمل سيارتها بزبائنه ويرجع هو للموقف مرة أخرى، إلا أن ريهام رفضت مقدمة الشكر للسائق، ثم بدأت هي في تحميل الزبائن المتوجهين لمحافظة المنوفية كالعادة دون انتظار الدور، ليتفاجأ عدد من الركاب بأن السائق أنثى، حالة من الفرح انتابت الجميع اعتبروها تجربة فريدة من نوعها لفتاة تحدت ظروف المجتمع وقررت أن تعمل بيدها دون انتظار التعيين الحكومي.

وانطلقت مرة أخرى السائقة متوجه إلى المنوفية من موقف عبود وهي تحمل معها مسؤولية 14 روح مواطن ومواطنة، لتعيد برحلة العودة ما حدث برحلة الذهاب.

وأثناء رحلة العودة للمنوفية قالت ريهام: إنها تعشق قيادة السيارات منذ نعومة أظافرها، مضيفة أنها تقود منذ أن كانت بمرحلة الإعدادية، وذلك بفضل والدها الذي كان يعمل سائقًا بنفس الموقف، لافتة إلى أن المرحوم والدها هو سبب محبة جميع زملائها لها، نظرًا لحضورها للموقف منذ قديم الزمن معه للموقف وقيادتها للسيارة فهي تقود منذ 12 عامًا.

وأضافت ريهام أن قيادة السيارات موهبة ومسؤولية، عشقتها ولا تعرف غيرها وكل أحلامها في الحياة أن يكون لها سيارة ميكروباص ملك لها، خاصة أنها مسؤولة عن شقيقتها وأطفال شقيقتها، التي تعيش معهم قبل أن تنتقل لبيت الزوجية الشهر المقبل، فهي مخطوبة لسائق زميلها بموقف” شبين الكوم- عبود“ منذ يناير الماضي.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز