عاجل
الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

الجارديان: سكان غزة يواجهون خيارًا مستحيلًا: "نفرّ من الموت... إلى الموت"

استعرضت صحيفة (الجارديان) البريطانية، اليوم الثلاثاء الوضع المتأزم في قطاع غزة وسط الهجمات الإسرائيلية المستمرة، مشيرة إلى أن السكان يعيشون واقعًا مأساويًا يتجسد في خيار مستحيل: الفرار من الموت إلى الموت.



ففي ظل القصف المتواصل والتدمير واسع النطاق، يُجبر آلاف المدنيين على النزوح من أحيائهم المدمرة باتجاه مناطق لا تقل خطرًا، في غياب أي ممرات آمنة أو ضمانات إنسانية، حسبما أفادت الصحيفة في تقريرها.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يشن هجمات جوية وبرية متواصلة على مدينة غزة، مما أدى إلى نزوح السكان جنوبًا لكن اليوم اشتد القصف على المدينة حيث بات أكثر فتكًا منذ أسابيع، وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، بدا الأمر وكأنه زلزال لن يتوقف أبدًا.

ونقلت الصحيفة عن فاطمة سحويل (أحد سكان غزة) قولها: "حتى عندما لا تكون القصفات قريبة منا، نسمعها بوضوح، وتهتز الأرض تحتنا من شدة الانفجارات".

وأضافت سحويل - وهي باحثة إعلامية - أن القتلى والجرحى جراء القصف الليلي نُقلوا إلى مجمع الشفاء الطبي، حيث سمعت أن الوضع "كارثي" لكنها فقدت آخر الأخبار وهي تحاول اتخاذ قرار شبه مستحيل بشأن ما يجب فعله لحماية أطفالها الأربعة على أفضل وجه. وكان طريق رشيد الساحلي، طريق "الهروب" الذي حددته إسرائيل جنوبًا، مكتظًا بالمنهكين واليائسين.. على أي حال، كانت تكلفة الرحلة باهظة. وقالت سحويل: "علاوة على ذلك، لا أملك خيمة تؤوينا، وشراؤها باهظ الثمن، لن أتمكن من أخذ جميع المتعلقات والإمدادات التي اشتريتها عدة مرات من قبل. ثم هناك المعاناة التي سنواجهها في البحث عن الماء ونقص المساحات الفارغة التي نقيم فيها؛ لذا، إذا غادرت، سأكون ببساطة ذاهبة إلى المجهول". ومثل أكثر من 90% من سكان غزة، نزحت العائلة بسبب الحرب حيث أُجبرت الغالبية العظمى على النزوح مرات عديدة. وقد نزحت سحويل وعائلتها 19 مرة بالفعل. والآن، ومع بدء الهجوم البري، يدعو الجيش الإسرائيلي ما يُقدر بمليون شخص لجأوا إلى مدينة غزة للنزوح جنوبًا مرة أخرى.. لكن سحويل وعائلتها، وكثيرين غيرهم، سبق لهم النزوح إلى الجنوب، وهم يدركون أنه ليس ملاذًا آمنًا من العنف. وقالت عن فترة وجودها في جنوب غزة في وقت سابق من الحرب: "لم أشعر بالحياة على الإطلاق.. العيش في خيمة مع الحشرات والجرذان والرمال وحر الصيف وبرد الشتاء والمطر، كانت فترة لا تُطاق.. لا يمر يوم واحد دون قصف ووفيات في الجنوب، حتى في ما يُسمى بالمناطق الإنسانية التي أعلنها الجيش. فهل أهرب من الموت إلى الموت؟ ما الفرق؟". من المستحيل حساب احتمالات البقاء على قيد الحياة في ظل كل هذه الحقائق المجهولة". وتابعت: "الطبيعة البشرية تسعى للاستقرار، حيث يمكنك الاتكاء على جدار متين والشعور وكأنك في بيتك. قطعة قماش ليست منزلاً: إنها لا تمنحك الأمان، ولا الشعور بالوطن". ويواجه يوسف المشهراوي، المصور والمخرج السينمائي البالغ من العمر 32 عاماً، والأب لابنتين وابن، نفس المأزق.. حيث لجأ مع عائلته إلى حي ناصر بمدينة غزة، ومن الواضح أن مخاطر البقاء تتزايد بشكل حاد، لكن من المستحيل تحديد متى أصبح البقاء أكثر خطورة من المغامرة في المجهول. وقال المشهراوي: "لا تتوقف الطائرات المقاتلة والمروحيات عن إطلاق النار.. كانت الليلة الماضية مرعبة. لم يتوقف القصف منذ ستة أيام. كل 45 دقيقة إلى ساعة، تقع غارة جوية قريبة جدًا، من طائرات هليكوبتر أو مقاتلات، أو أحيانًا من المدفعية". وتابع : "لم أقرر البقاء بعد، لكن الحقيقة هي أنه ليس لدي مكان آخر أذهب إليه". نزحت عائلته إلى جنوب غزة في وقت سابق من الحرب، وهو لا يرغب في العودة. وأضاف: "زعم الجيش أنها منطقة إنسانية، لكن هذا كذب تام.. بل على العكس.. لطالما كانت هناك غارات، وما زالت تحدث". وأختتم بقوله: "للنزوح أيضًا آثار نفسية، لا أحد يحب النزوح.. أعتقد أنه لا توجد منطقة آمنة حقًا في القطاع، سواء في الشمال أو الجنوب، لذلك نفضل البقاء في الشمال. الموت لا يأتي إلا مرة واحدة".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز