عاجل
الأحد 12 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ذكرى انتصارات أكتوبر مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
من بطرس غالى إلى خالد العنانى

نصر مصرى فى يوم النصر

من بطرس غالى إلى خالد العنانى

يبدو أن السادس من أكتوبر سيظل خالدًا فى ذاكرة المصريين، ومنذ 52 سنة كان النصر المبين الذي أعاد العزة والكرامة لمصر والعرب.. والاثنين الماضى كنا على موعد مع نصر جديد وهو فوز د.«خالد العنانى» بمنصب مدير عام اليونسكو، وعلى مدى عقود، ظل المصريون حاضرين بقوة فى قلب مؤسّسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الكبرى، ليس فقط كممثلين لدولة عريقة؛ بل كصُنّاع قرار وشخصيات مؤثرة تركت بصمتها على قضايا العالم. من مقعد الأمين العام للأمم المتحدة، مرورًا بالملفات النووية ومكافحة الجريمة، وصولًا إلى الثقافة والتراث… تتواصل مسيرة العطاء المصري على الساحة الأممية.. والبداية كانت بأرفع منصب أمَمِى عندما تولى الدكتور «بطرس بطرس غالى» منصب الأمين العام للأمم المتحدة (1992- 1996)، دخل التاريخ كأول عربى وأفريقى يقود المنظمة الدولية فى مرحلة مفصلية أعقبت نهاية الحرب الباردة.



واجَه «غالى» تحديات جسيمة فى رواندا والبوسنة والصومال، وقدّم «أجندة للسلام» التي أعادت تعريف دور الأمم المتحدة فى منع النزاعات وبناء السلام. ورغم الخلافات مع بعض القوى الكبرى؛ بقيت تجربته علامة مضيئة للدبلوماسية المصرية على المسرح الدولى.

كما تواصَل الحضور المصري مع الدكتور «محمد البرادعى»، الذي تولى منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بين عامىّ 1997 و2009.

«البرادعى» كان لاعبًا رئيسيًا فى ملفات حساسة مثل العراق وإيران، ودافع عن استقلالية الوكالة، وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 2005 تقديرًا لجهوده فى منع انتشار السلاح النووى وتشجيع الاستخدام السلمى للطاقة..

وفى عام 2020، دخلت «غادة والى»، وزيرة التضامن الاجتماعى السابقة، التاريخ بتوليها منصب المدير التنفيذى لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة، والمدير العام لمكتب الأمم المتحدة فى فيينا، وقد كانت أول امرأة عربية تصل إلى هذا المنصب الرفيع، لتقود من موقعها ملفات مكافحة الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة والفساد، مع اهتمام خاص بتمكين المرأة والشباب فى هذه المعركة العالمية ونجحت «غادة والى» فى تقديم  مبادرات عززت حضور الدول النامية فى صياغة السياسات الدولية الخاصة بالأمن والمجتمع.

وفى ذكرى مرور  52 عامًا على نصر أكتوبر يأتى نصر جديد لمصر، وكان الاثنين الماضى السادس  من  أكتوبر حيث أصبح يوما مصريًا خالصًا، ففى المجال الثقافى؛ اختير الدكتور «خالد العنانى»، مديرًا عامًّا لليونسكو.

«العنانى» كان يشغل منصب وزير السياحة والآثار السابق،  فى  عام 2023 تم انتخابه عضوًا فى المجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو؛ ليحمل راية مصر الحضارية إلى المحافل الثقافية العالمية.

«العنانى»، الذي قاد ملفات ثقافية ضخمة مثل موكب المومياوات الملكية وافتتاح المتحف القومى للحضارة، يعكس حضورًا مصريًا متجددًا فى الدفاع عن التراث الإنسانى ودعم الحوار الثقافى الدولى حتى تولى رئاسة اليونسكو.

من «بطرس غالى» إلى «غادة والى»، ومن «البرادعى» إلى «خالد العنانى»، مرورًا بالكوادر الثقافية، يؤكد المصريون أنهم ليسوا مجرد مراقبين فى المشهد الدولى؛ بل شركاء فاعلون فى صناعة القرار العالمى.

هذا الحضور المتنوع يعكس مزيجًا من الخبرة الدبلوماسية، والرصيد الحضارى، والكفاءة المهنية التي تجعل من مصر عنصرًا مؤثرًا فى ملفات السياسة والأمن والثقافة العالمية… إرث عريق يتجدد مع كل جيل، ويعكس اختيار دبلوماسيين ومتخصصين مصريين لهذه المناصب الرفيعة كفاءة وجدارة الكوادر المصرية وقدرتها على تقديم إسهامات قيمة فى العمل متعدد الأطراف، وتقدير المجتمع الدولى لمكانة مصر ودورها الرائد فى دعم السلام والأمن والاستقرار والتنمية.

نقلًا عن مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز