عاجل
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي

هيئة الكتاب: سيرة حكّاء الجنوب عبد الوهاب الأسواني ضمن إصدارات «عقول»

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن السلسلة المعرفية «عقول»، كتابًا جديدًا يحمل عنوان «عبد الوهاب الأسواني.. حكّاء الجنوب» للكاتب والصحفي خالد إسماعيل، نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، وذلك مع العدد السابع عشر من السلسلة في موسمها الثاني. يأتي هذا الإصدار ليضيء سيرة واحد من أهم الأصوات الروائية التي خرجت من الجنوب المصري، والذي ظل على امتداد سنوات عطائه علامة راسخة في المشهد الأدبي.



 

يستعيد الكتاب رحلة عبد الوهاب الأسواني منذ مولده عام 1934 في قرية جزيرة المنصورية بأسوان، حيث تشكلت طفولته في بيئة مشبعة بروح الحكاية وسُنة السرد الشفاهي، في مجتمع جنوبي يختزن طبقات من التقاليد والذاكرة والأساطير. ويتتبع الكاتب بدايات الأسواني الأولى حين انتقل إلى الإسكندرية لمعاونة والده في التجارة، قبل أن تتفتح موهبته الأدبية وينجذب إلى قراءة الشعر، ثم إلى كتابة القصة والرواية، مستلهمًا من تفاصيل الحياة اليومية ما صنع لاحقًا عالمه الإبداعي.

 

ورغم توقف رحلته التعليمية عند المرحلة الثانوية، فإن الأسواني اختار طريق المعرفة الذاتية، منكبًّا على القراءة في التاريخ والفلسفة والدين والأدب، ومشاركًا في ندوات ومساحات ثقافية كانت تجمع كبار المثقفين في ذلك الزمن. وفي منتصف الستينيات، بزغ نجمه بعد فوزه بجائزة نادي القصة عن روايته الأولى «سلمى الأسوانية»، التي مثلت انطلاقته الكبرى ولفتت الأنظار إلى قدرته على تقديم الجنوب المصري بعمقه الاجتماعي والقبلي والنفسي.

 

ويتوقف الكتاب أمام محطات مفصلية في مسيرته المهنية، منها عمله بمجلة الإذاعة والتليفزيون، وعروض يوسف السباعي ويحيى حقي بالانضمام إلى مجلتي «صباح الخير» و«المجلة». كما يكشف عن محاولة المخرج الكبير صلاح أبو سيف تحويل «سلمى الأسوانية» إلى عمل سينمائي بإنتاج فرنسي، في إشارة إلى تقدير الوسط الفني لقيمة النص وفرادته.

 

ويبرز المؤلف منعطف الأسواني الأهم حين سافر إلى منطقة الخليج، مدفوعًا بظروف أسرية ورغبته في توفير العلاج لابنه، فعمل في قطر ثم السعودية لمدة 12 عامًا، جمع خلالها بين العمل الصحفي والدور الفكري. وبعد عودته إلى مصر، استعاد مكانته سريعًا في الوسط الثقافي، ليحصد العديد من الجوائز والتكريمات، وفي مقدمتها جائزة الدولة التقديرية عام 2011.

 

ويضيء الكتاب اتساع مشروعه الأدبي وتنوعه، إذ كتب الأسواني الرواية والقصة والسيرة، وقدم أعمالًا تاريخية حول شخصيات إسلامية بارزة مثل خالد بن الوليد وبلال بن رباح وعمار بن ياسر، بما يعكس عمق ثقافته التاريخية وتطلعه الإنساني. كما تحولت عدد من أعماله إلى مسلسلات إذاعية وتلفزيونية، من بينها «اللسان المر» و«نجع العجايب»، مما عزز حضوره لدى الجمهور المصري والعربي.

 

ويقدم خالد إسماعيل في هذا الكتاب شهادة محبة ووفاء لأستاذه، مستعيدًا أثره الإنساني ودعمه لجيل كامل من الكتاب الشباب، ومبرزًا مكانته كروائي استطاع أن يجعل من الجنوب فضاءً نابضًا بالحياة، ومن الإنسان العادي حكاية تستحق أن تُروى. ويأتي هذا الإصدار ليمنح القراء رحلة ممتعة داخل عالم روائي استثنائي ظل صوته الإنساني حاضرًا في الذاكرة الأدبية حتى اليوم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز