عاجل
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي

من زوايا أدبية وثقافية وتاريخية..

تفاصيل جلسات بحثية في ملتقى أطلس المأثورات بسوهاج تستعرض السيرة الهلالية 

جانب من الملتقي
جانب من الملتقي

في مشهد ثقافي يليق بثقل التراث الشعبي المصري، تواصلت بديوان عام محافظة سوهاج فعاليات الملتقى العلمي الرابع لأطلس المأثورات الشعبية تحت عنوان "السيرة الهلالية ورواتها"، الذي يُقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار جهود الوزارة الحثيثة لصون التراث الثقافي غير المادي وإبراز قيمة رواة السيرة الهلالية وتاريخ حضورهم عبر الأجيال.



 

- أدب وفنون.. السيرة في قلب الإبداع المعاصر

شهد اليوم الأول ثلاث جلسات بحثية ثرية، بحضور نخبة من القيادات الثقافية والتنفيذية والباحثين المتخصصين، تقدمهم د. محمد حسن عبد الحافظ رئيس الملتقى، ود. حنان موسى، ود. الشيماء الصعيدي، إلى جانب مسؤولي إقليم وسط الصعيد الثقافي وفرع ثقافة سوهاج.

جاءت الجلسة الأولى بعنوان "حضور السيرة الهلالية في الأدب والفنون"، وفيها أكد د. محمد حسن حافظ أن الرواية العربية الحديثة تُبنى – في جذورها – على الصراع الذي ميز السير الشعبية، وأن الشعر الشعبي يمثل أصلاً للشعر العربي المعاصر.

وقدمت د. رشا الفوال دراسة سيكو–سوسيولوجية بعنوان "البنية الملحمية للسيرة الهلالية في الرواية المعاصرة"، تناولت فيها حضور البطل الملحمي في رواية "عزيزة ويونس" لسمير درويش، وآليات التناص، وتجليات الصراع والاغتراب.

أما د. شعيب خلف فقدم ورقة حول "صورة المكان الأول للإبداع السردي"، مشيراً إلى أن السيرة الهلالية تُعد حجر زاوية في السرد الصعيدي وثقافته الشفاهية.

وتواصلت الجلسة بعرض قدمته الطالبة جنة محمود فتحي لجزء من السيرة الهلالية، أعقبه طرح بصري للباحث زياد أيمن حول استلهام السيرة في الفنون التشكيلية، مؤكداً دور التوثيق البصري في تعزيز حضور التراث.

وشهدت الجلسة مداخلات ثرية؛ د. كرم مسعد دعا إلى تصميم منتجات جماهيرية مستوحاة من السيرة، ود. سمر زياد إلى تعزيز التواصل مع الجمهور، فيما طالبت د. أسماء الخولي بتوسيع مشاركة الشباب واستثمار خبرات الباحثين. كما تحدث الشاعر عصام مهران عن خصوصية السيرة المرتبطة بالرواة المصريين، وأشادت د. نيفين خليل بجهود المبادرات الشبابية.

- هوية وجغرافيا… قراءة في مسار بني هلال

وفي الجلسة الثانية بعنوان "الهوية الثقافية ومسار بني هلال والجغرافيا"، تناول د. مصطفى محمود دور التراث الحي في التنمية وتطوير اقتصاديات التراث، مستشهداً بتجربة الشاعر عزت القرشي في توارث الشعر.

وقدمت د. أسماء الخولي دراسة حول مسار الشخصيات في السيرة ودورها في نقل الهوية، فيما طرح د. وائل المتولي قراءة جغرافية معمقة لمسار بني هلال، متسائلاً عن دور التكنولوجيا الحديثة في تعزيز السياحة التراثية المرتبطة بالسيرة.

وتناول الحاضرون رمزية السيرة ودورها في مدّ جسور التواصل بين الأجيال، بينما ناقشت الباحثة نهاد حلمي ضرورة دمج مفاهيم التنمية المستدامة في قراءة السيرة. وطرحت د. حنان موسى فكرة جذب الأطفال عبر ألعاب إلكترونية وشخصيات مستوحاة من السيرة.

- تاريخ وشعر… بين الرواية الشفاهية والنص المدون

جاءت الجلسة الثالثة برئاسة د. الشيماء الصعيدي بعنوان "قراءة تاريخية وشعرية في السيرة الهلالية"، وقدمت خلالها خبرتها الميدانية في لقاء الرواة ودراسة عوالم السحر الشعبي والحلي التقليدية، مؤكدة دور السيرة في انتشار اللغة العربية والمذهب المالكي والتصوف في المغرب العربي رغم معارضة الدولة الفاطمية.

وقدّم الشاعر عبدالقادر طريف دراسة حول “التغريبة الهلالية” باعتبارها التسمية الأدق، مستشهداً بأبيات شعرية تُرجّح أن ميلاد أبوزيد الهلالي كان على ضفاف النيل.

كما تحدث الباحث التراثي قدورة العجني عن انتشار التغريبة في ليبيا والمغرب وموريتانيا والخليج، وصولاً إلى ارتباطها بالدولة المستنصرية وقبائل بني سليم.

واختتم الباحث مصطفى تهامي بورقته "السيرة بين النص الشفاهي والمدون"، التي تناولت إشكالية التوازن بين حيوية الأداء الشفاهي وثبات التدوين.

- ثقافة تحفظ التاريخ… وتصل الماضي بالمستقبل

يُقام ملتقى السيرة الهلالية بجهود الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية، وإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، وبالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي وفرع ثقافة سوهاج، وتتواصل فعالياته حتى مساء غد الثلاثاء، بمشاركة وفد من الأكاديميين والمتخصصين في صون التراث الثقافي غير المادي، إلى جانب باحثي الإدارة المعنيين بتوثيق السير الشعبية والروايات الشفاهية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز