إطلاق عقار جديد لعلاج السكتة الدماغية في مصر.. خطوة طبية تنقذ آلاف الأرواح سنويًا

شهد أحد فنادق القاهرة مؤتمرًا طبيًا موسعًا، للإعلان عن إطلاق عقار جديد لعلاج السكتة الدماغية، أحد أخطر الأمراض العصبية التي تصيب الآلاف سنويًا، بمعدل يصل إلى نحو 950 حالة لكل 100 ألف نسمة.

جاء ذلك بعد موافقة هيئة الدواء المصرية على طرح العلاج، وشارك في المؤتمر نخبة من كبار أساتذة طب المخ والأعصاب في مصر، من بينهم الدكتور أحمد البسيوني أستاذ طب المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، والدكتور حسام صلاح عميد كلية طب قصر العيني، والدكتور محمد مشرف المدير الإقليمي للشركة المنتجة للعقار في أفريقيا والشرق الأوسط.

وأوضح الدكتور أحمد البسيوني، خلال كلمته أن الدواء الجديد يمثل إضافة مهمة لعلاج السكتة الدماغية، مشيرًا إلى أنه متوافر مجانًا في المستشفيات الحكومية والجامعية، ضمن جهود الدولة لتوسيع نطاق العلاج المتاح لمرضى السكتة الدماغية وتقليل نسب الإعاقة الناتجة عنها.

وأضاف أن السنوات العشر الماضية شهدت تطوير نحو 80 مركزًا متخصصًا لعلاج السكتة الدماغية على مستوى الجمهورية، ما انعكس بشكل ملموس على معدلات الشفاء وإنقاذ حياة المرضى، مؤكدًا أن هذه المراكز ساعدت في تقليص المضاعفات الناتجة عن تأخر التشخيص والعلاج.

وشدد البسيوني على أن الوقاية تبقى أهم من العلاج، مشيرًا إلى أن سرعة اكتشاف الأعراض والتدخل الطبي خلال الخمس ساعات الأولى من الإصابة تُحدث فارقًا جوهريًا في إنقاذ حياة المريض وحمايته من الإعاقة الدائمة.

كما استعرض المؤتمر أحدث البيانات العلمية حول المرض، حيث أُكد أن السكتة الدماغية هي السبب الثاني عالميًا للوفاة، وأحد أبرز أسباب الإعاقة طويلة الأمد. وأوضح الخبراء أن كل ساعة تأخير في علاج المريض تؤدي إلى تلف نحو 14 مليون خلية دماغية، وهو ما يجعل التدخل الفوري عاملًا حاسمًا في فرص التعافي.

وأشار المتحدثون إلى الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الضخمة التي يسببها المرض، إذ يفقد رب الأسرة المصاب قدرته على العمل والإنتاج، وتتحمل الدول تكاليف باهظة في العلاج وإعادة التأهيل. ففي الولايات المتحدة وحدها، تُقدّر تكلفة السكتة الدماغية بنحو 900 مليار دولار سنويًا بين نفقات علاجية وخسائر إنتاجية.

وأكد الخبراء خلال المؤتمر أن العقار الجديد، إلى جانب تطوير البنية الصحية في مراكز علاج السكتات الدماغية، يمثلان نقطة تحول في مواجهة المرض في مصر، ويعززان من فرص الشفاء والعودة للحياة الطبيعية لآلاف المرضى سنويًا.